خطة إسرائيلية لإعادة احتلال غزة بالكامل

23-3-2025 | 16:43
خطة إسرائيلية لإعادة احتلال غزة بالكاملخطة إسرائيلية لإعادة احتلال غزة بالكامل

 

موضوعات مقترحة

هآرتس: هجوم بري واسع وكاتس يتوعد القطاع بـ"الأصعب"

غزة -وكالات الأنباء : بعد هدنة هشة استمرت لشهرين، وسعت إسرائيل عدوانها على غزة وسط تحركات لشن هجوم بري كبير تمهيدا لإعادة احتلال القطاع بالكامل طبقا لخطة كشفت عنها صحيفة هآرتس نقلا عن مصادر أمنية بجيش الاحتلال.
وقالت الصحيفة إن الاستعدادات جارية لتنفيذ خطة رئيس الأركان إيال زامير الكبرى لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة باستدعاء فرق عسكرية عدة، بينها قوات احتياط. وقالت المصادر إن إسرائيل لا تزال تترك بابا مفتوحا لإبرام صفقة للإفراج عن بعض "الرهائن". وأضافت أن التصعيد يبدو أنه سيتفاقم دون التوصل لصفقة بسبب ضغط الحكومة لصالح توسيع رقعة القتال.
كما قالت هآرتس إن إسرائيل يبدو أنها تخفي في الوقت الراهن النيات الحقيقية للحكومة والجيش. وأوضحت أنه بينما يجري انتظار مفاوضات مشكوك في نتيجتها يتم تجهيز الأرضية لعملية واسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
ويوم لأربعاء الماضي، أعلنت إسرائيل بدء عملية برية محدودة وإعادة السيطرة على محور نتساريم وسط قطاع غزة.  كما أطلقت حكومة بنيامين نتنياهو هذه العملية -التي توسعت لاحقا- بعد أن رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار واستأنفت الغارات الجوية على غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني خلال 4 أيام.

وعيد إسرائيلي

من جهة ثانية توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الفلسطينيين في قطاع غزة بمزيد من الدمار، معتبرا أن "القادم أصعب بكثير"، في حين ذكرت تقارير إسرائيلية أن الهجوم الحالي يهدف إلى إجبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على العودة إلى المفاوضات "من موقع أضعف". وقال كاتس -في كلمة متلفزة إلى "سكان غزة، هذه آخر رسالة تحذير.. كانت غارات سلاح الجو ضد مسلحي حماس مجرد الخطوة الأولى، والقادم سيكون أصعب بكثير، وستدفعون الثمن بالكامل". وأضاف "قريبا سيبدأ مجددا إجلاء الفلسطينيين من مناطق القتال.. إذا لم يتم إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين ولم يتم طرد حماس من غزة، ستتحرك إسرائيل بقوة لم تعرفوها من قبل.. أعيدوا المختطفين وتخلصوا من حماس، وستُتاح لكم خيارات أخرى، بما في ذلك إمكانية المغادرة (التهجير) إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب، أما البديل، فهو الدمار والخراب الكامل".  ومنذ فجر الثلاثاء الماضي، كثفت إسرائيل جرائمها في غزة وشنت غارات جوية عنيفة وواسعة النطاق أسفرت عن أكثر من ألف شهيد ومصاب.

أهدف الهجوم

في غضون ذلك، قالت صحيفة معاريف إن القيادة السياسية في إسرائيل تشير إلى نية التصعيد مع حركة حماس. وأضافت الصحيفة أن المرحلة التالية من العملية العسكرية في غزة ستكون أكثر شراسة وستشمل توغلا بريا، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو فرض ضغط عسكري كبير على حماس لإجبارها على قبول خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. ونقلت معاريف عن مصادر سياسية أن الهدف البعيد هو نقل السيطرة على غزة إلى جهات عربية معتدلة وليس إلى السلطة الفلسطينية بشكلها اليوم. وقالت المصادر إنه إذا دخل الجيش الإسرائيلي غزة فلن يخرج منها بسرعة. كما نقل موقع والا الإسرائيلي أن تقديرات أمنية تشير إلى أن الهجوم المكثف على غزة قد يجبر حماس على العودة للمفاوضات "من موقع أضعف".

وذكر الموقع أن التقديرات الأمنية ترى أن نجاح العملية في غزة يقاس بعودة حماس إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن تقديرات الجيش بأن التأثير الحقيقي للهجوم على قطاع غزة لن يكون واضحا إلا خلال يوم أو يومين. بدوره، نقل موقع "إيه بي سي" الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الضربات الإسرائيلية المتجددة على حماس بغزة ستستمر حتى إطلاق سراح المحتجزين المتبقين.
وتقدر إسرائيل وجود 59 محتجزا إسرائيليا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 أسير فلسطيني.  وبنهاية الأول من مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه يوم 19 يناير الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.

وأراد نتنياهو -وهو مطلوب للعدالة الدولية- إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.
وترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالا أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العمليات البرية تهدف لتوسيع المنطقة الدفاعية ووضع خط بين شمال القطاع وجنوبه. وأضاف في بيان أن قوات الجيش سيطرت ووسّعت سيطرتها على وسط محور نتساريم الذي يقع وسط القطاع. وذكر البيان الإسرائيلي أن قوات لواء جولاني ستتمركز بالمنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل قطاع غزة. كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إجلاء السكان من مناطق القتال في غزة سيبدأ قريبا، داعيا السكان إلى ما سماها "الهجرة طوعا".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء بلدة بيت حانون في الشمال، وبلدتي وخزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوبي القطاع.  وأكدت الأمم المتحدة أن آلاف الأشخاص نزحوا من غزة إثر أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: