كيف يعيش المصريون "رمضان الياباني"؟

18-3-2025 | 13:52
كيف يعيش المصريون  رمضان الياباني ؟الجالية المصرية فى اليابان
أمل رشوان
الشباب نقلاً عن

الجالية المصرية تنظم إفطارا جماعيا... والتجمعات إما في البيوت أو المراكز الإسلامية

موضوعات مقترحة
يعيشون جو رمضان من خلال صلاة التراويح في المساجد أو مشاهدة الفضائيات المصرية
عدد ساعات الصوم مثل مصر لكن المشكلة في مواعيد العمل والجامعات
كل منتجات "الحلال" تجعلهم يقيمون موائد إفطار تشبه المصرية في شكلها.. لكن الطعم "حاجة تانية"
د.سيد شرارة: شهر رمضان في مصر وصف لخلطة فريدة صعب أن نجدها هنا

بين شوارع طوكيو وأوساكا ومدن اليابان المختلفة يعيش المصريون تجربة رمضانية فريدة تختلف تماما عن أجواء الشهر الكريم فى شوارع القاهرة، بعيدا عن زينة الشوارع والفوانيس ومدفع الإفطار والعزومات العائلية... هناك يجد المصريون أنفسهم أمام تحديات عديدة من ساعات االصيام الطويلة إلي ندرة بعض المكونات الغذائية التي تعكس الطابع المصري للإفطار.
لكن بعيدا عن الزحام الرمضاني وصوت المسحراتي ورائحة الكنافة والقطايف، يحاول المصريون في اليابان أن يصنعوا أجواءهم الخاصة، يجتمعون في المساجد والمراكز الإسلامية ويتشاركون الإفطار في منازلهم ويبحثون عن أى لمسة مصرية  تعيد إليهم دفء  الشهر الكريم، وعلى صفحة الجالية المصرية فى اليابان على "الفيسبوك" يوجد اعلان بسيط جاء نصة كالتالى: "دعوة الأخوة المصريين والعرب المقيمين في اليابان للمشاركة في افطار شهر رمضان السنوي الذي تنظمه الجمعية في يوم الخميس الموافق العشرين من شهر مارس 2025 (عطلة رسمية) في وسط طوكيو، وسنوافيكم بمزيد من التفاصيل لاحقا إن شاء الله".


الحنين للزينة والياميش والكنافة
 هل يختلف شهر رمضان في اليابان عن رمضان في مصر؟ وكيف يكون شكل اليوم فى رمضان باليابان؟ يجيب الدكتور سيد شرارة  الاكاديمي المقيم فى اليابان: رمضان في مصر هو وصف لخلطة فريدة روحيا وثقافيا واجتماعيا وأيضا فنيا تجعل مقارنتها بأي مكان آخر في العالم صعبة جدا، فى اليابان يمكن أن تجد بعض المساجد العامرة بالمصلين وخاصة صلاة العشاء والتراويح، وكذا دروس العلم ومسابقات حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وساعات الصيام في اليابان تختلف حسب فصول السنة، هي في المتوسط تشبه مصر كثيرا وليست ساعات طويلة جدا أو قليلة جدا مثل بعض مناطق أخري من العالم مما يجعلها مألوفة لدي المصريين.

صور الجالية المصرية فى اليابان

صور الجالية المصرية فى اليابان


أما عن افتقاد الأكل المصري الذي تتميز به السفرة المصرية في رمضان، يقول: الطعام التقليدي لأي بلد تعرف مذاقه الأصلي في بلده، أما أن تصنعه في بلد آخر فهذا مذاق آخر! طبق الفول من عربية على ناصية حارة مصرية لم ولن يستطع أمهر الطهاة ان يصنعوا مثله، والاكلات المصرية الرمضانية في مجملها يمكن اعدادها في اليابان من مكونات محلية او مستوردة، بالاضافة الي المطاعم المصرية والعربية وكذلك خدمات الطبخ المنزلي من طهاة مصريين مهرة.

صور الجالية المصرية فى اليابان

صور الجالية المصرية فى اليابان


اليابان قبل 50 عاما
وعن تجمعات المصريين فى رمضان، يقول د.سيد شرارة: إنها أهم شيء، حيث يحرص الجميع على إقامة هذه التجمعات سواء على مستوى الأسر في البيوت او القاعات الخاصة او الملحقة بالمساجد والمراكز الإسلامية، وأحيانا إذا وافق شهر رمضان في الصيف تقام الفاعليات في قاعات الحدائق العامة، ويضيف: بما انى رب أسرة مصرية في اليابان أحب أن أستعيد مع أطفالي الأجواء الرمضانية في مصر من خلال الأغاني الكلاسيكية الرمضانية "رمضان جانا" والمسحراتي وكرتون الأطفال "بوجي وطمطم" ومتابعة أجواء رمضان في  منطقة الأزهر والحسين وشارع المعز، علي الأقل من خلال منصات التواصل الاجتماعي .

بينما القرب والبعد من المساجد مفهوم نسبي يختلف عن مصر والدول العربية، في اليابان وجود مسجد واحد في مدينة عندها تقول إنك قريب من مسجد، وبالطبع هناك من يسكن بجوار المساجد مباشرة، واليابان قبل نحو 50 عاما كان بها فقط ٣ مساجد، أما الان فيتجاوز عدد المساجد ١٥٠ مسجدا من أقصى الشمال في هوكايدو وحتى الجنوب في أوكيناوا، واليابانيون عموما في المدارس والجامعات والشركات يظهرون تفهما بعد أن تشرح لهم ما يحتاج اليه المسلم كصائم، وعدم المشاركة في تناول وجبة الغداء مع المجموعة، وتكمن التحديات فى مواعيد العمل التي ربما تصل في الشتاء الي ما بعد موعد الافطار، وعدم وجود فرصة كبيرة لتناول الإفطار مع العائلة يوميا، ولنفس السبب تؤجل تجمعات الإفطار الي عطلة نهاية الأسبوع.

صور الجالية المصرية فى اليابان

صور الجالية المصرية فى اليابان


طقوس رمضانية
وتقول الدكتورة يارا عاطف، استاذ مساعد فى كلية صيدلية جامعة كيوشو: أكتر شيء افتقده من الأجواء المصرية  هو كل شيء مرتبط  برمضان،  لهذا  أحاول كل عام ان اقوم بتجهيز البيت بكل شىء كنت افعله فى مصر مثل تعليق الزينة ووضع مفارش كنت احضرتها من مصر لكي نصنع اجواء منزلية، واقوم بتشغيل أغاني رمضان وأطلع الفوانيس، ونجهز طبق تمر ومكسرّات على الترابيزة، خاصة أننا موجودون في محافظة فى اليابان الجالية العربية فيها عددهم محدود، وهذه خامس سنة اقضيها في اليابان، فالحمد لله حضرت رمضان في الربيع وليس في الصيف، وهذا هوّن الموضوع قليلا،  لأن صيف اليابان صعب جدا سواء الرطوبة أو الحر وعدد ساعات النهار طويلة، والسفرة الرمضانية أصبحت أسهل لأن السوق اليابانى يضيف منتجات أكثر من منتجاتنا العربية، وايضا مواقع الشراء الاونلاين عليها كل الخامات، وكل صفحات الطبخ تساعد حتى أننى هنا استطعت عمل كل شيء مثل عجينة القطايف والكنافة وبسبوسة والجلاش وبلح الشام والسمبوسة، وهناك يوم إفطار جماعي للجالية المصرية، وأوقات نحضر تجمعات لجاليات إسلامية أخرى مثل الجالية الإندونيسية، وعادة التجمع يكون في مطعم من مطاعم الأكل الحلال أو في المسجد على حسب كل محافظة وعدد المصريين الموجودين فيها.
وطبعا نبحث عن قنوات فضائية تعرض لقطات حية من الشارع المصري والزينة والموائد حتى يري ابنائي جمال شوارع مصر فى رمضان. وايضا ابحث عن مسلسل يكون مناسبا للأولاد لكي نشاهده، خاصة أن اعلانات رمضان دائما تكون مميزة وفيها بهجة.

