انتخابات الأولمبية الدولية.. 9 رؤساء منذ 1894

18-3-2025 | 11:47
انتخابات الأولمبية الدولية  رؤساء منذ اللجنة الأولمبية الدولية
أ ف ب

من الغربيين حصرا، لا نساء، وبينهم ثلاثة رياضيين أولمبيين: إنهم الرؤساء التسعة للجنة الأولمبية الدولية منذ 1894.

موضوعات مقترحة

- ديمتريوس فيكيلاس، المتعصب لليونان (1894-1896) -
في مؤتمر باريس عام 1894، قدم بيار دي كوبرتان خطته لإحياء الألعاب الأولمبية وسط هتافات الحاضرين. لكن تقرر أن يكون رئيس الحركة مواطنا من الدولة المضيفة الأولى، مهد الألعاب الأولمبية، اليونان. مثل الفرنسي، ديميتريوس فيكيلاس هو معلم وطني، مقتنع بفوائد الرياضة للشباب. لكنه اختلف مع كوبرتان: كان يريد أن تبقى الألعاب الأولمبية في أثينا بينما أراد والد الألعاب الحديثة الذي خلفه، أن تنظم في مدن مختلفة كل أربعة أعوام.

- كوبرتان، الأب المؤسس (1896-1925) -
حلم بيار دي كوبرتان، الأرستقراطي الباريسي الذي تأثر بالحرب الفرنسية البروسية عام 1870، بـ"احتفال كل أربعة أعوام بالشباب العالمي"، هادفا بشكل رئيس إلى تحقيق السلام وتعليم الشباب لكن مع حصر المشاركة بالذكور. عارض كوبرتان بشدة الرياضة النسائية، ورفض مشاركة المرأة في رياضات مثل ألعاب القوى. إن كراهيته للنساء تفسر السبب الذي جعل منظمي دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس صيف 2024 يتركونه في الظل من دون ذكره.

إلى جانب الألعاب الأولمبية نفسها، يظل كوبرتان مصمم الحلقات الأولمبية، ويفرض الشعار الأولمبي "سيتيوس، ألتيوس، فورتيوس"، أي أسرع، أعلى، أقوى. هو أب المبدأ المقدس المتمثل بإقصاء السياسة من الألعاب الأولمبية بحيث يتم "قبول جميع الشعوب" "من دون مناقشة". وخرج من التقاعد ليعارض مقاطعة الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين، في ألمانيا النازية. وبعد المعارضة التي واجهها استقال بعد عام من نسخة 1924 التي أقيمت "عنده" في باريس.

- باييه-لاتور، ظل برلين (1925-1942) -
ولد هنري باييه- لاتور في بروكسل (1-3-1876)، ودخل اللجنة الاولمبية الدولية عام 1903 وهو في السابعة والعشرين من عمره. ديبلوماسي ورياضي بامتياز، إذ زاول ألعاب القوى والفروسية، وكلفه الملك ليوبولد الثاني بتنظيم الحركة الرياضية البلجيكية وإدارتها، وأسهم في منح مدينة أنفير شرف استضافة الدورة الأولمبية السادسة عام 1920 والتي عرفت نجاحا كبيرا وصادفت والخروج من ذيول الحرب العالمية الأولى.

واستحق باييه-لاتور بفضل الجهود الجبارة التي بذلها أن يكون خير خلف لدي كوبرتان، وهو حافظ بقوة على الشرعة والمثل الأولمبية وأفكارها ومبادئها واستقلاليتها وأبعدها عن التجارة، وعمل ليكون اللقاء المتجدد مرة كل أربعة أعوام في منأى عن صراعات الأمم.

لكنه كان أيضا معارضا لمشاركة النساء، معتبرا أنه يتوجب عليهن المشاركة فقط في الرياضات "الأنثوية البحتة". كان في منصب المسئول عن الألعاب التي تم تنظيمها في ألمانيا عام 1936، في غارميش بارتنكيرشن وبرلين. حصل البلجيكي على تراجع النازيين الذين أرادوا حظر مشاركة الرياضيين اليهود، على أن يحصلوا في المقابل على تعهد بعدم مقاطعة الألعاب، لاسيما من الأميركيين. تعرض لانتقادات بسبب ظهوره إلى جانب زعماء النازية الذين استخدموا الألعاب كأداة للدعاية.

- ادستروم، الرئيس السويدي الموقت (1946-1952) -
خلف السويدي سيجفريد ادستروم البلجيكي باييه-لاتور في رئاسة اللجنة الدولية بعد وفاة الأخير عام 1942، قبل أن يصبح رئيسها رسميا في عام 1946 في حقبة الخراب الذي تسببت به الحرب العالمية الثانية. أشرف على إبعاد ألمانيا واليابان عن ألعاب 1948، لكنه أعادهما للمشاركة عام 1952 في هلسنكي، حيث أقنع الاتحاد السوفياتي بالمشاركة.

- برونداج، الزمن الأميركي (1952-1972) -
كان أيفيري برونداج، وهو الشخص الوحيد غير الأوروبي الذي تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، أول رئيس شارك في الألعاب كرياضي وذلك عام 1912. كان معارضا للاحترافية واقترح رجل الأعمال الأميركي إلغاء مسابقات التزلج الألبي في الألعاب الشتوية بسبب انزعاجه من العلامات التجارية التي كانت ظاهرة بوضوح. كان عليه أن يتعامل مع أعظم مأساة في تاريخ الألعاب الأولمبية ولا يزال الجميع يتذكر موقفه الحازم ابان حادثة الفدائيين الفلسطينيين ضد البعثة الإسرائيلية في دورة ميونيخ عام 1972، وإصراره على استئناف المسابقات وإكمال البرنامج "لان الألعاب يجب أن تستمر".

ويشير كثيرون بعد ذلك إلى أنه قاد حملة واسعة النطاق في الولايات المتحدة ضد مقاطعة الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936.

- لورد كيلانن، رفع القيود عن المحترفين (1972-1980) -
قام مايكل موريس، اللورد كيلانين، برفع القيود المفروضة على تمويل الرياضيين من قبل الشركات الخاصة، بحجة أن الرياضيين من الكتلة الشيوعية استفادوا من دعم دولهم. واجه الإيرلندي مقاطعة الدول الإفريقية عام 1976 احتجاجا على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ثم مقاطعة الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة لأولمبياد موسكو عام 1980. وقد تميزت فترة ولايته بالكارثة المالية التي شهدتها دورة الألعاب الأولمبية في مونتريال.

- سامارانش، صاحب الرؤية المثير للجدل (1980-2001) -
باستثناء كوبرتان، لم يكن أي رئيس يتمتع بالعمر الطويل أو النفوذ الذي تمتع به الإسباني خوان أنتونيو سامارانش. كان وزيرا للرياضة في عهد الدكتاتورية الإسبانية، متعاطفا مع فرانكو منذ شبابه، وشق طريقه صعودا وبمنهجية في الهيئات الرياضية الدولية إلى جانب حياته السياسية.

في نهاية الحرب الباردة، أحدث ثورة في مفهوم الألعاب الأولمبية. لقد نجح الإسباني بشكل مذهل في استعادة أموال اللجنة الأولمبية الدولية، وحولها إلى عمل مزدهر. كما حول الألعاب الأولمبية إلى مشهد عالمي، وأدار ظهره نهائيا للهواة ليدخل عصر الأعمال الرياضية، والرعاية، والتسويق، وعقود التلفزيون الباذخة. في أول ألعاب أولمبية له كرئيس، في لوس أنجليس 1984، واجه حملة واسعة من الانتقادات الشرسة المعترضة على أسلوب حياة اللجنة الأولمبية الدولية وسط شكوك بالفساد، لاسيما في ما يخص ملف منح سولت لايك سيتي استضافة الألعاب الشتوية. ورغم إنشاء لجنة أخلاقية للتحقيق بالشبهات، بقيت الانتقادات والشكوك.

فتح سامارانش الحركة الأولمبية أمام النساء على نطاق واسع، وكان عليه التعامل مع ظهور المنشطات العلمية في الرياضة والتي تجسدت في قضية العداء الكندي بن جونسون في سيول عام 1988. في عهده، أنشئت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) عام 1999. كان سامارانش خلف استضافة برشلونة لألعاب 1992 والتي أقيمت كرمز للديمقراطية الإسبانية المنتصرة.

- روج، جدل لندن 2012 وبكين 2008 (2001-2013) -
حصد الرياضي الأولمبي (الشراع) جاك روج ثمار ألعاب سيدني التي كان قائدها، ليخلف سامارانش. لكن صورة هذا الجراح البلجيكي تلطخت بسبب اتهامات التساهل في التعامل مع المنشطات والشكوك حول الفساد المحيط بمنح لندن حق استضافة الألعاب الأولمبية 2012، كما واجه ومنظمته حملة كبيرة قادها المدافعون عن حقوق الإنسان بسبب استضافة بكين لألعاب 2008.

مارس روج رياضة الرجبي على المستوى الدولي، وفاز في 16 مباراة دولية لبلجيكا. ولاحقا تحول ليصبح بحارا عالميا حيث شارك في ثلاث دورات أولمبية في أعوام 1968 و1972 و1976.

بعد رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، شغل منصب المبعوث الخاص للشباب واللاجئين والرياضة لدى الأمم المتحدة قبل أن يفارق الحياة في أغسطس 2021 عن 79 عاما.

- باخ، إدارة الأزمات (2013-2025) -
يعد الألماني توماس باخ أول بطل أولمبي (ذهبية الشيش في عام 1976) يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية. واجه هذا المحامي فضيحة التنشط الروسي الممنهج ثم عواقب غزو موسكو لأوكرانيا، ما أدى إلى إبعاد لجنتها الأولمبية عن ألعاب باريس 2024. كما أدار روج فترة تفشي جائحة كوفيد وإرجاء أولمبياد طوكيو لمدة عام حتى صيف 2021 حيث أقيم خلف أبواب موصدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة