الأم المثالية بالبحيرة.. تحدت الأمية وتجاوزت الإعاقة وحلمها العُمرة | صور

18-3-2025 | 14:17
الأم المثالية بالبحيرة تحدت الأمية وتجاوزت الإعاقة وحلمها العُمرة | صورمنى الشحات إبراهيم السيد، التى فازت بلقب الأم المثالية لمحافظة البحيرة
البحيرة - ياسر شميس

لم تعرف منى الشحات إبراهيم السيد، التى فازت بلقب الأم المثالية لمحافظة البحيرة، الراحة أو الاستسلام أمام التحديات التي ألقتها الحياة في طريقها منذ ولادتها فى يوليو من عام 1973.

موضوعات مقترحة

ويبدو أنها استلهمت إرادة النصر من العام الذى ولدت فيه، وهو عام انتصار مصر وتحرير الأرض، حيث أصيبت بشلل الأطفال في قدمها اليسرى منذ نعومة أظافرها، ما جعلها تعتمد على جهاز مساعد للحركة، ولذلك قرر والدها إخراجها من المدرسة وهي لا تزال في المرحلة الابتدائية.


منى الشحات إبراهيم السيد، التى فازت بلقب الأم المثالية لمحافظة البحيرة

تزوجت منى من حسين أحمد جبريل، الموظف بالمعهد الديني، وأنجبت منه ولدين، عاصم وناصر، لكن الحياة لم تمهلها طويلاً لتنعم بالاستقرار، فبعد ثماني سنوات من الزواج، اختطف المرض زوجها، حيث توفي عام 2008 بسبب فيروس الكبد الوبائي، تاركًا لها مسؤولية طفلين في عمر الزهور.

لم تترك منى الإعاقة أو الحزن يوقفانها، وبدأت رحلة كفاح متسلحة الصبر والإيمان لتربية ولديها،  كان عاصم فى المرحلة الابتدائية، وناصر لم يلتحق بالدراسة، وعملت فى حضانة خاصة خلال الفترة من 2008 إلى 2012، وبجانب ذلك التحقت ببرنامج محو الأمية لتتحدى الجهل، وحصلت على الشهادة. 

في عام 2012، تم تعيينها موظفة خدمات معاونة في المركز الطبي بأبوحمص، ولم يكن ذلك كافيًا لسد احتياجات أولادها وإيجار الشقة التى يقيمون فيها بمدينة أبو حمص، فقررت العمل في وظيفة إضافية لتغطية نفقات الحياة، فكانت تخرج من المنزل يوميًا في الثامنة صباحًا، ولا تعود إلا في التاسعة مساءً بعد يوم طويل من العمل.

رغم مشاغلها ومسؤولياتها، لم تتخلَّ منى عن حلمها في التعلم، فالتحقت بالمدرسة الإعدادية، وحصلت على الشهادة الإعدادية عام 2019 بتفوق، ثم أكملت دراستها في المدرسة الثانوية الفنية، لتحصل على الدبلوم الفني عام 2022 بتقدير جيد جدًا.

كان هدفها من هذا الإنجاز هو الترقية من وظيفة خدمات معاونة إلى منصب إداري بوزارة الصحة، وهو ما تحقق بفضل إصرارها وعزيمتها التي لا تلين.

منى لم تكن مجرد أم عادية، بل كانت مدرسة في الصبر والكفاح، وهو ما انعكس على أبنائها، ولم يضع الله تعبها هدرًا، تفوق ابنها الأكبر، عاصم، في دراسته، والتحق بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، والآن هو فى سنة الامتياز، أما ناصر الابن الأصغر فالتحق بكلية هندسة الحاسب الآلى بجامعة الإسكندرية الأهلية، وهو الآن طالب فى الفرقة الثالثة.

رغم كفاحها الطويل تقول منى: كل تعبى يهون عندما أرى أولادى أمامى وأتمنى أن أراهما أسعد الناس، وكل أملى حاليًا زيارة بيت ربنا عمرة أو حج وهذه هى افضل مكافأة أتمناها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة