"فاينانشيال تايمز": قادة العالم يصعدون في استطلاعات الرأي أثناء مواجهتهم لتهديدات ترامب

26-3-2025 | 19:46
 فاينانشيال تايمز  قادة العالم يصعدون في استطلاعات الرأي أثناء مواجهتهم لتهديدات ترامبالرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن شعبية قادة العالم، من كندا إلى أوكرانيا، الذين يسعون إلى التصدي لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت تزايدًا بشكل كبير في استطلاعات الرأي الأخيرة؛ إذ شهدت كندا تحولًا سياسيًا مفاجئًا.

موضوعات مقترحة

وسلطت الصحيفة - في مستهل تحليل إخباري - الضوء على المشهد السياسي في دول عديدة أصبحت بين ليلة وضحاها أمام مواجهة عنيفة مع واشنطن، وعلى رأسها جارتها الشمالية، فبعد أن كانت حكومة الحزب الليبرالي قاب قوسين أو أدنى من هزيمة قاسية في الانتخابات المقبلة، أدى الموقف الحازم من الحزب ضد سياسات ترامب، بما في ذلك الرسوم الجمركية ورغبته في فرض نفوذه على كندا، إلى ارتفاع شعبيته في استطلاعات الرأي. ومع تولي مارك كارني رئاسة الوزراء ورفعه شعار "كندا القوية"، أصبح الحزب الليبرالي مرشحًا بارزًا لتحقيق فوز تاريخي بولاية رابعة متتالية.

وأكدت الصحيفة أن كارني، محافظ بنك إنجلترا السابق، أصبح رمزًا لقادة العالم الذين تمتعوا بارتفاع في شعبيتهم بعد مواجهتهم المباشرة مع ترامب.

وبالفعل، أظهرت استطلاعات الرأي في العديد من الدول، من المكسيك إلى أوكرانيا، أنه حتى القادة غير الشعبيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينعمون حاليًا ببعض الراحة من الناخبين في سعيهم لدرء التهديدات، بما في ذلك الرسوم الجمركية وسحب الدعم العسكري، وحتى خطر التعرض لـ"غزو أمريكي".

ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن ناتالي توتشي، مديرة معهد روما للشئون الدولية، قولها: "أصبح لدينا متنمر في واشنطن يسعى لتحطيم الأنظمة.. وبدلاً من تقبيل خاتمه، وقف هؤلاء القادة ببساطة وقالوا "لا" بأدب، لذلك، قدّر ناخبوهم حقيقة أنهم لا يخضعون للتبعية".

وسار كارني على خطى سلفه جاستن ترودو في اتخاذ نهجٍ عدواني تجاه تهديدات ترامب. وقال رئيس الوزراء يوم الأحد الماضي، وهو يدعو إلى إجراء انتخابات جديدة في 28 أبريل المقبل:" ترامب يريد أن يُحطمنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا. لن نسمح بحدوث ذلك".

وكارني، البالغ من العمر 60 عامًا، والذي أدار بنكي إنجلترا وكندا المركزيين، يُروّج- حسبما أبرزت الصحيفة- لخبرته التكنوقراطية ومكانته كشخصية سياسية دخيلة، مستغلًا موجة الغضب والوطنية ليتقدم على بيير بواليفير، زعيم المعارضة المحافظ، والذي يعد مواليًا لترامب ومقربًا من اليمين المتطرف.

ورغم أن بواليفير حوّل استياءه من غلاء المعيشة في عهد ترودو إلى تقدم بفارق 24 نقطة في استطلاعات الرأي مع بداية يناير الماضي لكن سرعان ما انهار هذا التقدم في أعقاب هجوم ترامب الشرس.. ويحاول بواليفير، السياسي المحترف، حاليًا إعادة صياغة خطابه، محوّلاً شعاره "كندا محطمة" إلى "كندا أولاً".. حسب قول الصحيفة.

مع ذلك، لا يزال كارني يتمتع بالزخم: إذ يعتقد 43% من الكنديين أنه الأقدر على مواجهة ترامب، مقابل 34% لبواليفير، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه معهد أنجوس ريد هذا الشهر.

أما في المكسيك، ذكرت الصحيفة البريطانية أنه كان من المتوقع أن تصطدم رئيسة المكسيك اليسارية كلوديا شينباوم مع ترامب بسبب تهديداته باتخاذ إجراء عسكري ضد عصابات المخدرات وفرض رسوم جمركية على الصادرات المكسيكية. لكن أول امرأة تتولى رئاسة المكسيك نجحت في كسب الإعجاب بأسلوبها الهادئ، حيث تجنبت الرد الانتقامي السريع، وبدلًا من ذلك اتخذت خطوات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية وتهريب مخدر الفنتانيل.

حتى ترامب نفسه أشاد بها، واصفًا إياها بـ "المرأة الرائعة"، بينما قفزت شعبيتها إلى 85% وفقًا وفقًا لصحيفة "إل فينانسييرو" المكسيكية.

وقال فرانسيسكو أبونديس، من شركة استطلاعات الرأي "باراميتريا"، تعليقًا على ذلك، إن نهج شينباوم يُعززها ويمنحها صورة شخصية قوية". حتى منتقدو شينباوم يُشيدون بدبلوماسيتها البارعة، رغم أن الكثيرين يُجادلون بأن القطاع الخاص الأمريكي كان السبب الوحيد الذي أقنع ترامب بتأجيل الرسوم الجمركية على غرار ما حدث مع كندا، التي تُعرف بمواقفها العدائية حاليًا في وجه واشنطن.

وقال محللون - في تصريح للصحيفة - إن ارتفاع شعبية شينباوم في استطلاعات الرأي وتهديد ترامب قد يُساعدانها على صرف الانتباه عن الأخبار الاقتصادية السيئة ووقائع الانقسام داخل حزبها الحاكم. وقال كارلوس راميريز، المستشار في شركة "إنتجراليا":" ترامب هبة من السماء لتبرير ضعف الأداء الاقتصادي".

أما في كييف، فقد اصطف الأوكرانيون حول رئيسهم فولوديمير زيلينسكي في الأسابيع التي تلت هجوم ترامب عليه في لقاءٍ مُريع في المكتب البيضاوي.

وقالت أولينا هالوشكا، من المركز الدولي غير الربحي لنصر أوكرانيا ومقره كييف: "قد نكرهه. قد نكون قاسيين عليه. لكنه رئيسنا".

وبالفعل، ارتفعت نسبة تأييد زيلينسكي الإجمالية إلى 67%، بينما بلغت نسبة تأييده الصافية 38%، وهي أعلى نسبة حصل عليها منذ ديسمبر 2023، حتى في الوقت الذي يسعى فيه لإصلاح العلاقات بقبول صفقة المعادن التي اقترحها ترامب والهدنة الجزئية لمدة 30 يومًا.

وأضاف أنطون هروشيفسكي، من معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في تصريح خاص للصحيفة: إن تعليقات ترامب اعتُبرت "غير عادلة وطعنة في الظهر وهجومًا أوسع نطاقًا على البلاد، وليست مجرد انتقادات تستهدف الرئيس".

وتابعت "فاينانشيال تايمز" تقول إن هذا الخلاف مثل معضلةً لجماعات المعارضة التي تسعى إلى تجنب الانحياز إلى ترامب. حتى الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، الذي فرض زيلينسكي عقوبات عليه الشهر الماضي، لم يُكرر ادعاء ترامب بأن زعيم أوكرانيا ديكتاتور. مع ذلك، قد يعتمد استمرار ارتفاع شعبية زيلينسكي بشكل كبير على مسار الانتخابات المقبلة.

وفي السياق، أبرزت الصحيفة أن الرئيس إيمانويل ماكرون أظهر ذكائه الدبلوماسي في واشنطن الشهر الماضي، حيث جمع بين مدح ترامب ودحض ملطف لادعاءاته الكاذبة بأن أوروبا تدعم أوكرانيا من خلال القروض فقط.. وقالت: على الرغم من جهود ماكرون لحشد الدعم لكييف قد باءت بالفشل بسبب الخلاف مع زيلينسكي في الأسبوع التالي، إلا أن زيارته إلى واشنطن نالت استحسانًا واسعًا في جميع أنحاء أوروبا. كما حققت ارتفاعًا مفاجئًا في استطلاعات الرأي في فرنسا، حيث لطالما انتقد الناخبون ما وصفوه بغطرسة ماكرون المزعومة وسياساته غير الشعبية، مثل إصلاحات المعاشات التقاعدية.

وبالفعل، ارتفعت الثقة في ماكرون 6 نقاط مئوية لتصل إلى 27% في استطلاع أجرته مؤسسة إيلاب هذا الشهر، بعد أن ارتفعت 3 نقاط مئوية في فبراير. وعلى الرغم من أن شعبيته الإجمالية لا تزال منخفضة، إلا أن هذا الارتفاع يُعيد ماكرون إلى مستويات مماثلة بعد دورة الألعاب الأولمبية في باريس الصيف الماضي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة