تُعد الزكاة والصدقات من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية، حيث تسهمان في تحقيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين. لكن على الرغم من التشابه في الغاية، فإن بينهما فروقًا جوهرية تتعلق بالحكم الشرعي، والمقدار، والمستحقين.
فالزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام، ذات نسب محددة ومصارف مضبوطة، بينما الصدقات تُمنح تطوعًا دون شروط مُلزِمة، وتعكس روح العطاء الفردي. وخلال السطور التالية، نرصد الفروقات بين الزكاة والصدقات، وأثر كل منهما على المجتمع، ونتساءل: كيف يمكن توجيه هذه الأموال لتحقيق أقصى فائدة للمحتاجين؟
الفرق بين الزكاة والصدقة
ويقول الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري أمين لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف، معنى الصدقة لغة مشتق من الصدق، لأن بذلها يكون دليلًا على صدق إيمان العاطي. أما شرعا فالصدقة معناها العطيَّة التي تمنح تقربا لله تعالى، وابتغاء للأجر من عنده سبحانه، وحُكمها أنّها مستحبة وليست بواجبة.
الزكاة والصدقاتوتابع: أما الزكاة تجب في أصناف معينة، مثل: الزروع والثمار، وعروض التجارة، والذهب والفضة، والإبل والبقر والغنم، بينما لا تجب الصدقة في أشياء محددة، بل يستطيع الإنسان بذلها من أي شيءٍ، وبما تجود به نفسه.
ولفت الأزهري إلى وجود شرط حولان، الحول لأداء الزكاة بعد بلوغها نصابا معينًا، أي يمر عليها عام هجري. كما يدفع من الزكاة مقدارًا معين، أمّا الصدقة فلا يُشترط فيها وقتًا معيّن، بل يستطيع المسلم بذلها في أي وقتٍ يريده، وبدون تحديد مقدار معين.
اقرأ أيضًا:
المفتي: الزكاة فرضت على الغني والفقير لجبر الخواطر
أمين الفتوى: 35 جنيهًا الحد الأدنى لزكاة الفطر.. لو عاوز تدفع 1000 وأكثر لك أجر وثواب
وأوضح، تحديد الشرع مصارف معيّنة لزكاة المال، بحيث لا يجوز أن تصرف لغيرهم، مثل: الفقراء والمساكين، والمؤلّفة قلوبهم، والعاملين عليها، والغارمين، وفي الرقاب، وابن السبيل، وفي سبيل الله، بينما لا يوجد مصرف مُعيّن للصدقة، حيث يجوز أن تدفع لمصارف الزكاة وغيرهم.
وأشار إلى جواز دفع الصدقة إلى الأصول والفروع، بينما لا يجوز دفع الزكاة إلى الأصول، وهم: الوالدين، الأجداد. كما لا يجوز دفعها إلى الفروع، وهم: الأولاد، وأولادهم.
الشيخ عبدالعظيم الأزهري أمين لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف