أكد الفنان جمال سليمان أن علاقته بالتمثيل تحمل طابعًا خاصًا، بسبب مواقفه السياسية التي لا يصفها بالنشاط السياسي، بل يراها تعبيرًا عن موقفه كمواطن سوري محب لوطنه.
موضوعات مقترحة
وتحدث خلال الندوة التي عقدتها بوابة الأهرام لأسرة مسلسل أهل الخطايا، قائلًا: "أنا مواطن سوري أدافع عن بلدي، فلا أحد يرى بيته يحترق ويقف متفرجًا، خاصة عندما يكون شخصية عامة تحظى بحب الناس وتقديرهم. في الأزمات، لا يصح أن نظل صامتين، ولذلك عبّرت عن رأيي. لكن في العالم العربي، يختلف الأمر عن الغرب، حيث يمكن للفنان أن يعبر عن رأيه دون أن يؤثر ذلك على مسيرته، بينما في مجتمعاتنا قد يجد نفسه مُستبعدًا من قِبَل المنتجين".
وأضاف سليمان: "تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك سوى نجم واحد في سوريا هو دريد لحام، لذا لم تكن النجومية هدفي، بل كنت أسعى لأن أكون فنانًا. ومع ظهور الفضائيات، قدمت العديد من الأدوار وانتقلت إلى مصر. لذلك، فأنا مستعد نفسيًا لليوم الذي لن يرن فيه هاتفي، لأنني أعمل في هذه المهنة منذ 40 عامًا، وقدمت أدوار بطولة منذ بدايتي. ومع مرور الزمن واختلاف الملامح، هناك أجيال جديدة تتابعني وتعبر عن إعجابها. لهذا، لن أصاب بالصدمة إذا ابتعدت عن الأضواء، لأنني لا أسمح لنفسي بأن أكون أسيرًا لفكرة النجومية، خاصة أن الشهرة لم تعد كما كانت، فاليوم قد يصبح شخص ما نجمًا لمجرد ظهوره على تيك توك لبضعة أيام".
وعن طموحاته المستقبلية، أوضح: "لدي مشاريع إنتاجية، وإذا استقرت الأوضاع في سوريا، لدي اتصالات مع منظمات دولية ودول مانحة مثل اليابان والاتحاد الأوروبي بشأن إعادة الإعمار. يجب أن نركز على إعادة بناء الجسور والمصالحة الوطنية وترميم الهوية السورية، فالمجتمع يعاني من انقسامات عميقة، ليس فقط بين الطوائف، بل حتى داخل الطائفة الواحدة. كيف يمكننا تحقيق قبول متبادل بين الجميع؟ لدي أفكار ومسلسل يتناول هذا الموضوع".
وأشار سليمان إلى التحولات الكبرى التي شهدها المجتمع السوري خلال العشرين عامًا الأخيرة، خاصة بعد 2011، بسبب التدخلات الخارجية والعنف. وقال: "الفن يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في التأثير على المجتمع، لذا أحلم بإنشاء مركز إنتاج كبير أقدّم من خلاله أعمالًا مسرحية وأفلامًا وثائقية، فلدي اشتياق شديد للمسرح".
وعن قضية التطرف، شدد على أن "التطرف ينمو مع تراجع مستوى الثقافة والتعليم. الدراما التلفزيونية يمكنها أن تؤدي دورًا إيجابيًا أو سلبيًا في ترسيخ أفكار المدنية والتعايش. التغيير لا يأتي من عمل فني واحد، بل هو عملية تراكمية تعتمد على التعليم والثقافة، وهذا ما يجب أن نعمل عليه".
جمال سليمانجمال سليمان: بعد 40 عاما من البطولة مستعد أن يتوقف تليفوني عن الرن