من المتوقع أن يصبح مطار القاهرة الدولي مركزًا رئيسيًا لرحلات الطيران طويلة المدى، وذلك تزامنا مع تحديث مصر لبنيتها التحتية للطيران وتعزيز اتصالها الدولي، فإنها في وضع مثالي لتعزيز دورها كمركز إقليمي بالشرق الأوسط.
موضوعات مقترحة
هكذا جاءت رؤية كولجيت غاتا-أورا، رئيس شركة بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وآسيا الوسطى عن نظرته لمستقبل الطيران في مصر.
وقال كولجيت غاتا مع توقعات احتياج إفريقيا إلى 76,000 متخصص في مجال الطيران بحلول عام 2043، تمتلك مصر فرصة فريدة لقيادة هذا القطاع. مشيرا إلى أن قطاع الطيران المدني المصري حاليًا، يُوظف 56,100 شخص ويُسهم بـ 3.5 مليار دولار في الناتج الاقتصادي.
وقال إنه من المتوقع أن يصبح مطار القاهرة الدولي مركزًا رئيسيًا لرحلات الطيران طويلة المدى، لاسيما والموقع الإستراتيجي لمدينة القاهرة الذي يعزز مكانتها في مجال الشحن الجوي لكونها على مفترق طرق بين قارة إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا بما يخلق فرصا إضافية لتعزيز قطاع الخدمات اللوجستية.
وواصل رئيس بوينج في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطي إنه مع تحديث مصر لبنيتها التحتية للطيران وتعزيز اتصالها الدولي، فإنها في وضع مثالي لتعزيز دورها كمركز إقليمي لا يُحفز النمو الاقتصادي فحسب، بل يغذي أيضًا جيلًا جديدًا من المواهب في مجال الطيران.
ويرى غاتا - أورا أن طموحات مصر في قطاع الطيران تأتى ضمن رؤية 2030 التي تُعلي من شأن التعليم والتدريب كركيزتين أساسيتين لتطوير قوة عاملة ماهرة وقادرة على المنافسة. وتُركّز هذه الخطة على أهمية نظام تعليمي قوي، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، لتعزيز الإبداع والتفكير النقدي والخبرة التقنية لدى الشباب المصري. مشيرا إلى أن الهدف لا يقتصر على إعداد الطلاب لسوق العمل الحالي فحسب، بل يمتد إلى تزويدهم بالمهارات اللازمة لاغتنام الفرص في صناعة الطيران العالمية سريعة التطور.
وواصل غاتا أورا حديثه قائلا: تشارك بوينج هذه الرؤية وتشرف بالمُساهمة في جهود مصر لتطوير المواهب، على مدى ستة عقود، تعاونت بوينج فيها مع مصر من خلال توفير الطائرات والخدمات لتلبية احتياجاتها التجارية.
كما تركّز مبادرات "بوينج "المجتمعية على تنمية المواهب الشابة وتعزيز المهارات من خلال شراكات إستراتيجية مع مؤسسات محلية.
وتعهد رئيس بوينج في الشرق الأوسط قائلًا مع استمرار مصر في مسيرتها لتصبح مركزًا إقليميًا للطيران، تظل بوينج ملتزمة بتوسيع برامج تطوير القوى العاملة لضمان امتلاك مصر الكفاءات المحلية اللازمة لدعم نمو حركة الطيران.
وعن دور "بوينج " في دعم نمو قطاع الطيران المدنى المصرى قال غاتا منذ عام 2007، استثمرت بوينج مليوني دولار في هذه البرامج، مما أثّر إيجابيًا على أكثر من 22,000 شاب مصري وساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم. وتتماشى هذه الجهود مع أولويات مصر، وتضمن حصول جميع الطلاب – على فرص تعزز كفاءتهم في مجال الطيران والمهارات الناعمة الأساسية.
وأشار إلي التعاون مع جامعة القاهرة (منذ 2016) في مجال الهندسة Aeronautical، والتى جاءت في البداية في مجال هندسة الطيران وتوسعت منذ ذلك الحين لتشمل مجموعة أوسع من مجالات العلوم والتكنولوجيا في مجال الطيران لإعداد الجيل القادم من الطيارين ومهندسي الصيانة وغيرهم من المتخصصين في الطيران بالمهارات اللازمة لنمو خدمات الطيران والصيانة والإصلاح والإصلاح (MRO) في مصر.
ولفت إلي إنشاء مركزا للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في القاهرة - بالتعاون مع أميديستمصر - الذي قدم بالفعل تجارب تعليمية عملية وتدريبا لما يقرب من 3000 طالب ومعلم. وتعمل بوينغ عن كثب مع إنجاز مصر لتقديم دورة حول الطيران المستدام ودعم رواد الأعمال في المراحل المبكرة المهتمين بالفضاء الجوي.
وأشار غاتا - أورا إلي أن هذه البرامج لا تقتصر فقط على نقل الخبرة التقنية فحسب، بل تُنمّي أيضًا مهارات حل المشكلات والقيادة والتواصل الفعّال والعمل الجماعي بما يسهم في أن تُشكّل صناعة الطيران جيلًا جديدًا من المحترفين القادرين على دفع عجلة النمو الاقتصادي في مصر وتعزيز قدرتها التنافسية العالمية.