حقيقة أم أسطورة.. هل الأهرامات رؤوس مسلات مدفونة تحت الأرض؟

24-3-2025 | 00:25
حقيقة أم أسطورة هل الأهرامات رؤوس مسلات مدفونة تحت الأرض؟صورة تعبيرية
محمود الدسوقي

أثيرت ضجة كبيرة في اليومين الماضيين حول دراسة حديثة عن  بناء وتصميم الأهرامات، حيث زعم باحثون من إيطاليا واسكتلندا أنه توجد "مدينة ضخمة تحت الأرض" تمتد على مسافة تزيد عن 6500 قدم تحت أهرامات الجيزة، ما يجعلها أكبر بعشر مرات من الأهرامات نفسها.

موضوعات مقترحة

ويأتي هذا الادعاء من خلال استخدام الخبراء لجهزة نبضات الرادار لإنشاء صور عالية الدقة في أعماق الأرض أسفل الأهرامات، بنفس الطريقة التي يستخدم بها رادار السونار لرسم خريطة أعماق المحيطات.

وزعمت  الدراسة،  وجود ثمانية هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، بالإضافة إلى المزيد من الهياكل غير المعروفة على عمق 4000 قدم، ووصف بيان صحفي النتائج بأنها "رائدة"، وإذا ثبتت صحتها، فقد تعيد كتابة تاريخ مصر القديمة؟!.

بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر ،كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، فى تصريح ل"بوابة الأهرام"، وردًا على تلك الدراسة أن الأساسات الصخرية للأهرامات المصرية، وخاصة هرم خوفو، بنيت مباشرة على هضبة الجيزة الصخرية والتى يقدر عمرها الچيولوجي بنحو 50 مليون سنة.

وقد نحت المصري القديم جزءًا من قاعدة الصخر الطبيعي ليكون أساسًا مستقرًا، مما يغني عن الحاجة إلى أعمدة تحت الأرض.

وأضاف أنه تم استخدام كتل حجرية ضخمة، يصل وزن بعضها إلى 15 طنًا أو أكثر، مما يوفر استقرارًا إنشائيًا هائلًا.

وحول نتائج تقنيات الاستشعار عن بعد، قال الأثري مجدي شاكر"لقد أُجريت العديد من المسوحات الجيولوجية باستخدام تقنيات مثل رادار الاختراق الأرضي (GPR) والتصوير المقطعي بالموجات الزلزالية، ولم تظهر أي دلائل على وجود أعمدة أو فراغات كبيرة تحت الهرم تدعمه.

وأشار شاكر إلى أن مشروع ScanPyramids (منذ 2015) استخدم تقنية التصوير بالميونات (Muography)؛ لاستكشاف البنية الداخلية للأهرامات، ولم يعثر على أي أدلة تشير إلى وجود أعمدة تحتها.

وذكر أن الفكر المعماري للمصري القديم كان يعتمد على الصخر الطبيعي كأساس، حيث يوفر قوة تحمل هائلة مقارنة بالأعمدة.، مشيراً إلى أن المعابد والمقابر المصرية التي تحتوي على أعمدة، تكون مبنية فوق سطح الأرض، وليس تحتها؛ وبذلك لا يوجد دليل علمي أو أثري يدعم وجود أعمدة تحت الأهرامات، فالمصري القديم استغل الطبيعة الصخرية للهضبة كأساس متين، والتقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد والتصوير الميوني أثبتت عدم وجود أي هياكل مخفية أسفل الهرم.

ويضيف شاكر، أن المصري القديم كان يمتلك فهماً عميقًا لخصائص التربة والصخور، واستخدم تقنيات متقدمة لضمان استقرار منشآته الضخمة ومن أبرز الأدلة على ذلك:

(الجسات الهندسية في سقارة)، عند بناء هرم زوسر المدرج، قام المهندس إمحوتب بعمل جسات هندسية لاختبار طبيعة التربة ومعرفة مدى صلاحيتها للبناء.
والدليل على ذلك هو المقبرة الجنوبية، والتي تقع جنوب الهرم المدرج، وتمتد إلى نفس العمق تقريبًا، مما يشير إلى أنها استخدمت كجسة هندسية قبل بدء بناء الهرم.

وعن اعتماد المصري القديم على الصخور كأساس؟، يجيب مجدي شاكر أن المصري القديم لم يكن بحاجة إلى أعمدة تحت الأرض؛ لأنه كان يستغل الطبيعة الصخرية للهضبة كأساس طبيعي، مما يوفر متانة واستقرارًا أكبر بكثير من أي هيكل داعم.

في الجيزة، تم تسوية الصخور الطبيعية واستكمال النقص باستخدام كتل حجرية ضخمة لضمان قاعدة متينة.
وعن  تطبيق الجسات في باقي المنشآت، يوضح شاكر أن هذه التقنية لم تقتصر على سقارة فقط، بل تم استخدامها في بناء المعابد والمقابر الكبرى، حيث كان المصري القديم يحفر في التربة لفهم طبقاتها قبل إنشاء أي هيكل ضخم.

وأخيرًا فإن الشكل الهرمي بأحجاره أفضل وأرقى توزيع للأحمال بشكل منظم ومتماسك.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة