لكل مدينة طقوسها وعاداتها الخاصة بها في الأعياد التي اكتسبها أهلها عبر تكرارها على مدار سنوات طويلة، فميزتها عن غيرها من المدن الأخرى، ويبرز ذلك في الإسكندرية «عروس البحر المتوسط»؛ حيث يكتسب عيد الفطر مذاقا خاصة في أرجائها، فرض نفسه عبر سنوات؛ بجغرافيتها المكانية وعشق أهلها للسهر والحياة.
موضوعات مقترحة
احتفالات السكندريين بالعيد
وتبدأ مظاهر الاحتفالات في المدينة الساحلية مع صلاة العيد، حيث تكتظ الساحات المخصصة لها بآلاف الأسر، الذين يتوافدون بصحبة أطفالهم لأداء الصلاة وسط أجواء مميزة زادت من جمالها وروعتها مشاهد البالونات تغطي سماء الساحات وما إن تنتهي حتى يبدأوا في التقاط الصور التذكارية وشراء الحلوى والألعاب لأطفالهم.
احتفالات السكندريين بالعيد
الأكلات الشعبية في العيد.. عادة سكندرية
عقب انتهاء صلاة العيد بمختلف المساجد والساحات، يتوافد الكثير من السكندريين على مطاعم محال بيع الفلافل والمأكولات ومن بينها الكبدة الإسكندراني، التي امتنع كثيرون عن تناولها طوال شهر رمضان المبارك.
احتفالات السكندريين بالعيد
وبينما يفضل الكثير من الأسر والأصدقاء تناول طعام إفطارهم مع تمشية على كورنيش البحر، هناك آخرون يفضلون تناوله في المنزل، ثم يعقبه طبق من الكعك وكوب من الشاي ثم الخروج إلى أحد الشواطئ أو المتنزهات.
فسيخ ورنجة على رمال الشواطئ وعشب المتنزهات
وعقب ظهر أيام العيد تفضل الكثير من الأسر السكندرية إحضار طعامهم والذي يكون عادة "فسيخ" و"رنجة"، والذهاب إلى أحد الشواطئ والمتنزهات ومنها المنتزه وحديقة الحيوان وساحة قلعة قايتباي التاريخية لقضاء وقت طويل ممتد حتى ساعات المساء.
محطة الرمل.. سينما وقعدة على الكورنيش
وكما للبحر نصيب كبير من احتفالات السكندريين بالعيد، تعتبر منطقة محطة الرمل التاريخية بما تضمه من سينمات ومطاعم ومناطق ترفيهية واحتضانها للمباني التراثية والميادين الشهيرة، نصيب هي الأخرى من إقبال المحتفلين بالعيد، حيث لا يكتمل الشعور ببهجته دون زيارتها لمشاهدة أحد الأفلام الجديدة أو الجلوس على كورنيش البحر المقابل لها.
وتضم منطقة محطة الرمل مجموعة من دور العرض السينمائية وعدد من المقاهي الشهيرة المتواجدة منذ إقامة الجاليات اليونانية بالإسكندرية، ما جعلها مقصدا للكثير من أهل الإسكندرية والمدن المجاورة لها.
سهرات صباحي على مقاهي الإسكندرية
وللمساء رونقه في مدينة تعشق السهر والاحتفال، حيث تعتبر المقاهي الممتدة بطول ساحل البحر بداية من المنتزة شرقا وصولا لمنطقة العجمي غربا، هي واجهة آلاف السكندريين الذين يتوافدون عليها من كل حدب وصوب لقضاء سهرات تمتد حتى صباح يوم العيد التالي.
طقوس الإسكندرية في العيد متفردة
وعن السبب في تفرد الإسكندرية بطقوسها الخاصة في الاحتفالات يقول المهندس عوف همام رئيس جمعية مبدعي الإسكندرية، ورئيس مهرجان البحر المتوسط للأغنية، إن الإسكندرية لها طقوسها الخاصة في الاحتفال بالأعياد تشكلت عبر سنوات طويلة وامتزجت بتاريخها وجغرافيتها المكانية المتمثلة في الطبيعة والبحر الساحر.
وأضاف، أ ن أهالي الإسكندرية توارثوا العديد من العادات الخاصة بالأعياد ومنها ما هو باقي ولا يزال يحرصون عليه مثل الحرص على تناول الفلافل والكحك صباح يوم العيد وزيارة الشواطئ والمتنزهات.
ويتابع: منها ما هو اندثر مثل تبادل أطباق الكعك بين الجيران بسبب توقف الغالبية العظمى من الأسر عن صناعتها والتوجه لشراء الجاهز.