راهن يوفنتوس على مستقبله القريب بعد إطاحة مدربه تياجو موتا، آملا في حجز مكان له في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بانتظار تسمية اسم كبير لتولي عملية تصحيح المسار.
موضوعات مقترحة
دفع موتا ثمن النتائج السيئة ليوفنتوس، إن كان في الدوري الإيطالي أو مسابقتي الكأس ودوري أبطال أوروبا اللتين ودعهما، إضافة إلى تدهور علاقته بإدارة النادي وتشكيلته التي أنفق عليها أموالا طائلة، في ملخص سريع لما آلت اليه الأوضاع في نادي "السيدة العجوز".
وكان من المفترض أن يشكل الدولي الايطالي السابق إضافة نوعية الى مشروع يوفنتوس لاستعادة وهجه بعد سنوات عجاف مليئة بالتعثر والفضائح والخسائر المادية، عند وصوله في يوليو الماضي.
شكل وجها جديدا لفريق مدينة تورينو بحلته المتجددة بعد أن عانى في المواسم الأخيرة من حسم نقاط بسبب انتهاكات في صفقاته، ناهيك عن فضيحة منشطات للاعب وسطه الفرنسي بول بوجبا، ليسرق قطبا ميلانو ونابولي وحتى أتالانتا، البساط من تحت أكبر ناد إيطالي.
وبعد إسناد مهمة إحياء تشكيلة يوفنتوس من خلال إضفاء بعض الديناميكية والعصرية على الفريق، بعد الأسلوب التقليدي لسلفه ماسيميليانو أليجري، نال موتا دعما غير مسبوق من خلال إنفاق 217 مليون دولار أميركي (200 مليون يورو) لتعزيز تشكيلته بعد وصوله بآمال مرتفعة عقب قيادته بولونيا الموسم المنصرم للتأهل الى دوري أبطال اوروبا.
ودفعت هذه الأجواء الإيجابية التي خيمت على تورينو الصيف الماضي إلى ترشيح يوفنتوس لمقارعة إنتر ميلان على لقب الدوري، وهو توقع بدا في طريقه للتحقق بعدما استهل يوفي الموسم بفوزين كبيرين على كومو وفيرونا بثلاثية نظيفة.
إلا أن الثورة المنشودة على أرض الملعب لم تحصل، فمر بسلسلة من العروض الباهتة في وقت فشل الوافدان الجديدان بصفقتين كبيرتين، الهولندي تون كومباينرز والبرازيلي دوجلاس لويز في الارتقاء الى حجم التوقعات المعقودة عليهما بعدما أنفق النادي قرابة المئة مليون يورو لضمهما من أتالانتا وأستون فيلا الانجليزي.
وزاد خروج النادي مبكرا من دوري الأبطال، وإقصائه المذل من كأس إيطاليا على يد إمبولي، ناهيك عن خسارتيه الاخيرتين المروعتين أمام أتالانتا وفيورنتينا (0-4 و0-3 تواليا) الطين بلة، ما أشار الى أن نهاية موتا أصبحت وشيكة، وأنها لن تستمر أكثر من الصيف في حدها الأقصى.
- مستقبل غامض-
انتهت حقبة موتا القصيرة بينما يحتل يوفنتوس المركز الخامس بفارق نقطة عن فريقه السابق بولونيا الرابع الذي يبدو تحت قيادة فينتشينتسو إيتاليانو في طريقه لخطف المقعد الرابع والأخير لإيطاليا في المسابقة القارية المرموقة.
كذلك، تعرضت العلاقة بين إدارة يوفنتوس والمشجعين إلى الاهتزاز بعد الطريقة التي أدارت بها عملية الاقالة، بعد أسبوع واحد من الهزيمة الثقيلة على يد مضيفه فيورنتينا، ما دفع بالمدير الرياضي كريتسيانو جونتولي للإصرار على أن موتا هو جزء من "مشروع طويل الامد".
وبات المدرب الجديد الكرواتي إيجور تودور الذي لعب في معظم مسيرته مع يوفنتوس، قبل أن يصبح كثير التنقل على الصعيد التدريبي، أمام مهمة لا ثانية لها: التأهل الى دوري الأبطال لضمان الأموال اللازمة لتأمين نجاح الاستثمار الكبير الذي أنفقه النادي.
وسيشرف تودور على تمارين الفريق للمرة الأولى الثلاثاء قبيل زيارة جنوى السبت، لكنه لن يكون مدربا للفريق في الموسم الجديد حيث أبدى موافقته على قيادته حتى نهاية الموسم الحالي.
وجاء قرار الاستعانة بلاعب وسط كرواتيا السابق مفاجئا وغريبا بعض الشيء لتولي المهام موقتا، كونه من دون عمل منذ الصيف الماضي بعد أن أنجز مهمة مشابهة في لاتسيو عقب إقالة ماوريتسيو ساري.
لكن يدي يوفنتوس كانتا مكبلتين في ظل انشغال المدربين اللذين يحظيان باهتمامه، أي أسطورته أنتونيو كونتي وجانبييرو جاسبيريني بقيادة نابولي وأتالانتا تواليا في ظل سباق محموم للقب الدوري، فيما يرغب روبرتو مانشيني، المدرب المقال من تدريب المنتخب السعودي، بجني ثمن مساعدة الفريق على بلوغ دوري الأبطال مسبقا بعقد طويل مضمون.
لكن لا شك أن حلم يوفنتوس وجمهوره يبقى بإعادة كونتي على وجه الخصوص لقيادة سفينة النادي من جديد نحو الجلوس على عرش الكرة الايطالية من جديد.