أثار مسلسل إش إش بطولة مي عمر، وإخراج محمد سامي، جدلا واسعا منذ بدء عرضه في رمضان 2025، حيث واجه انتقادات لاذعة بسبب تقديمه صورة مشوهة للمرأة المصرية، فضلا عن اعتماده على حبكات مستهلكة تعيد إنتاج أفكار الانتقام والصراع الطبقي بطريقة تفتقر إلى التجديد.
موضوعات مقترحة
تعرض العمل لانتقادات حادة بسبب الطريقة التي قدم بها شخصية البطلة "شروق"، المعروفة بـ"إش إش"، والتي تجسد دور راقصة تتعرض للظلم وتسعى للانتقام.
هذه الصورة أثارت استياء العديد من المشاهدين والنقاد، إذ رأوا أنها لا تعكس الواقع الحقيقي للمرأة المصرية، بل تعيد إنتاج صورة سطحية تركز على المظهر الخارجي والإثارة دون تقديم نماذج حقيقية للنجاح والطموح.
كما اعتبر البعض أن المسلسل يعزز فكرة "تسليع المرأة" وحصرها في أدوار نمطية لا تمت للواقع بصلة، حيث بات تقديم الشخصيات النسائية مقتصرا على الشخصيات الضعيفة التي تتحول إلى الانتقام، أو تلك التي تستخدم أنوثتها للوصول إلى أهدافها.
واجه المسلسل اتهامات بتكرار نفس الثيمات التي اشتهرت بها أعمال محمد سامي السابقة؛ حيث لم يخرج عن إطار "الضحية التي تنتقم" والذي سبق أن تم تقديمه في أعمال مثل "لؤلؤ والبرنس ونعمة الأفوكاتو". هذه التيمة المستهلكة جعلت بعض المشاهدين يشعرون بأنهم يشاهدون إعادة تدوير لقصص قديمة بنفس الأسلوب البصري والموسيقي الذي يميز أعمال المخرج.
مسلسل إش إش
كما اعتبر نقاد أن العمل يحاول خلق صراع طبقي مصطنع بين شخصيات المسلسل، وهو أمر غير واقعي، حيث يتم تصوير طبقات معينة من المجتمع بطريقة مبالغ فيها تتنافى مع الحقيقة، مما يكرس أفكارا سلبية عن العلاقات الاجتماعية في مصر.
لم يقتصر الجدل على القصة فقط، بل امتد إلى أداء مي عمر، الذي وصفه بعض المتابعين بأنه غير مقنع، حيث اعتمدت على نفس الانفعالات ونفس أسلوب الأداء الذي ظهرت به في أعمالها السابقة، مما جعل الشخصية تبدو بلا روح أو عمق درامي.
كما أن الحوار المستخدم في المسلسل تعرض لانتقادات بسبب احتوائه على ألفاظ ومصطلحات وصفها الجمهور بأنها غير لائقة، خاصة في ظل عرضه خلال شهر رمضان، حيث تفضل العائلات متابعة أعمال تتناسب مع الأجواء الروحانية للشهر الكريم.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الجمهور مع العمل بشكل كبير، لكن معظم التعليقات جاءت سلبية، حيث استنكر كثيرون طريقة تقديم الشخصيات النسائية، فضلا عن استخدام لغة حوار مبتذلة تخلو من أي قيمة فنية أو اجتماعية.
مسلسل إش إش
وجاءت بعض التعليقات كالتالي:
"إزاي مسلسل زي ده يتعرض في رمضان؟"
"مفيش أي ضرورة لكل الألفاظ اللي في المسلسل، كان ممكن تقديم نفس القصة بشكل أرقى".
"كل المسلسلات بقت نسخ مكررة عن بعض، حد عنده فكرة جديدة يقدمها؟"
مسلسل إش إش
ما يطرحه الجدل حول "إش إش" يتجاوز مجرد مسلسل واحد، ليعكس أزمة أعمق في الدراما المصرية، التي باتت تعتمد على التكرار والإثارة السطحية دون تقديم محتوى هادف يحترم عقلية المشاهد. إن تقديم المرأة المصرية بهذه الصورة المشوهة يتنافى مع الواقع، حيث أثبتت النساء المصريات وجودهن في مختلف المجالات بنجاح وتميز، بعيدًا عن الصورة النمطية التي تصر بعض الأعمال الدرامية على الترويج لها.