صور الجالية المصرية فى اليابان

صور الجالية المصرية فى اليابان


كلمة السر.. المركز الاسلامي
ويؤكد أحمد الخولى مسئول الجالية المصرية فى اليابان، افتقاد الاجواء الرمضانية، لكن صلوات التراويح والافطارات الجماعية أصبحت متوافرة بشكل كبير وخاصة في المدن الكبرى، خاصة مع زيادة عدد المسلمين ومساجدهم وتجمعاتهم في اليابان، ويضيف: في اليابان لا يتم تخفيض ساعات العمل كما في الدول العربية، لكن يحاول بعض المسلمين التأقلم والتوفيق بين مواعيد العمل ومواعيد الصلاة والافطار والسحور والتراويح وغير ذلك من أنشطة رمضانية، ووقت الصيام الان قصير نسبيا لكن في اليابان لا توجد مشكلة  فى طول ساعات الصيام بشكل كبير، ونستطيع تحضير معظم الأكلات، وهناك محلات كثيرة للأكل الحلال اصبحت متوافرة بشكل كبير، والتجمعات الرمضانية تنظمها المراكز الإسلامية والمساجد الموجودة فى كل محافظة يابانية، وكذلك تنظم  "الجالية المصرية في اليابان" تجمعات رمضانية مما يشعرنا بأجواء الشهر الكريم، وفي احيان كثيرة يكون الزملاء في العمل مقدرون لصيام رمضان ومشجعين لنا، بل يصوم بعضهم معنا يوما على سبيل التجربة، كما ندعوهم لمشاركتنا في حفلات الإفطار.

صور الجالية المصرية فى اليابان
 
صور الجالية المصرية فى اليابان

  
أكلات من ثقافات مختلفة
تقول فدوى الخليجي زوجه وام لطفل لم يتجاوز عامين: أيام رمضان في اليابان عادية وبسيطة دون فرق كبير، فقط لا تتضمن وجبة الغداء، ولكن أكثر ما يميز رمضان هنا في اليابان هو التجمعات، وأقصد بها تجمعات المصريين في رمضان أو تجمعات الجاليات الإسلامية، وتتميز هذه التجمعات بتقديم أكلات من ثقافات مختلفة، عربية أو باكستانية أو بنغالية، ومواعيد هذه التجمعات تكون ثابتة خلال الشهر الكريم، حيث يتولى المركز الإسلامي تنسيقها مع السفارات العربية، وهذه التجمعات تمنحنا أجواء رائعة ودافئة، لكننا نفتقد رمضان في مصر بكل روحه وتفاصيله الجميلة.

صور الجالية المصرية فى اليابان


الأجواء الرمضانية
وتقول شيماء حسني، مدرسة لغة إنجليزية وأم وزوجة: يختلف شهر رمضان في اليابان عن رمضان في مصر بكل تفاصيله، هنا هو شهرعادي جدا لا شىء مختلف إلا الصيام فقط ، اما شكل اليوم فهو مثل باقي الشهور سواء في الدراسة او العمل، والأجواء الرمضانية في اليابان  تتمثل  فقط في إفطار الجاليات المسلمة في المسجد ففي الحقيقة نفتقد كل الاجواء الرمضانية المصرية، وأقوم بتجهيز الاكلات بسهولة وأغلب المكونات موجودة في السوبر ماركت حتي اللحوم والفراخ موجودة في محلات الحلال.

صور الجالية المصرية فى اليابان


طعم الغربة
ويقول محمود أحمد طالب ماجستير في جامعة توهوكو: هذا ثالث رمضان لي فى اليابان، نحن نحاول خلق أجواء رمضانية بقدر الإمكان سواء في البيوت أو من خلال التجمعات في المساجد والمراكز الإسلامية، لكن بالطبع الأجواء ليست مثل مصر، وانا اشخصيا اشعر بحنين الى الزينة وصوت الأذان الذي يملأ الشوارع وأكثر ما نفتقده فعلا هو الأجواء العائلية وصوت المسحراتي.

صور الجالية المصرية فى اليابان

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: