في قلب حي حجر النواتية بالإسكندرية، تجلت روح التكافل الاجتماعي بأروع صورها، حيث اجتمع سكان الحي على مائدة إفطار جماعي، حولت شارع مكة الجانبي إلى واحة من الكرم، جمعت أكثر من ألفي صائم في مشهد يفيض بالمودة، بفكرة بسيطة وجهود صادقة من أهالي المنطقة، تحولت الفكرة إلى واقع وتجمع أهالي المنطقة على مائدة واحدة، بفضل جهود جميع سكان المنطقة بمختلف الفئات العمرية من الشباب والسيدات والرجال وكبار السن في الإعداد والتحضير ومسابقة الزمن للانتهاء من الوجبات قبل موعد الإفطار.
موضوعات مقترحة
سيدات وفتيات يجمعن 2000 صائم حول مائدة رمضانيةبداية الفكرة
يقول محمد النمس، أحد سكان حجر النواتية، عن إن الفكرة :" بدأت في أول أيام رمضان، حين اقترحنا تحديد يوم يجتمع فيه الأهالي على مائدة واحدة، بهدف نشر الفرحة وتعزيز الألفة بين سكان المنطقة".
وأضاف "النمس" أنه بالإعلان عنها عبر جروبات السوشيال ميديا الخاصة بالحي، كانت المفاجأة هي الإقبال الكبير من الأهالي، سواء بالتبرعات المادية أو العينية، أو حتى بالمجهود في التحضير والطهي، مشيرا إلي أنه لم يتوقف الأمر عند تقديم الدعم المادي، بل تدافعت الأيدي للمشاركة، من رجال ونساء، شباب وكبار، ليصبح كل فرد في الحي مساهمًا في مائدة الإفطار الرمضاني.
سيدات وفتيات يجمعن 2000 صائم حول مائدة رمضانيةجهود تطوعية
قال الشيف محمود عبد الحميد، وهو أحد المتطوعين في إعداد الطعام إن تجهيز المائدة الضخمة ليس بالأمر السهل، لكن التكافل كان العامل الأساسي في نجاحها، لافتا أنه من سكان العوايد، ولم أتردد في التبرع بمجهودي في طهي وجبات الإفطار، بمعاونة 3 طهاة آخرين، بالإضافة إلى اثنين من المساعدين، لنوفر أكثر من ١٢٠٠ وجبة متنوعة.
تجهيز الوجبات من الليلة السابقة للوليمة
وأضاف عبد الحميد إن التحضير يبدأ منذ الليلة السابقة، لنضمن أن تكون الأطباق جاهزة مع أذان المغرب، مشيرًا إلى أن قائمة الطعام تضمنت أصنافًا متنوعة مثل المحاشي، اللحوم، الخضروات، الأرز بالمكسرات، إلى جانب الأطباق التي أعدها الأهالي أنفسهم، في صورة تعكس روح العطاء التي تميز هذا الشهر الكريم.
سيدات وفتيات يجمعن 2000 صائم حول مائدة رمضانيةتحويل متجر إلى مطبخ
وقالت ثناء الغرباوي، إحدى المشاركات في التنظيم، كانت المشكلة الأولى هو عدم وجود مطبخ مخصص لطهي هذه الكميات الكبيرة من الطعام، لكن الحل جاء من أحد سكان المنطقة، الذي تبرع بمحل تجاري ليكون مطبخًا جماعيًا مجهزًا بأوانٍ وأدوات طهي ضخمة، وفرتها التبرعات، ومنذ بداية شهر رمضان، وجدنا أن الجميع متحمس للفكرة، وكل بيت في الحي أراد المساهمة بشيء، سواء بالخضروات، اللحوم، أو حتى بالمجهود الشخصي في الطبخ.
سيدات وفتيات يجمعن 2000 صائم حول مائدة رمضانيةروح الجماعة.. العمل التطوعي الذي يملأ القلوب فرحًا
تروي صفاء البدر عبد الشكور، إحدى سكان المنطقة والمشاركات في طهي الطعام بخلاف فريق الطباخين، لافتة أنها حضرت إلى المكان منذ السادسة صباحًا لمساعدة جيرانها في تجهيز الطعام، ورغم ساعات العمل الطويلة، إلا أن الشعور بالسعادة والرضا عند رؤية الصائمين يفطرون على مائدتنا، جعل كل التعب يزول.