في قلب الأزقة العتيقة بحي سيدي بشر شرق الإسكندرية، يقف الحاج محمود الحلواني، يمارس مهنته التي ورثها عن آبائه وأجداده منذ أكثر من نصف قرن؛ ممسكًا بـ«كوز» مملوء بعجين أبيض كثيف، يديره بيدين ماهرتين على صاج ساخن، لتنساب منه خيوط بيضاء رفيعة؛ تتحول بعض ثوان معدودة إلى الكنافة المعروفة، التي يصنعها واحد من أقدم صناع الكنافة والقطايف اليدوية في الإسكندرية.
موضوعات مقترحة
الكنافة اليدوية
50 عامًا من رش الكنافة اليدوية
«بدأت الشغل في الحرفة دي من أيام ما كان عندي 6 سنين» يحكي الحلواني عن بدايته مع الصنعة لـ«بوابة الأهرام»، مشيرا إلى أنه بمرور الزمن أصبحت جزءًا من هويته وأسلوب حياته.
ويضيف، أن صناعة الكنافة والقطايف ليست مجرد حرفة موسمية، بل فن يحتاج إلى مهارة وخبرة؛ قائلا: إن جودة المنتج تعتمد على دقة الصنايعي في رش العجين وجمعه بحرفية.
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية.. من العجين إلى الموائد الرمضانية
«تمر صناعة الكنافة اليدوية بعدة مراحل دقيقة، تبدأ بخلط الدقيق بالماء بنسب مدروسة للحصول على عجين متجانس مناسب للرش»، يتحدث بفخر محمود الحلواني عن أسرار مهنته، موضحًا أن عجين الكنافة لا يحتاج إلى الخميرة، كاشفًا أن المختلِف في عجين القطايف، أنه يضاف إليه القليل من السكر.
ويشير إلى أن الأدوات المستخدمة في الصناعة، صاج من النحاس يكون ساخنًا و«كوز» معدني، يتم من خلاله سكب العجين بحركة دائرية متناسقة على الصاج ليأخذ شكله المميز.
ويضيف أن القطايف تأتي بأحجام متنوعة، تناسب مختلف الحشوات، فمنها الكبير المخصص للبسطرمة والجبن، والمتوسط للمكسرات، بينما تُفضل الأحجام الصغيرة «العصافيري» للحشوات الخفيفة.
الكنافة اليدوية
الأصالة تنتصر.. رغم تحديات الصنعة
رغم انتشار ماكينات تصنيع الكنافة الآلية، لا تزال الكنافة اليدوية تحتفظ بسحرها الخاص، ليؤكد «الحلواني» أن الكنافة المصنوعة يدويًا لها مذاق لا يمكن تقليده، فهي تُعد أمام الزبائن دون أي إضافات صناعية، مما يمنحها طعمًا أصيلًا لا تجده في الكنافة الآلية.
ويشير إلى أن نقص العمالة الماهرة يمثل تحديًا كبيرًا، إذ يتطلب الأمر سنوات من التدريب لإتقان فن رش الكنافة يدويًا دون هدر للخامات، ورغم هذه التحديات، يحرص الحلواني على توريث المهنة إلى أبنائه، حفاظًا على هذا التراث الذي يعكس جزءًا أصيلًا من الثقافة المصرية.
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية.. مظهر رمضاني لا يُمحى
ويؤكد الحلواني أن صناعة الكنافة ليست مجرد تجارة، بل هي طقس رمضاني أصيل يعكس أجواء الشهر الكريم، حيث تتجمع العائلات لشراء الكنافة الطازجة، فيما يتابع الأطفال بفضول حركة «رش العجين» وكأنه عرض مسرحي ممتع.
ويضيف أن الطلب على الكنافة والقطايف اليدوية يبلغ ذروته خلال الشهر الفضيل، إذ لا تخلو مائدة الإفطار والسحور من هذه الحلويات الشرقية التي ارتبطت برمضان عبر العصور.
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية
الكنافة اليدوية