إنجاز الطريق الدائري.. يتضاءل

27-3-2025 | 15:04

منذ أن بدأ العمل به عام 1986، تصور سكان القاهرة الكبرى وقتها، وعددهم كان تقريبًا ما يقارب الـ 8 ملايين نسمة، أنه الأمل في القضاء على الاختناق المروري، وبالفعل قد كان، حيث كان المخطط وقتها وحتى الانتهاء من إنشائه في عام 2005، "أي استمر العمل به مدة 19 عامًا"، أن يستوعب في حدود 100 ألف سيارة لمسافة 100 كم تقريبًا.

ظل الطريق الدائري ملجأ الكثيرين من الناس، للهروب من زحام العاصمة، الذي كان سببًا مهمًا من أسباب رفض الاتحاد الدولي تنظيم مصر كأس العالم 2010، حيث اكتشفت اللجان المنظمة أن وصول اللاعبين والجماهير من محل الإقامة للملاعب يستغرق وقتًا طويلًا قياسًا على المطلوب، ومقارنة بدول أخرى كثيرة. 

والتذكرة هنا للتدليل على مدى اختناق القاهرة المروري الكبير. وكان ذلك بعد الانتهاء من إنشاء الطريق الدائري بشهور قليلة.

ظلت معاناة الناس مستمرة، حتى شهدت مصر نهضة في البنية التحتية في مجال الطرق، سواء بتحديث القديم أو مد شرايين جديدة في بنيان التطوير المصري المشهود له بسلاسة حولت السير عليه لمتعة غير مسبوقة.

حتى جاءت لحظة حاسمة في تاريخ الطريق الدائري، الذي تحول مع زيادة سكان القاهرة لما يفوق الـ 20 مليون نسمة، وزادت بالتبعية أعداد السيارات لأرقام مفزعة جعلته يختنق في أوقات الذروة بشكل أصاب الناس بالملل. وكانت ظاهرة شديدة الوضوح.

تلك اللحظة كانت قرار توسعته من حارتين لأكثر من 8 حارات، وهو بكل المعايير إنجاز كبير جدًا جدًا، لأنه سهل حركة سير المرور على الطريق الدائري بشكل لافت، كما رغب الناس في استخدامه، لسيولته ومتعة القيادة عليه.

ومع علمنا بأن إنشاء الطريق استغرق 19 عامًا، فإن توسعته بثلاثة أضعاف حجمه استغرقت أقل من سنتين تقريبًا، وهذه المعلومة للتدليل على حجم الإنجاز.

حتى جاءت فكرة الأتوبيس الترددي، وهي فكرة جميلة بلا شك، ولكن تداعيات الفكرة تحتاج لتأمل كبير وإعادة تفكير وتقييم للطريق الدائري الذي حل مشكلات الناس ووفر وقتهم ومالهم بالتبعية، لأن توفير الوقت بكل تأكيد توفير للمحروقات.

فمع التوسع في إنشاء محطات الأتوبيس الترددي، بات هناك عند كل محطة نقطة اختناق مروري مزعجة جدًا، وهذا مع عدم البدء في استخدام الأتوبيس الذي يحتاج لجزء من الطريق بطوله في الاتجاهين. وبت لا أعرف ما الحل؟

سؤال أعرضه على الرأي العام والمختصين قبل استفحال الأمر، والبحث عن حلول قد يكون مكلفًا وصعبًا كلما تأخرنا.

ولأنني مهتم بالأمر أعرض حلًا قد يكون مفيدًا، وهو إزالة الحواجز الخاصة بطريق الخدمات علها تعيد للطريق مساحته المطلوبة، وتمنع الاختناق الذي تحدثه محطات الأتوبيس الترددي.

قد يكون ما عرضته حلًا جيدًا وقد يكون غير مفيد، فأنا لست بخبير في شأن الطرق ولكني من المهتمين به.

وكل ما أتمناه البحث عن حل عملي وسريع يعيد للطريق الدائري سلاسته ومتعة القيادة عليه، قبل أن يفقد بريقه الذي كلفنا الكثير من الجهد والأموال.

،،، والله من وراء القصد

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: