ولكم في الصيام حياة!

17-3-2025 | 15:15

إن الصيام ليس مجرد شعيرة دينية، بل هو أسلوب حياة له فوائد صحية ونفسية عديدة؛ من تحسين صحة القلب والدماغ إلى تعزيز المناعة وتقليل التوتر.

يؤكد الصيام فعاليته في تحسين جودة الحياة، ومع تزايد الأبحاث في هذا المجال، من الطبيعي أن يكون إستراتيجية قوية لتعزيز الصحة العامة والرفاهية النفسية.

حتى الصيام المتقطع له فوائد متعددة، بما في ذلك فقدان الوزن، وتحسين صحة التمثيل الغذائي، وتحسين وظائف المخ، وتحسين جودة الحياة، من خلال تغيير أنماط تناول الطعام لتشمل فترات الصيام المنتظمة.

كثير من الفوائد الصحية للصيام المتقطع تتشابه مع صيام رمضان، لكن صيام رمضان له خصوصياته، مثل الامتناع عن الماء خلال فترة الصيام، مما قد يكون له تأثيرات مختلفة قليلًا على الجسم، خاصة في البيئات الحارة أو مع النشاط البدني المكثف.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الصيام لا يؤثر فقط على الوزن وصحة القلب، بل يمتد ليشمل تحسين وظائف الدماغ والصحة النفسية.

فالصيام، كما تقول الدراسات، يسهم في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول المفيد (HDL)، وبالتالي تقل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كما يسهم في خفض ضغط الدم وتحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني "سكر الكبار".

وتشير الأبحاث "الغربية" إلى أن الصيام يعزز عملية التمثيل الغذائي ويساعد في فقدان الدهون، مع الحفاظ على الكتلة العضلية، كما يحفز عملية الالتهام الذاتي، وهي آلية يستخدمها الجسم للتخلص من الخلايا التالفة وإصلاح الخلايا، مما قد يقلل من مخاطر الأمراض مثل ألزهايمر والسرطان.

كما أن الصيام يعزز إنتاج البروتينات العصبية، التي تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز نمو الخلايا العصبية وحمايتها؛ ويقلل من الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الدماغ، وبالتالي يسهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مثل باركنسون "الشلل الرعاش" وألزهايمر.

والصيام قد يحفز تجديد خلايا الجهاز المناعي، مما يعزز قدرة الجسم على مكافحة العدوى والأمراض. ويسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهاب.

والفوائد النفسية للصيام كثيرة، وفقًا للدراسات فإنه يساعد في تحسين التوازن الهرموني، مما يقلل من مستويات "الكورتيزول" وهو "هرمون التوتر" ويزيد من إفراز السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان مرتبطان بالشعور بالسعادة والاسترخاء.

الصيام يتطلب ضبط النفس والتحكم في العادات الغذائية، مما يساعد في تقوية الإرادة والانضباط الشخصي. وقد أظهرت الأبحاث أن الصائمين يتمتعون بقدرة أفضل على التعامل مع الإغراءات والتحكم في العادات غير الصحية.

أيضًا الصيام يمكن أن يساعد في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى تحسين جودة النوم وتقليل الأرق؛ على عكس ما يشكو منه كثير من الصائمين، والسبب طول السهر وتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية عقب الإفطار، في حين أن تقليل استهلاك السعرات الحرارية عند الإفطار يسهم في تحسين عمل الجهاز الهضمي ليلًا، مما يساعد في النوم العميق والمريح.

أظهرت دراسة جديدة أن الصيام يسبب تغيرات في مناطق المخ التي تنظم الشهية والإدمان، ما يشير إلى وجود اتصال ثنائي الاتجاه بين الأمعاء والدماغ، حيث يمكن أن يؤدي تغيير بيئة الأمعاء من خلال الصيام إلى تغييرات إيجابية في وظائف الدماغ، وبالتالي يؤثر في سلوكيات الأكل وعمليات اتخاذ القرار المتعلقة بالنظام الغذائي.

وهكذا، فكما أن للصيام فوائد صحية تضبط إيقاع الحياة؛ فإن مكاسبه الروحية أجل وأعظم، ويكفي الصائم أن ثوابه لا يعلمه إلا الله، إذ يقول رب العزة في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة