أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، إنّ الحكمة من إخفاء ليلة القدر هي اجتهاد المسلمين في العبادة والذكر في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان، وألا تقتصر عبادتهم على ليلةٍ بعينها، وترك بقية الليالي، كما أخفى اسمه الأعظم بين أسمائه الحسنى.
موضوعات مقترحة
وأضاف أن الإمام الرازي قال: "إن الحكمة من إخفاء ليلة القدر عن الناس حتى يعظموا جميع ليالي العشر الأواخر في نفوسهم، فقد أخفى اللَّه سبحانه اسمه الأعظم حتى يعظم المسلم كل أسمائه.
خاطرة التراويح بمسجد الحسينية في كفر الشيخ
خاطرة التراويح بمسجد الحسينية في كفر الشيخ
خاطرة التراويح بمسجد الحسينية في كفر الشيخ
خاطرة التراويح بمسجد الحسينية في كفر الشيخ
خاطرة صلاة التراويح الليلة
وقال "عمارة" خلال خاطرة صلاة التراويح الليلة بمسجد الحسينية في مدينة كفر الشيخ، أن الله أخفى كذلك تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة حتى يعظم العبد جميع ساعات هذا اليوم المبارك بالدعاء، كما أخفى اللَّه عزّ وجلّ الصلاة الوسطى حتى يعظم المسلم كل الصلوات، وأخفى موعد الموت لكي يخاف المكلف ويعظم أمر حياته، فيستثمرها فيما يرضي اللَّه، وأخفى قبول التوبة ليعظم المرء أمرها ويبقى ثابتا عليها، وهكذا كان إخفاء موعد ليلة القدر حتى يكون تعظيمها في النفس أبلغ وأشد تأثيرًا".
ليلة القدر في العشر الأواخر
وأضاف «عمارة»، أنَّه لا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر، والصحيح أنها في العشر الأواخر من رمضان دون تعيين، لما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي اللَّه عنهما، أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر» [رواه البخاري ومسلم]، وفي رواية: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر» [رواه البخاري]، أي: ابذلوا جهدكم وحرصكم في طلب ليلة القدر، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها تطلب في جميع ليالي العشر أشفاعه وأوتاره، فإن كان الشهر ناقص كانت ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر، وإن كان الشهر تام كانت ليلة القدر في أشفاع العشر الأواخر.
الفرصة ما زالت قائمة
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ الفرصة ما زالت قائمة حتى آخر ليلة في رمضان؛ فمن أحيا هذه اللَّيلة المباركة تصديقًا باللَّه وبفضل هذه اللَّيلة، وفضل العمل فيها، وبما أعد فيها من الثواب خائفًا من عقاب تركه، مُحتسبًا جزيل الأجر غفر اللَّه له ذنوبه السابقة، وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم]؛ فليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ، أي ما يزيد على ثلاثٍ وثمانين سنة وأربعة أشهر في الفضل والخير عما سواها.