لا يعلم الكثير أن مصر تضم عددًا كبيرًا من الأمازيغ، حيث يصل عددهم لـ ٤٥ ألف نسمة تقريبا (٢٨ ألف منهم في سيوة)، كما أن التاريخ المصري كان مؤثرًا بشكل كبير في الحضارة الأمازيغية.
والأمازيغ هم السكان الأصليين لشمال إفريقيا، حيث يتركز وجودهم في بلاد المغرب، ولهم حضارة عظيمة تركت بصماتها في عدة بلدان أخرى مثل ليبيا، وتونس،والجزائر، والنيجر، ومالي وبوركينا فاسو وغيرها.
أما أشهر قبائلهم، فهي: قبيلة الطوارق ذات الامتداد الواسع في الشمال الإفريقي.
وللأمازيغ قوميتهم الخاصة التي تتباين مع القومية العربية، وإن تقاربت الأمتان في العديد من العادات والتقاليد، وكذلك الأمر بالنسبة للغة الأمازيغ التي يخلط البعض بينها وبين لغة العربان أو البدو.
البداية الحقيقية لوجود الأمازيغ المصريين تعود للأسرة المصرية الـ 21، حيث تعم الروايات حدوث مصاهرة سياسية بين أحد قادة الأمازيغ وهو (شيشينق) حيث تزوج من ابنة الملك المصري (بسونس التاني) آخر ملوك الأسرة 21، ولما مات حكم شيشينق مكانه كأول حاكم أمازيغي لمصر مكونًا الأسرة الثانية والعشرين، وكان المصريون يسمون هؤلاء الأمازيغ باسم "المشواش".
ويوافق هذا التاريخ يوم ١٣ يناير سنة ٩٥٠ قبل الميلاد،وهو اليوم الذي يحتفل به الأمازيغ في العالم كله برأس السنة الأمازيغية، وهو عيد جلوس شيشينق على عرش مصر، ودام هذا الحكم طيلة ٣ أسر كاملين علي مدار مائتي عام.
ملوك الأمازيغ المصريين
ملوك الأسرة الثانية والعشرين، وهم: "شيشينق الأول - أوسركن الأول - تاكلوت الأول - أوسركن الثاني - شيشينق الثاني - تاكلوت الثاني - شيشينق الثالث - باماي - شيشينق الرابع".
ملوك الأسرة الثالثة والعشرين، وهم: "بادي باست - شيشينق الخامس - أوسركن الثالث - تاكلوت الثالث - أمنرود - أوسركن الرابع".
ملوك الأسرة الرابعة والعشرين، وهم: "تافت نخت - باك آن رن نف" وفي النهاية هُزمت تلك الأسرة علي ايد الملك "بعنخي".
من أشهر الأساطير ارتباطًا بالأمازيغ، هو اختفاء جيش قمبيز ملك الفرس حين أرسله لاحتلاله مصر بعد ظهور نبوءة إن قمبيز سيُهزم في معبد أمون؛ لأنه سيرسل بجيش لهدم معبد آمون ليختفي الجيش كله، وكان عدده زهاء ٥٠ ألف جندي.
وهناك رحلة الإسكندر المقدوني الروحانية الشهيرة لكهنة ومعبد آمون في سيوة، ليُطلق عليه لأمازيغ اسم "ابن آمون".
وكلمة "سيوة" أمازيغية معناها "القصعة"، ولم تُفتح سيوة في عهد "عمرو بن العاص" ولم يدخلها الإسلام إلا في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الاموية، حين حاول موسي بن نصير فتحها، وهو فاتح شمال إفريقيا، لكنه استعصى عليه دخولها حينما وجدها محصنة وليها أبواب حديدية، ولم تنضم للمسلمين إلا في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وعن طريق القبائل الأمازيغية نفسها، التي صاحبت المعز من المغرب حين وفد إلى مصر.
تمت أكبر موجة لهجرة للأمازيغ زمن إنشاء الدولة الفاطمية في مصر، حين دخلت أعداد كبيرة منهم مع الجيش الفاطمي، خصوصا قبيلة كتامة التي كانت مخلصة في تأييدها للخليفة المعز لدين الله، وسكنت القاهرة حيث استقرت في حارة أطلق عليها اسمها "حارة كتامة"، وجاءت مع كتامة إلى مصر قبائل أخرى، أشهرها قبيلة "زويلة" والتي تسمى باب زويلة باسمها، وقبيلة "شعرية" التي تسمى باسمها "باب الشعرية".
لم تنضوى سيوة تحت سلطة حكام مصر إلا في العصر الحديث، حيث جرد الوالي محمد علي باشا حملة لإخضاع الواحة تتكون من 1300 جندي بقيادة حسن بك الشماشرجي عام 1820م.
الأثري عبد الله إبراهيم موسي
مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية
الأثري عبد الله إبراهيم موسي مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية