حكاية إبراهيم عكاشة مع الـ 3 بنات على رصيف الزمالك

19-3-2025 | 14:35
حكاية إبراهيم عكاشة مع الـ  بنات على رصيف الزمالكحكاية الـ3 بنات مع الإعلامى إبراهيم عكاشة
محمد المراكبي
الشباب نقلاً عن

الأب والأم يدفعان ببناتهما الثلاث إلى الشارع للشحاتة لتوفير ثمن إدمانهما للمخدرات!

موضوعات مقترحة
الجدة مدير عام  بالمعاش وأم البنات حاصلة على بكالوريوس... والابنة الكبرى مصابة بالسكر
د.محمد العقبي: فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي أنقذ البنات من الشارع .. ونبحث عن الأب والأم لعلاجهما من الإدمان

بينما كان يُسير الإعلامي إبراهيم عكاشة ، مسئول عن وحدة الرصد والمتابعة فى نقابة الإعلاميين،  وصديقه في شوارع الزمالك بعد يوم طويل،  وجد فتاة عمرها 13 عاماً تقريباً تجلس على رصيف ساقية الصاوي تتوسل إلى سيدة " تشحت" وتتطلب منها إن تفرش بطانية بجوارها لتجلس عليها هي واخواتها البنات (9 سنوات) و(5 سنوات).
حكاية الـ3 بنات مع الاعلامى ابراهيم عكاشة
 


" الشحاتة" رفضت بقسوة كل توسلات الفتاة للجلوس بجوارها، الموقف الصعب دفع إبراهيم عكاشة وصديقه للعودة إلى الفتاة الصغيرة ليسألها ما الموضوع؟... لتخبره الفتاة بكل براءة الأطفال وثبات الكبار: " ماما ذهبت لإحضار شيء وسوف ننتظرها هنا حتى عودتها".
عكاشة أعاد سؤال الطفلة عن والدها، فكانت الصدمة الثانية أن الوالد مسجون بسبب الأقساط.
قسوة المشهد أجبرت إبراهيم عكاشة وصديقه على البقاء بجانب الفتاة الصغيرة وأخواتها لفهم الحكاية بشيء من التفصيل، ليكتشف أن الأم والأب يجبرون بناتهم الصغار على الشحاتة.
الأمر يبدو حتى الآن عادياً وقصة تتكرر كل ساعة بجميع شوارع وأحياء مصر، لكن الذي لم يكن طبيعياً أن هيئة البنات تقول أنهم من أسرة كريمة ومتعلمين.

حكاية الـ3 بنات مع الاعلامى ابراهيم عكاشة
 


بدأ عكاشة يسأل الفتاة عن أي أرقام تليفونات لأي شخص من عائلتها، حتى توصل إلى تليفون الجدة من الأم، لتكون المفاجأة الكبرى، أن الجدة مدير عام  بالمعاش، وكانت تعمل في جهة حكومية كبرى، وأن أم البنات حاصلة على بكالوريوس، وكانت تعمل في نفس الجهة الحكومية التي تعمل بها الجدة، وبعد زواجها من والد البنات تعلمت إدمان المخدرات على يديه، واهملت في عملها حتى تم فصلها وذهبت لتقيم مع والدتها.
وسط إدمان المخدرات والظروف المالية والاقتصادية، وعدم قدرة الأب والأم على توفير ثمن جرعات المخدرات التي يتعاطونها يومياً، فكان الحل هو التوجه إلى الشارع بالبنات الثلاثة ليكون مأوي لهم ومصدر رزق عن طريق تعليم الفتيات الصغيرات أعمال وصور الشحاتة المختلفة. 

حكاية الـ3 بنات مع الاعلامى ابراهيم عكاشة


مسئولية توفير ثمن جرعات المخدرات للأب والأم تحملتها الفتاة الكبرى (13 سنة)، بعد إجبارها على عدم الذهاب للمدرسة، والنزول للشارع للحصول على أكبر قدر من المال لشراء كل ما يحتاجه الأب والأم من المخدرات.
المخدرات كان أقوى من غريزة الأمومة ونخوة وغيرة الأب على بناته، وأقوى أيضاً من محاولات الجدة المُسنة المريضة العديدة ، غير القادرة على الحركة ، لكي تربي البنات وتأويهم بدلاً من الشوارع، فالأم في كل مرة كانت تأخذ البنات وتهرب بهن من بيت الجدة لتعود إلى الشوارع مرة أخرى.
مرض الطفلة الكبيرة بالسكر وحصولها على الانسولين مرتين في اليوم، وحالة الإعياء التي كانت عليها، واحتياجها لرعاية طبية لم يرقق قلب الأم والأب نحوها، بل كان على العكس دافعاً لاستغلال حالة الإعياء في ابتزاز المارة عاطفياً للحصول على المال.

حكاية الـ3 بنات مع الاعلامى ابراهيم عكاشة


فصول القصة لم تنته بعد، فالوجه الآخر رواه الدكتور محمد العقبي، مساعد وزير التضامن للاتصال الاستراتيجي لـ«مجلة الشباب» قائلاً: تلقيت اتصالاً هاتفياً من الإعلامي إبراهيم عكاشة ليخبرني بتفاصيل الحكاية المأسوية للفتيات الصغيرات الثلاثة" ، وبعد أقل من ساعة كان هناك توجيه لفريق التدخل السريع التابع لوزارة التضامن الاجتماعي لإنقاذ البنات فوراً وانتشالهم من الشارع، وتأمينهم أولاً، ثم البحث عن والدهم ووالدتهم لعلاجهم من الادمان.

د.محمد العقبى
 


وأشار مساعد وزيرة التضامن إلى أن فريق التدخل السريع كان يعلم بقصة تلك الفتيات، ويبحث عنهن بجميع شوارع القاهرة يومياً منذ فترة، وذهب للجدة لكنها كانت لا تعلم بمكان تواجدهن.
وأكد العقبي أن فريق «التدخل السريع» تمكن من تحديد مكان الفتيات الصغيرات، واستلموهم وتم إيداعهم بإحدى دور الرعاية، وتم تقديم جميع الخدمات العلاجية والتأهيلية والنفسية لهن، خاصة الفتاة الكبيرة.
ووجه الدكتور محمد العقبي الشكر لإبراهيم عكاشة على موقفه الإيجابي تجاه الفتيات الصغيرات، داعياً كل مصري للإبلاغ عن أي حالة شبيهة أو تبحث عن مأوى، مؤكداً أن الدولة متمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي " حضن وسند " لكل من ضاقت بهم الحياة.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: