إش إش.. دراما غريبة في توقيت أغرب

18-3-2025 | 13:00

منذ اللحظة الأولى في المسلسل المعنون بـ"إش إش"، تجد نفسك منساقًا نحو تركيبة تبدو أنك شاهدتها من قبل، في فيلم "خلي بالك من زوزو"، أحد الأفلام التي استمر عرضها في السينما لفترات طويلة جدًا.

ولِمَ لا؟ وهو يحوي تركيبة فنية كاملة البهارات الجاذبة للمشاهد: راقصة ورقص مبهر، ونجمة لامعة، وعرض لواقع أسري مهلهل، يبرر بكل الطرق لماذا ترقص الراقصة وظروفها التي أدت لذلك.

في المسلسل المقصود، ليس هناك فارق كبير، اللهم إلا في بعض التفاصيل التي لا تختلف في إطارها كثيرًا.

فتاة تجيد الرقص، تعيش مع أسرة فقيرة، أمها راقصة، وخالتها راقصة، كانتا تجيدان الرقص سابقًا، وكل الأسرة دون استثناء تعيش على أجر الراقصة، حتى أن هناك من يستقطع من أجرها، مثل متعهد الراقصات "شخاليل" الذي قام بدوره علاء مرسي، وبالمناسبة برع فيه، عكس آخرين لم يكونوا عند حسن الظن، مثل نجمة العمل، لم تقنعني بدورها، وكأنها تؤدي عملًا بصرف النظر عن جودته.

معروف عن مخرج العمل حرفيته، وهو نجح في عدد من الأعمال في الحصول على شعبية كبيرة، فهو محترف في عمل توليفة متميزة تجذب المتفرج وتحقق المشاهدات الكبيرة، والأمثلة كثيرة، أقربها مسلسل "جعفر العمدة".

لكن في "إش إش"، لا تشعر بنفس المتعة، فتوليفة عمل درامي عن راقصة قصة تم تقديمها عشرات المرات في أعمال كثيرة، وحينما تتم المقارنات، كانت تأتي في صالح نجوم سابقين، كانوا يجيدون الرقص، ويتمتعون بطلة طاغية.

لنأتِ لـ"إش إش"، ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه عمل درامي عن حياة راقصة؟

كما ذكرت، من المشهد الأول إلحاح في الضغط على شروق الشهيرة بـ"إش إش"، لتقوم لترتدي ملابسها فهناك فرح في طنطا لا بد من الرقص فيه، وكانت "إش إش" في غرفتها تذاكر لتحصل على علم يجعلها تعمل في عمل جيد!!

ونحن نشاهد خارج الغرفة صراعات الأسرة ومنها زوج خالتها، الذي يدمن الحشيش، في مشهد جاء غير مرضٍ بينه وبين "إش إش" التي رمت قطعة حشيش اشتراها زوج خالتها من مال أجرها لترمي بها في مياه الصرف الصحي، باعتبار أن تلك الحركة وما تلاها من ردود فعل مصطنعة قد تجعله يتوقف عن الإدمان، وهذا نموذج ينبئ عن عدم إتقان الصنعة، وبت لا أعرف ما الهدف من هذا المسلسل؟

هل تقديم نموذج الراقصة كسيدة تكافح في الحياة وما لها من دوافع وضعتها في تلك الظروف، وما تفعله حتى تنفق على أسرتها التي تعيش عالة عليها؟

أم المطلوب إبراز أن الراقصة إذا أتقنت مهنتها فإنها ستجني الكثير والكثير من المال لتحقق به ما تحلم به، وهو ما يعجز عن تحقيقه الملايين من المتعلمات المكافحات.

حتى أمها الفقيرة، سُلِّط الضوء على أن سبب فقرها هو سرقة مالها من زوجها السابق، الذي غدر بها وتسبب في حبسها.

هل بتنا نشجع على الرقص، ونجعل قدوة المصريات راقصات؟

ملحوظة أخيرة استوقفتني كثيرًا؛ منتج العمل؛ هو مقدم برنامج مقالب سيئ يستضيف فيه نجومًا مصريين؛ منذ أن بدأ عرضه الغالبية العظمى نجوم مصريون؛ ويتعامل معهم بنمط مستفز جدًا؛ منها أن يقول له: "ما أنت قابض.. صح؟".

طريقة رخيصة وغير مقبولة على الإطلاق، فهل المقصود التعامل مع المصريين بصورة غير محترمة وفجة وإظهارهم بشكل سيئ؟

أما عن الأداء فليس هناك جديد، لم تقنعني نجمة العمل، خاصة بعد أن سرَّب المخرج أن الراقصة التي تؤدي مشاهد الرقص هي ممثلة أخرى، وهذا تصريح أفقد المشاهد جزءًا من اهتمامه، ولها أعمال أخرى أفضل من هذا العمل كثيرًا، وقد توقعت لها نجاحًا طيبًا منذ ظهورها في "الأسطورة" 2016.

أما الإضاءة وبقية عناصر الصورة الجاذبة فلم تعوض سوء التوليفة، وعدم وجود مبرر لعرض القصة في الوقت الحالي.

لذلك أراها دراما غريبة في وقت أغرب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة