صحابى جليل من السابقين الأولين، أسلم مبكراً قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبى الأرقم، وأخفى إسلامه وهاجر إلى الحبشة، ورافقه الفاروق فى هجرته إلى المدينة، شهد بدر الكبرى وكل الغزوات حتى استشهاده فى موقعة اليرموك، إنه الصحابي ـ عياش بن أبي ربيعةـ
موضوعات مقترحة
هو أخو عمرو بن هشام (أبو جهل) لأمه أم الجلاس، واسمها أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم، وأخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأمه، وهو ابن عم خالد بن الوليد.
أثناء هجرته مع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ استطاع أبو جهل والحارث بن هشام أن يرداه عن الهجرة مع عمر إلى المدينة بالخديعة، حيث كان رضى الله عنه بارًا بوالدته، فقالا له: (إن محمدًا يأمر ببر الوالدين، وقد تركت أمك، وأقسمت ألا تطعم ولا تشرب ولا تأوي بيتًا حتى تراك، وهي أشد حُبًّا لك منها لنا فاخرج معنا).
فقال له عمر:(يا عياش إنما يريد القوم أن يردوك عن دينك، فلا تعود معهم) وقال له: (إنك تعلم أنى من أكثر رجال قريش مالاُ فلك نصف مالى ولا تعود معهم)، إلا انه أبى وخرج معهم، فأوثقاه وجَلَدَهُ كلُّ واحد منهم مائةَ جلدةٍ، ثم قدموا به على أمِّه فقالت: "والله لا أُحِلُّكَ من وثاقك حتى تكفر بالذي آمنت به"، ثم تركوه موثقًا في الشمس مع هشام بن العاص فى بيت لا سقف له حتى تلهبهم حرارة الشمس ويقتلهم شدة الظمأ فلم يطيقا شدة التعذيب، فأتاه الحارث بن يزيد ولم يكن أسلم بعد، وقال له: (يا عياش، والله لئن كان الذي كنت عليه هدى لقد تركت الهدى، وإن كان ضلالة لقد كنت عليها"، فغضب عياش من مقاله واقسم: "والله لا ألقاك خاليًا إلا قتلتُك"، وتظاهرا بالرجوع إلى الكفر وندم عياش أشد الندم، وظنا أن الله لن يقبل منهما توبة، فأنزل سبحانه وتعالى قوله (قل لعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله).
أسلم الحارث بن يزيد وهاجر بعد ذلك إلى رسول الله بالمدينة، ولم يعلم عياش بذلك، فقابل في قباء الحارث بن يزيد، فقتله، فقال الناس: "أيُّ شيءٍ صنعت؟ إنه قد أسلم"، فرجع عياش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا رسول الله.. كان من أمري وأمر الحارث ما قد علمت، وإني لم أشعر بإسلامه حين قتلته"، فنزل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾
قال ابن قانع والقراب وغيرهما: مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر، وقيل: استشهد باليمامة وقيل باليرموك.