أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة الجارديان البريطانية أن الأمريكيين يساورهم القلق بشكل متزايد بشأن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصلاح الاقتصاد الأمريكي بفرض رسوم جمركية شاملة على السلع الأجنبية، وذلك على الرغم من جهود ترامب الرامية للتقليل من مخاطر استراتيجيته.
موضوعات مقترحة
وكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" الخميس الماضي: "لا تخافوا سنفوز بكل شيء"، مدعيا أن الرسوم الجمركية تضخ الأموال بالفعل في البلاد.
وبحسب الاستطلاع فإن المخاوف تتزايد، فعند طرح قائمة بقضايا تشمل التضخم والرعاية الصحية والهجرة، أعرب 72% من الأمريكيين عن قلقهم بشأن الرسوم الجمركية.
وأجرى مركز "هاريس بول" الاستطلاع في أوائل مارس الجاري.
وكان ترامب قد هدد بالمضي قدما الشهر المقبل، متعهدا بفرض رسوم جمركية "متبادلة" شاملة على جميع الواردات من جميع أنحاء العالم ورسوم جمركية شاملة على جميع المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك.
ووسط مخاوف واسعة النطاق، أمضى ترامب وحكومته الأسابيع القليلة الماضية في الترويج لفكرة أن هذه الاستراتيجية ستعيد الوظائف إلى الولايات المتحدة، وستؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأجور.
ولكن حتى الآن -وفقا للاستطلاع- يبدو أن معظم الأمريكيين متشككون في هذه الرؤية، إذ يعتقد 66% أن الاقتصاد الأمريكي سيستغرق سنوات للتعافي من رسوم ترامب الجمركية، وفقا للاستطلاع.
وأشار الاستطلاع إلى أن البلاد لاتزال منقسمة، كما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة ،وكان الجمهوريون أقل ميلا من الديمقراطيين والمستقلين للقلق بشأن الاقتصاد والتضخم، واحتمالية الركود، والرسوم الجمركية.
وأعرب 90% من الديمقراطيين و69% من المستقلين عن قلقهم بشأن الرسوم الجمركية، مقارنة بـ 57% من الجمهوريين.
وعلقت الصحيفة على هذه النتائج بالقول إن الكثير قد تغير منذ ذلك الحين، فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، سعى ترامب إلى فرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، وأضاف رسوما جمركية إضافية بنسبة 20% على الواردات الصينية، ورفع الرسوم الجمركية على جميع واردات الصلب والألمنيوم.
كما أعرب 89% من الديمقراطيين و75% من المستقلين عن قلقهم إزاء احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 65% من الجمهوريين.
وقال 85% من الديمقراطيين و62% من المستقلين إن تعافي الاقتصاد الأمريكي من الرسوم الجمركية سيستغرق سنوات، مقارنة بـ 52% من الجمهوريين.
ورأت الصحيفة أن هذا يمثل تحولًا مفاجئا عن نظرة الجمهوريين والديمقراطيين للاقتصاد العام الماضي أثناء رئاسة جو بايدن. ففي مايو الماضي، قال 70% من الجمهوريين إن الاقتصاد يزداد سوءا، مقارنة بـ 26% أشاروا إلى نفس الشيء الشهر الماضي، وبالمقارنة، قال 69% من الديمقراطيين الآن إن الاقتصاد يزداد سوءا، في مقابل 36% قالوا الشيء نفسه في مايو.
من جانبه قال جون جيرزيما، الرئيس التنفيذي لشركة هاريس بول "يعتقد معظم الأمريكيين أن هذا أيضا سيمر". "ولكن هناك مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد يكون لها تأثير دائم وغير معروف على الاقتصاد، بغض النظر عما إذا تم إلغاؤها قريبا أم لا."