لو عايز تعرف هل فاز الزمالك على الأهلى 6 - صفر عام 1933.. الإجابة في ميكروفيلم الأهرام

23-3-2025 | 13:29
لو عايز تعرف هل فاز الزمالك على الأهلى   صفر عام  الإجابة في ميكروفيلم الأهرام د.أشرف بدر رئيس مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم
محمد شعبان
الشباب نقلاً عن

تصوير: محمد عبدالمجيد 

موضوعات مقترحة
 

مليار صورة تلخص أسرار 150 عاما من الحياة اليومية للمصريين
أشرف بدر رئيس مركز الأهرام للتنظيم والمعلومات:
صلاحية الميكرو فيلم تمتد لـ500 سنة .. و8 ملايين جنيه أرباحنا الشهرية 
وثقنا أوراق وملفات العديد من المحاكم قبل تعرضها للحرق في 25 يناير 2011 
2856 يوماً.. عدد الأيام التي لم يصدر بها الأهرام طيلة قرن ونصف
شخص سعودي طلب حجة تثبت ملكية جد جده للمنطقة المحيطة بالعتبة 

الماضي له ثمن ربما يزيد كثيراً عن قيمة الحاضر، خاصةً عندما تكون خزينة الذاكرة الوطنية عامرة بالأحداث والمواقف والقصص التاريخية التي تظل سيرتها حية ونابضة رغم مرور الزمن.. "ميكروفيلم الأهرام" أو مركز الأهرام للتنظيم والمعلومات، هو أقدم المراكز المتخصصة في الشرق الأوسط في الحفاظ على هذا التاريخ من خلال تصويره وحفظه على الميكروفيلم أو أرشفته رقميا ليتم عرضه واستعادته عبر أجهزة خاصة.. أكثر من مليار صورة تلخص مسيرة العطاء التي حفظ بها المركز ملايين الوثائق والأوراق والصحف الورقية.. مزيد من التفاصيل في حوارنا مع الكاتب الصحفي أشرف بدر، رئيس المركز.

 
مركز الأهرام للتنظيم والمعلومات (الميكروفيلم) الأقدم من نوعه في الشرق الأوسط.. كيف بدأ؟ 
البداية تعود للأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، فقد رأى مراكز الميكروفيلم في صحف عالمية مثل "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" عند زيارته أمريكا، وعندما تم نقل الأهرام من مقره السابق في شارع مظلوم بوسط القاهرة إلى مقره الحالي،  وجد أن هناك 30 ألف نسخة من أعداد الأهرام السابقة منذ صدوره وحتى حقبة الستينيات، وكانت هناك إشكالية كبرى في نقل وتخزين هذه الكمية الضخمة من الأعداد في المقر الجديد، فقرر إنشاء مركز للميكروفيلم مثل أفلام الأبيض والأسود القديمة، وكانت هناك أفلام 35 ملم و16 ملم، وكان من المفروض أن يتم تخصيص ليس أقل من ألف متر كمساحة، بارتفاع 3 أدوار لتخزين النسخ القديمة التي تمثل تاريخ الأهرام، وكانت عبارة عن أعداد مربوطة في بعضها على شكل "حِزم" ولم تكن في صورة مجلدات، وذلك منذ صدور العدد الأول من الأهرام في 5 أغسطس 1876 حتى تم نقل الأهرام في يناير سنة 1969 من مظلوم إلى المقر الحالي.

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم


هل الكمية التي بدأ بها مركز الميكروفيلم كانت تضم كل ما صدر من الأهرام أم كانت هناك أعدادا مفقودة؟ 
بالفعل كانت هناك أعداد كثيرة ناقصة ومفقودة ولم تكن ضمن الكمية المنقولة، وقد أسند الأستاذ هيكل إنشاء مركز الميكروفيلم للدكتور صلاح القاضي، وهو الأب الروحي للمركز، وطلب منه البحث عن هذه الأعداد المفقودة، وفي هذا التوقيت تم نشر إعلان بالأهرام لجمع الأعداد الناقصة من الصحيفة منذ صدورها، وكان المقابل اشتراك في الأهرام لمدة من الوقت أو أن يأخذ الشخص مقابلا نقديا نظير تسليم الأعداد التي يقتنيها، وبالفعل تطوع الكثير من القراء وبدأوا يرسلون الأعداد المفقودة التي كانت بحوذتهم منذ صدور الأهرام وحتى تاريخ إنشاء المركز، وفي تلك الأثناء عثروا بالصدفة على منزل مهجور في باب اللوق، وكان يضم بدروماً تحت الأرض، ووجدوا فيه أكثر من 40% من إجمالي النسخ الناقصة، ومع الوقت بدأوا يصوروا الأعداد منذ صدورها، وكانت تلك هي النواة الأولى لمركز الميكروفيلم.

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم


ما الميزة التي يتسم بها الميكروفيلم في حفظ الصحف والأوراق؟ وهل التحول الرقمي ألغى دوره؟ 
ميزة الفيلم أن صلاحيته تمتد لـ500 سنة دون أن يتعرض للتلف، ونحن نحول أطنان من الورق إلى وعاء ميكروفيلمي صغير، يأخذ من 2000 إلى 150 ألف صورة لكل فيلم، كما يتم تحويلها أيضا لديجيتال للعرض على الكمبيوتر، فالوسيط الميكروفيلمي ليس هو الوحيد الذي نحفظ عليه المحتوى.والمركز يضخ إيرادات لمؤسسة الأهرام تصل إلى نحو 8 ملايين جنيه شهرياً من الشهور العقارية والمحاكم والخدمات الجماهيرية وخلافه، ويتم تحويل الأموال يوميا من مكاتبنا.  وبالفعل التحول الرقمي أثر إلى حد ما على عملنا، لكنه لم ولن يلغي الميكروفيلم أو الميكروفيش أو الأرشفة الرقمية التي نقوم بها أيضا.

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم


ما طبيعة الدور التوثيقي والأرشيفي لميكروفيلم الأهرام في حفظ الوثائق والأوراق الرسمية بالمحاكم والجهات الحكومية؟ 
يتولى مركز الأهرام تصوير وأرشفة ورقمنة أوراق ووثائق ومحررات العديد من الجهات بالفعل مثل الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي حيث نتعامل مع 120 مليون ورقة من أول وثيقة رسمية صدرت عن الشركة، ووزارة الأوقاف وبعض المحاكم، وكان للمركز دور مهم في إنقاذ تراث ووثائق العديد من المحاكم والجهات التي تعرضت للحرق، فمثلا وزير الأوقاف السابق اتصل برئيس مجلس إدارة الأهرام عندما تعرض مقر الوزارة لحريق، وبفضل الله كان مركز الأهرام يمتلك نسخة ميكروفيلمية ورقمية من كل الأوراق والمستندات والملفات التي تعرضت للحرق، أيضا قام مركز الأهرام بأرشفة وتوثيق أوراق مجمع المحاكم بالجلاء، والذي تعرض للحرق في أثناء أحداث 25 يناير فكل الأوراق كانت محفوظة ومؤمنة في الميكروفيلم لدينا وقمنا بتسليمها لهم، وذلك لأن مركز الأهرام للميكروفيلم يمتلك 256 مكتبا في الشهر العقاري والمحاكم لتوثيق وأرشفة الأوراق يوميا. وهناك أيضا هيئة المساحة ومعظم الحجيات والأوراق الخاصة بالأوقاف، أيضا يأتون إلينا لأننا قمنا بتصوير وأرشفة وتوثيق هذه الأوراق من قبل. أيضا محكمة المنصورة التي تعرضت للحرق، كان عندنا نسخة ميكروفيلمية كاملة من كافة المحررات والأوراق وملفات القضايا الخاصة بها.

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم


ما هي الخدمات اليومية التي يقدمها المركز للجمهور؟ وهل هناك مواقف طريفة في هذا الشأن؟
المركز يقدم خدماته اليومية للجمهور، مثل إتاحة نسخة مطبوعة أو على أسطوانة لإعلانات النعي القديمة والمنشورة على صفحات الأهرام منذ سنوات طويلة، أيضا بعض مشجعي الكرة المتعصبين، فمثلا جاءنا رجل أهلاوي من محافظة الدقهلية، وكان يريد أن يتأكد من معلومة قيل إن الأهرام نشرها، وهي أن الزمالك هزم الأهلي 6/0 في مباراة قديمة، فدخلنا على الأهرام سنة 1933، ووجدنا فعلا أن الزمالك هزم الأهلي في هذا التوقيت، أيضا قيل إن الأهلي هزم الزمالك 9/0 في مباراة قديمة فبحثنا ولم نجد هذه الواقعة، كما أن اتحاد كرة القدم وهو يحتفل بـ100 سنة جمعنا له كل ما نُشر عنه بالأهرام في 54 مجلداً بناءً على طلبه، أيضا المصري البورسعيدي طلب منا جمع كل ما نُشر عنه في مئويته، وهناك مؤسسات رسمية تطلب أيضا إعداد ملفات خاصة عما نشر عنها، كما عملنا سي دي لكل بريد الجمعة الخاص بالأستاذ عبدالوهاب مطاوع وعرضنا السي دي للبيع في معرض الكتاب الماضي، لكن الأكثر أهمية أن الأهرام كان ينشر حجج الأراضي في القرن التاسع عشر، لدرجة أن رجل سعودي طلب حجة جد جده الذي كان يشارك أحد الأمراء في العائلة المالكة المصرية، وكان يمتلك المنطقة المجاورة لميدان العتبة، وكان يريد الحجة التي تثبت ملكيته للأرض وأكد أنه سيدفع أي مقابل نطلبه.

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم


هل هناك أعداد لا تزال مفقودة من الأهرام ولا زلتم تبحثون عنها؟ وكم عدد الأيام التي لم يصدر فيها الأهرام طوال مسيرته التي تصل لقرن ونصف؟ 
الأهرام متوافر لدينا من أول نسخة إلى اليوم، ما عدا الأيام التي لم تصدر فيها الصحيفة اليومية، إما لأسباب سياسية وبفعل مناسبات معينة، فمثلا عندما توفي بشارة تكلا احتجبت الأهرام عن الصدور حداداً عليه لمدة 3 أيام، أيضاً ما عُرف بحادثة نوبار باشا، حيث تم تعطيل الأهرام شهراً كاملا بسبب تقارير كان يرسلها بشارة تكلا عن الحالة الاقتصادية لمصر، وتسببت في إزعاج سلطات الاحتلال البريطاني. ونحن عملنا خريطة استرشادية للأيام والأشهر التي لم تصدر بها الأهرام، وبلغ عدد هذه الأيام بالتحديد 2856 يوماً على مدار عمر الصحيفة.

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم

من داخل مركز الاهرام للتنظيم والميكروفيلم


حدثنا عن المقتينات والصحف النادرة التي يمتلكها المركز؟
يمتلك المركز صحيفة الوقائع المصرية من أول عدد حتى العدد الأخير، وهي الجريدة الرسمية للدولة، ولدينا 38 إصدار صحفي من مجلات وجرائد تاريخية، مثل روضة المدارس الخاصة بالشيخ علي يوسف، وكل أعداد اللواء التي أصدرها مصطفى كامل، ووادي النيل والرائد والنور ومنبر الإسلام والإيمان والراعي والمسلمون والشعب، والمقتطف، والكواكب، والسياسة، والمقطم، وغيرها.


المركز تحول إلى بيت خبرة يقدم المشورة والدعم في مجاله.. كيف ترصد لنا ذلك؟ 
الحقيقة أن نجاح تجربة الأهرام في هذا الشأن جعل العديد من الدول العربية تستفيد من خبراتنا، فبدأ المركز يمد الكثير من هذه الصحف بالخبرة، وتم عمل نحو 23 تعاقدا مع 23 مؤسسة صحفية عربية لإنشاء مراكز الميكروفيلم بها. وطبعا الأستاذ هيكل عندما تم تدشين المركز كان يرسل دورات تدريبية للخارج لنقل وتبادل الخبرات في مجال الأرشفة والتوثيق، وبالتالي فإن ميكروفيلم الأهرام هو الأقدم والأعرق على مستوى المؤسسات الصحفية في الشرق الأوسط، والقارئ الآن لم يعد ينتظر الصحف للحصول على الخبر، وإنما ينتظر منها القصص الصحفية والتحقيق الاستقصائي، وهو ما يعني ضرورة الرجوع للخلفيات والمعلومات الوثائقية لتعزيز القصة الصحفية، وبالتالي يتم الرجوع لمراكز المعلومات والميكروفيلم وهو ما نقوم به، ويضم المركز 922 موظفا وعاملا وباحثا، وعندنا مقر كامل بمؤسسة الأهرام وإدارة هندسية وإنتاجية وشئون إدارية ومالية، ولدينا مقرات ميكروفيلمية في العديد من المحاكم بالمحافظات، وعندنا ماكينة تحميض للأفلام هي الأقدم في المنطقة، وتعود للستينيات من القرن الماضي. وأجهزة ماسح حديثة وأجهزة ريدرز للميكروفيلم وغيرها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: