قال بيتر ميدلبروك، الخبير الدولي في مجال إعداد أطر التمويل إن الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل التي أطلقتها مصر، تجمع بين الوعي بالمخاطر المحيطة على مستوى العالم، وكيفية اقتناص الفرص وتحويلها إلى مكاسب، من أجل الحماية من التقلبات، كما أنها ليست مجرد وثيقة سياسات، بل هي نداء للعمل وتعكس رؤية واضحة لمستقبل مشرق قائم على الابتكار والتطوير، مؤكدًا في ذات الوقت على أهمية العنصر البشري في تنفيذ أي استراتيجية.
موضوعات مقترحة
وأضاف في تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن العالم يمر في الوقت الحالي بتحولات جذرية في النظم الاقتصادية والمالية، ونشهد واقع عالمي متغير يحتم علينا إعادة النظر في استراتيجياتنا وسياساتنا بطريقة شاملة وعميقة، موضحًا أن الأسواق المالية لم تعد تعتمد فقط على المعاملات النقدية التقليدية، بل انتشرت الأدوات المالية المعقدة، مثل العقود الآجلة والمشتقات المالية، وأن السؤال الأهم إلى جانب كيفية تحقيق الاستقرار المالي، هو كيف يمكننا توجيه هذه الأدوات المالية المعقدة لخدمة التنمية المستدامة وإحداث تأثير إيجابي في المجتمعات.
وأوضح أن تقلبات الاقتصاد العالمي تحتم على مختلف الدول أن تبني نماذج اقتصادية قادرة على التكيف مع الواقع المتغير، وأن تتبنى حلولًا مبتكرة تستند إلى فهم عميق لمتغيرات العصر. وتابع "من خلال تجربتي بالمشاركة في إعداد العديد من الاستراتيجيات في مختلف أنحاء العالم، أود أن أؤكد أن التحدي الحقيقي فيما يتعلق باستراتيجيات التمويل هو كيف يمكن دمجها في رؤية الدولة واستراتيجيتها للتنمية، بحيث تحقق الأهداف المرجوة بأعلى قدر من الكفاءة والفعالية".
وشار إلى أن الموازنات الحكومية لم تعد وحدها كافية لتمويل التنمية، بل يجب علينا البحث عن مصادر تمويل إضافية، والاستفادة من رأس المال المتاح لتحقيق أثر أكبر بأقل تكلفة،والتركيز على الابتكار وإنتاج المعرفة، لأنهما المفتاح الحقيقي لتحقيق التنمية المستدامة.