سفير الصين بالقاهرة: مستعدون للعمل مع مصر لتقديم المزيد من المساهمات لتسريع التنمية في الجنوب العالمي

20-3-2025 | 21:11
سفير الصين بالقاهرة مستعدون للعمل مع مصر لتقديم المزيد من المساهمات لتسريع التنمية في الجنوب العالميلياو ليتشيانج سفير الصين بمصر
محمد المعصراوى

أكد لياو ليتشيانج سفير الصين بمصر، أن مبادرة الحزام والطريق، باعتبارها منصة مهمة ومسارًا عمليًا لانفتاح الصين على العالم الخارجي، جلبت منافع مشتركة للصين والعالم وحققت تعاونًا مربحا للجميع. 

موضوعات مقترحة

وأوضح أن أكثر من ثلاثة أرباع من دول العالم انضموا إلى عملية البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، مشيرا إلى أن مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق" وتعد شريكاً طبيعياً في بناء "الحزام والطريق". 

فمنذ العصر الجديد، وفي ظل التخطيطات الاستراتيجية للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبدالفتاح السيسي، ارتبطت مبادرة الحزام والطريق ارتباطًا وثيقًا بـ "رؤية مصر 2030"، مما مهد طريقًا مزدهرًا للتنمية ورخاء الشعب. 

جاء ذلك خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بمناسبة الدورتين السنويتين بالصين، وهى من أهم الأحداث السياسية التى تعقد فى الصين كل عام، حيث أشار إلى نجاح المنطقة الصناعية الصينية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس "تيدا مصر" التي تم بناؤها بشكل مشترك من قبل الجانبين في جذب أكثر من 170 شركة للعمل فيها وتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف من المصريين.

وقال إن مشروع القطار الخفيف "مدينة العاشر من رمضان" الذي بنته شركات صينية أصبح أول قطار خفيف يعمل بالكهرباء في مصر، حيث يستفيد منه 5 ملايين نسمة على طول الخط.

وأضاف أن محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية، التي بنتها شركة صينية، هي أكبر مشروع محطة طاقة كهروضوئية منفرد في أفريقيا. ومن المتوقع أن توفر الكهرباء لـ 256 ألف منزل مصري بعد تشغيلها.

كما تحدث السفير ليتشيانج عن افتتاح شركة سيارات صينية أول مصنع تجميع متكامل في الشرق الأوسط وأفريقيا بمحافظة الجيزة بمصر، وبدأ الإنتاج رسميًا مؤخرًا. وسيساهم هذا المصنع في تطوير وتحديث صناعة السيارات في مصر، ويوفر تجربة سفر ذكية جديدة ومتطورة للمستهلكين المحليين.

وأضاف أن الشركات الصينية جلبت أيضًا تكنولوجيا الحفر المتقدمة إلى مصر، مما ساعد مصر على حفر أكثر من 540 بئر مياه صحراوية، وتحويل الصحراء القاحلة تدريجيًا إلى حقول خصبة.

وقال إن برنامج تدريب المواهب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نجح في بناء 114 أكاديمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتدريب ما يقرب من 40 ألف شاب مصري، مما قدم مساهمات مهمة في تطوير الاقتصاد المحلي وتحسين المعيشة.

وأشار ليتشيانج إلى أن الدورتين أكدتا لهذا العام على ضرورة مواصلة دفع البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" نحو الأعمق. وأشار تقرير عمل الحكومة الصينية إلى أنه مهما كانت تغيرات البيئة الخارجية، فإن الصين ستبقى ثابتة على التزامها بالانفتاح. ونحن على استعداد للعمل جنباً إلى جنب مع مصر لتسريع تقدمنا في سعينا المشترك نحو التحديث.

وأكد السفير الصينى بالقاهرة سعادة بلاده برؤية عدد متزايد من الدول تنضم إلى صفوف بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك، خاصة خلال زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو الماضي، أصدر الرئيس شي جين بينج بيانًا مشتركًا معه، اتفقا فيه على رفع مستوى العلاقات الصينية المصرية نحو هدف بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. وأصبحت مصر أول دولة عربية تُدرج بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في بيانها المشترك بشأن العلاقات الثنائية.

وقال إن العلاقات الصينية المصرية تقف حاليا عند نقطة انطلاق جديدة، حيث يصادف العام المقبل الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، وستستضيف الصين القمة الصينية العربية الثانية. 

وأوضح أنه علينا مواصلة تعزيز أسس مجتمع المستقبل المشترك بين الصين ومصر، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى. 

وأضاف أنه استنادا إلى التبادلات النشطة على المستوى الرفيع، سنبذل قصارى جهدنا لتنفيذ إنجازات دبلوماسية لرئيسي الدولتين، وتعزيز التبادلات بين الحكومتين والهيئتين التشريعيتين والحكومات المحلية، وتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة، إضافة إلى مواصلة مراعاة المصالح الأساسية والهموم الرئيسية لبعضنا البعض مع درجة عالية من الثقة السياسية المتبادلة كدعم أساسي، ودعم جهود بعضنا البعض لحماية السيادة والأمن ومصالح التنمية. 

وأكد أنه علينا أيضا بذل جهود لدعم البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق"، انطلاقا من منصة عملية، وخلق نقاط نمو جديدة للتعاون في المجالات الناشئة مثل الطاقة الجديدة، والفضاء والسيارة الكهربائية والجيل الخامس، والتكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، إضافة إلى استخدام التبادلات الثقافية الرائعة كجسر للتواصل، لتعزيز التفاعلات بين الشباب، وتعزيز التعلم المتبادل للحضارات والثقافات من خلال الأشكال المختلفة ذات الشعبية العالية، وتشجيع المزيد من الأصدقاء المصريين على القدوم إلى الصين للأعمال والسياحة والدراسة.

وأشار ليتشيانج إلى أن العلاقات بين الصين ومصر تتمتع بأهمية استراتيجية تتجاوز النطاق الثنائي.

وفي عام 2025، ترغب الصين في العمل مع مصر لتقديم المزيد من المساهمات لتسريع التنمية في الجنوب العالمي.

كما أشار إلى أن العلاقات الصينية العربية تمر حاليًا بأفضل مراحلها في التاريخ. والمنطقة العربية من أكثر المناطق كثافة للشركاء الإستراتيجيين للصين، حيث شاركت 22 دولة عربية وجامعة الدول العربية في مبادرة "الحزام والطريق". 

وتحدث السفير الصينى عن دعم الصين بقوة للقضية الفلسطينية، وتسعى دائما إلى دعم "حل الدولتين"، وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط وتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. 

كما أشار السفير الصينى إلى استعداد بكين للعمل مع مصر والجانب العربي على تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، ودفع تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" و"أنماط التعاون الخمسة" للتعاون العملي الصيني العربي، وعقد القمة الصينية العربية الثانية عام 2026، وبذل قصارى جهدها لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: