الذكاء الاصطناعي يقرأ رسائل الـ GMAIL.. خطوة نحو الراحة أم نحو التجسس؟

23-3-2025 | 11:28
الذكاء الاصطناعي يقرأ رسائل الـ GMAIL خطوة نحو الراحة أم نحو التجسس؟جي ميل
عمرو النادي:

في سباق محموم نحو دمج الذكاء الاصطناعي في كل زاوية من التكنولوجيا، أعلنت جوجل عن ترقية جديدة لبريد Gmail، والتي ستجعل البحث داخل البريد أكثر ذكاءً ودقة. لكن مع هذه الترقية، يواجه 3 مليارات مستخدم قرارات حاسمة حول مدى استعدادهم للسماح للذكاء الاصطناعي بمعالجة بياناتهم الشخصية، حسبما أفاد موقع فوربس الأمريكي.

موضوعات مقترحة

الذكاء الاصطناعي يسيطر.. وجوجل في المقدمة

التكنولوجيا تتغير بسرعة غير مسبوقة، حيث تسابق الشركات الكبرى، مثل جوجل ومايكروسوفت، الزمن لدمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها، بينما تواجه آبل بعض العقبات في هذا السباق، فإن منافسيها لا يتوقفون عن المضي قدمًا، مما يجعل مستقبل استخدامنا للتكنولوجيا رهينة لتلك التطورات.

وعلى سبيل المثال، سجل البحث في متصفح Chrome يعكس الكثير عن شخصيتك، حيث يظهر اهتماماتك وطريقة تفكيرك من خلال المصطلحات التي تستخدمها في البحث. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذه البيانات، سيصبح أكثر قدرة على "فهمك" لتقديم نتائج مخصصة لك، لكن تذكر أن جوجل ليست مجرد مساعد رقمي، بل هي إحدى أكبر شركات الإعلانات في العالم، مما يثير تساؤلات حول مدى استخدام هذه البيانات في عمليات التسويق والاستهداف الإعلاني.

هل بدأ الذكاء الاصطناعي في "قراءة" بريدك؟

يوم الخميس، أكدت جوجل رسميًا أنها بدأت في إطلاق ميزة بحث أكثر ذكاءً داخل Gmail، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لعرض أكثر النتائج صلة بشكل أسرع. الفكرة تبدو مغرية، فكم مرة عانيت من البحث عن رسالة في صندوق وارد مزدحم؟

وفقًا لجوجل:"إذا كنت قد واجهت صعوبة في العثور على معلومات في بريدك الإلكتروني المكدس، فأنت لست وحدك."

الميزة الجديدة ستحلل كيفية تفاعلك مع البريد الإلكتروني والمرسلين، مما يجعل البحث أكثر دقة وفاعلية. ولكن، هل يعني ذلك أن جوجل أصبحت قادرة على "قراءة" بريدك الإلكتروني وفهمه؟

الخصوصية.. هل ما زالت تحت سيطرتك؟

عند سؤال جوجل عن تداعيات الخصوصية لهذه الميزة، أكدت الشركة: "أولويتنا هي احترام خصوصية المستخدمين مع منحهم القدرة على التحكم في بياناتهم."

وأوضحت أن هذه الميزة تندرج تحت "الميزات الذكية" التي يمكن للمستخدمين التحكم فيها من خلال إعدادات التخصيص. ومع ذلك، رغم أن جوجل لم تلمح إلى استخدام البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي أو تحسين استراتيجيات التسويق، إلا أن البيانات ستظل تخضع للتحليل داخل النظام.

وهنا يكمن التحدي للمستخدمين: أين يضع كل شخص حدوده الحمراء؟ البعض قد يرى أن معالجة البيانات محليًا على الجهاز أكثر أمانًا من تحليلها على خوادم السحابة، حيث تظل تحت سيطرة المستخدم بالكامل.

كيف يمكنك تفعيل أو تعطيل الميزة؟

الميزة الجديدة، المسماة "البحث الأكثر صلة"، ستكون متاحة لمستخدمي Gmail عبر الويب، وكذلك على تطبيقات Gmail لأجهزة Android و iOS. وسيكون بإمكان المستخدمين التبديل بين نتائج البحث التقليدية ("الأحدث") والنتائج المدعومة بالذكاء الاصطناعي ("الأكثر صلة")، وفقًا لاختياراتهم.

أما بالنسبة لمستخدمي حسابات الأعمال، فسيحصلون على هذه الميزة لاحقًا، لكن ليس في الوقت الحالي.

القرار لك.. هل تستسلم للذكاء الاصطناعي أم تضع حدودًا؟

مع كل ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يتعين على المستخدمين التفكير بعمق قبل الضغط على "نعم". هل ستجعل هذه الأدوات حياتنا أكثر سهولة، أم أنها مجرد خطوة أخرى نحو فقدان السيطرة على بياناتنا؟ الخيار الآن في يد 3 مليارات مستخدم حول العالم، فهل ستعتمد على Gmail الذكي أم ستفضل الاحتفاظ بخصوصيتك؟

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: