تعد من أشهى الحلويات الرمضانية، يعشقها الجميع ويتفنون في طرق طهيها وتجهيزها، حيث تعد "الكنافة" بالمكسرات، وتجهز أيضا بالقشطة والفواكه وبطرق أخرى عديدة، ما جعلها طبقا مميزا بين حلوى رمضان.
موضوعات مقترحة
ظهرت "الكنافة" في مصر-حسب المؤرخين- خلال العصر الفاطمى؛ إذ كان المصريون وقتها يستقبلون الخليفة المعز لدين الله الفاطمى بأطباق من الحلوى متعددة الأشكال والأنواع، وأطلق عليها «زينة موائد الملوك والأمراء»، حتى انتقلت إلى عامة الشعب، فيما بعد.
"بوابة الأهرام"، حاولت خلال هذه الأسطر، سرد قصة "عم أحمد"، أحد العاملين في صناعة "الكنافة" في سوهاج.
فمنذ نعومة أظفاره، عشق "عم أحمد" مهنة والده وجده، وهى "رش الكنافة البلدى" وعندما بلغ العاشرة من عمره، بدأ أولى محاولاته فى نسج خيوطها على صاج الفرن الساخنة المصنوعة من النحاس، ومع مرور السنين أتقن مهنته التى كان يمارسها فى شهر رمضان فقط ، داخل فرشته بجوار سور مدرسة الاتحاد بمنطقة الهلال بسوهاج، حيث يقبل الأهالى على شراء الكنافة لتناولها باللبن على الإفطار أوالسحور.
يقول "عم أحمد"، البالغ من العمر 61 عاماً، من مدينة سوهاج، إنه ورث مهنة رش الكنافة البلدى عن والده وأجداده ، وحرص على تعليمها لأبنائه ليواصلوا مسيرته ومسيرة الأسرة التى تميزت فى صناعة الكنافة البلدى.
بناء فرن الكنافة
كما عمل مع والده وجده وتعلم بناء فرن الكنافة، وهى عبارة عن فرن مستديرة مبنية من الطين المخلوط بالتبن والطوب اللبن أعلاه صينية من الصاج النحاس، وكان يتم إشعالها فى الماضى بالقش والبوص وقطع ونشارة الخشب، ويتم حالياً إشعالها بإسطوانة البوتاجاز، ويقول إن العدة التى يعمل بها تاريخية حيث يتجاوز عمرهما 110 أعوام، وهى عبارة عن صاج نحاس حرارى، و"كوزين" نحاس مبطنين بالكروم بحيث يحفظ خلطة الكنافة دون تغير طعمها، ورث هذه العدة عن أبيه الذى ورثها عن أجداده ، وقد رفض الكثير من العروض لبيعها لأنها كما يقول"من ريحة الحبايب"، ويرغب فى أن يتركها لأبنائه بعد وفاته.
أسرار المهنة
ويقول عم أحمد: أنا وزوجتي وأبنائي بنقضي شهر رمضان داخل الفرشة التي نصنع بها الكنافة ، بجوار سور مدرسة الاتحاد بمنطقة الهلال بسوهاج ، حيث نبدأ العمل منذ الساعة 11 صباحاً، ، ونستمر حتى الساعة 11 مساء، طوال شهر رمضان، ورغم ذلك حرصت على تعليم زوجتى وأبنائى أسرار المهنة التي ورثتها عن الأجداد ، حتى لا أستعين بأحد من غير أفراد الأسرة ويطلع على أسرار المهنة وينافسني في المجال، أو حتى ينافس أبنائي من بعدي، لأن رش الكنافة فن يجب أن يتقنه صاحبها، حتى تكون هشة ومستوية، وهذا الشىء يميز صنايعى عن الآخر، وعلى الرغم من اعتزازى بمهنتى، فإن ما يحزننى أن المهنة التى أعشقها أمارسها خلال شهر رمضان المبارك فقط، حيث يقبل الأهالى على شراء الكنافة البلدى، بينما أظل بقية شهور العام أعمل سائق على سيارة، لافتاً إلى أن ارتفاع سعر الكنافة أثر على الكمية التى ينتجها يومياً، حيث بلغ سعر الكيلو حالياً 50 جنيهاً بعد أن كان سعرها فى الماضى قرشين ونصف، ثم ارتفع إلى نصف جنيه، و75 قرشاً، وكانت هذه الأسعار فى متناول كافة فئات المجتمع الفقير والغنى، مما يزيد الإقبال على شرائها ، بينما بعد تغيرالحال، أصبح المواطن يكتفى بشراء كمية محدودة بعد ارتفاع ثمنها فى وقتنا الحالى.