ليالي رمضان في أنوار الحسين

16-3-2025 | 15:29
ليالي رمضان في أنوار الحسينصورة تعبيرية
روان عبدالباقي كريم عبدالكريم أروى سامح
الشباب نقلاً عن

الفوانيس تزين الشوارع والبيوت.. والأهالى لا يعرفون طعم النوم

موضوعات مقترحة
بائع العرقسوس يحمل "عزيزة" منذ 15 سنة
حلقات الذكر تبدأ من الليلة.. وصلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين مع مشاهير المشايخ
انطلاق موسم الرزق في المقاهي.. وانتشار الأجانب في خان الخليلي

 

بين جنبات الحسين ومقاهي المعز وأزقة خان الخليلي، ستقضي أمسية رمضانية لامثيل لها بأجواء روحانية فريدة، تمتزج برائحة الماضي الجميل، فمن الوهلة الأولى سيخطفك مشهد المساجد والبيوت والحوانيت بهذه الأحياء العتيقة، وهي مزينة بالأنوار والفوانيس وشرائط الزينة احتفاءً بقدوم الشهر الفضيل.


"صلينا الفجر فين.. صلينا في الحسين" كانت هذه الأغنية في استقبالنا عند دخول منطقة الحسين بإحدى مقاهيها العتيقة وبجانبها البازارات والحوانيت ومحلات الفوانيس التي تتزين بأنوار رمضانية متلالئة، كما أن مشهد اصطفاف محال الحرف اليدوية التقليدية والزخارف الجميلة على طول الشارع، سيظل عالقًا في ذهنك حسب قوة ذاكرتك، فمن هنا بدأت جولتنا ولكن في أي مكان انتهت؟.


جولة مع حلقات الذكر
على أعتاب مقام سيدنا الحسين قابلنا فرقة دينية تتكون من 6 أشخاص تقوم بإحياء حلقات للذكر وتجوب المقاهي والشوارع بحثا عن الرزق، وقال كبيرهم الشيخ حسن العوامي: أعمل في مجال الإنشاد منذ 55 عامًا، تركت بلدي سوهاج متوجها للقاهرة، وتحديدا حي الحسين لمدح حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، بصلي التراويح وأبدأ مدح وقبيل السحور ألملم معداتي واذهب للبيت.
وتابع بلهجته الصعيدية القديمة: نحب حي سيدنا الحسين في رمضان، وبنطرب الناس بالأناشيد الصوفية وإحياء حلقات الذكر، فأهالي الحسين لا يعرفون طعم النوم في رمضان وفرق التنورة تمر بكل الحارات وبائعو العرقسوس والتمر هندي والكركديه والخروب، ينادون بصوت عال لجذب الزبائن ثم أشار بيده إلى أحد البائعين.

صورة تعبيرية

 

بائع العرقسوس وصديقته عزيزة
كان بائع العرقسوس والذي يُدعي "طارق الصعيدي" حسبما عرّف نفسه يرتدي زيًا تراثيًا "طربوش أحمر وعمة سوداء، ويلف حول خصره حزاما من القماش يحمل فيه أكوابًا بلاستيكية، وفي يده اليمنى يمسك بالصاجات لجذب انتباه المارة وفي اليد الأخرى يحمل "عزيزة" وهي إبريق نحاسي كبير الحجم تحفظ برودة المشروب، والتي زيّنها ببعض الشرائط الصفراء وأطلق عليها هذا اسم عزيزة لمعزتها في قلبه، ومرافقتها له على مدار 15 عامًا فكانت نعم الونيس والصديق ومصدر الرزق.


وقال البائع: "أنا من أسيوط وبقالي في الحسين أكتر من 20 سنة، وليا طرق في الشغل، بعمل مشروبات العرقسوس والتمر هندي والكركديه والخروب والسوبيا وأهم شيء الطريقة والمظهر والصاجات، فتحت محل ولكن فشلت فلقيت نفسي بلف في شوارع الحسين والأزهر والمعز مع عزيزة، وفي رمضان بنصحى بدري نجهز المشروبات ونفطر وبعد المغرب بكون في الشارع مستني الناس.

صورة تعبيرية

 

رمضان في خان الخليلي
ومن الحسين إلى أزقة حي خان الخليلي الضيقة حيث المتاجر والمقاهي المزدحمة بالزبائن في ليالي الشهر الكريم، يحتسون الشاي ويتسامرون، يقول محمد مختار صاحب أحد المقاهى بخان الخليلي: أجواء رمضان في مصرلايوجد لها مثيل في العالم كله، لذلك تجد أن معظم الزبائن يكونوا أجانب أومن جنسيات عربية، يتركون بلادهم لقضاء شهر رمضان في مصر وخاصة في الحسين والأزهر حيث الأجواء الروحانية والسهر حتى ساعات الفجر وأداء الصلاة في مسجد سيدنا الحسين.


ويضيف مختار وهوعلى عجلة من أمره لتلبية رغبات الزبائن ومتابعة صبيانه: معظم السائحين يطلبون التمر هندي والكركديه والعرقسوس ثم يبحثون عن العروض الفنية والثقافية المنتشرة في الشارع، وخاصة في قلب شارع المعز، حيث تجد "بيت السحيمي"، وهو أشهر البيوت الثقافية التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية ويقدم خلال رمضان عددا من الأمسيات وهناك أيضا "قصر الغوري للتراث"، الذي يقدم ندوات عن الشعر الصوفي في مصر، وبين هذا وذاك ينتشر المصوّرون في هذه الشوارع التاريخية لتسجيل لحظات استثنائية على جنبات الأزقة وأمام المواقع الأثرية والمقاهي التراثية.


موسم الرزق
ثلاثون يومًا، تكون موسمًا للرزق، بالنسبة إلى بائعي الفوانيس الذين اختتمنا بهم رحلتنا، نظرا لازدهار حركة البيع والشراء، الجميع يعمل، حتى من كان بلا عمل طوال السنة، فهكذا كان حال تركي وهبة، أحد العاملين في مجال صناعة الفوانيس منذ عام 2011، فكشف لنا أسرار هذه الصناعة التقليدية ومدى تأثرها بالتقليعات الجديدة خاصة مع ظهور فوانيس جديدة تحمل شخصيات كرتونية معاصرة.


بدأ تركي وهبة العمل في صناعة وبيع الفوانيس منذ عام 2011، فهذه المهنة ليست مجرد تجارة بالنسبة له، بل هي عادة ممتدة تتجاوز فكرة المكسب والخسارة ويقول: "طبعًا دي عادة، حتى لو الناس بتحسبها مكسب وخسارة، إحنا بنحسبها حاجة تانية، دي بهجة من دخلة رمضان، وعادة عندنا، حتى لو بنخسر برضو بنعملها، فدي عاملة زي الجزارين في العيد الكبير، فيه ناس بتشتغل بالموسم وبتمشي، لكن اللي ولاد الشغلانة بيكملوا فيها".


تقاليع في الفوانيس
عندما سألناه عن يومه في رمضان مقارنةً بالأيام العادية، أوضح أن هناك فرقا كبيرا بين الأجواء الرمضانية والحياة اليومية الأخرى، وقال: "في رمضان بيبقى مختلف طبعًا، الشارع غير، الأجواء غير، حتى وشوش الناس، بيبقى فيها بهجة لكن الطبيعي بتاعي، علشان أنا موظف الصبح، بصحى الفجر، أصلي وأقعد شوية، لو قدرت أنام قبل معاد الشغل بنام، وبعد كده بروح شغلي لكن في رمضان، الأمور بتختلف، بعد التراويح بنبدأ نشوف الأجواء في الشارع، الناس بتتجمع، المحلات شغالة، والفوانيس بتكون عنصر أساسي في بهجة الشهر الكريم.


عند الحديث عن أنواع الفوانيس، يؤكد تركي أن كل عام يشهد ظهور تصميمات جديدة، وفقًا لما هو رائج في الموسم، لكنه قال: إن الفانوس الصاج التقليدي هو الروح الحقيقية لرمضان: "طبعًا كل سنة بيكون فيها جديد، حسب الترند اللي طالع، لكن الفانوس اللي بيحسسك برمضان هو الفانوس الصاج، وده الشغل المصري اليدوي اللي بجد بيحسسك بأجواء رمضان، بعيدًا عن المستورد".
 
النهاية بالمعز
وإلى هنا في الشارع الممتد ما بين من أسوار القاهرة القديمة من باب الفتوح شمالا حتى باب زويلة جنوبا وهو شارع المعز الذي يعود تاريخه إلى عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (341-365هـ/ 953-975م) انتهت رحلتنا حيث كان النقاش الأخير حول خطة وزارة الأوقاف الدعوية والقرآنية في هذه الأماكن التاريخية، تحت إشراف الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم والقطاع الديني بالوزارة، وبالتعاون مع الأزهر الشريف وعدد من الجهات المعنية.

صورة تعبيرية


سيتم تنفيذ برنامج صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه - بمشاركة نخبة من القراء، إذ يقرأ الشيخ أحمد أحمد نعينع يوم الجمعة من كل أسبوع، والشيخ عبد الناصر حرك يوم السبت، والشيخ أحمد تميم المراغي يوم الأحد، والشيخ أحمد عوض أبو فيوض يوم الاثنين، والشيخ السيد عبد الكريم الغيطاني يوم الثلاثاء، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي يوم الأربعاء، والشيخ طه النعماني يوم الخميس، فيما يؤدي أئمة المسجد صلاة العشاء وركعتي الشفع وركعة الوتر يوميًّا طوال الشهر الكريم.

صورة تعبيرية
 


كما تطلق الوزارة برنامج صلاة التهجد بمسجد الإمام الحسين وفق رواية قالون بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع، بمشاركة القراء الشيخ محمود علي حسن، والشيخ عبد المطلب البودي، والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني، وتنظم برنامج الابتهالات بمشاركة المبتهلين عبد اللطيف العزب وهدان يوم السبت، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وبلال مختار يوم الاثنين، وأحمد مقلد يوم الثلاثاء، ويسري معتوق يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، ومحمد عبد الرؤوف السوهاجي يوم الجمعة.


أما برنامج التلاوات سيكون بعد صلاة العصر بمشاركة القارئ عبد اللطيف العزب وهدان يوم السبت، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وعبد المطلب البودي يوم الاثنين، وشريف عامر يوم الثلاثاء، وعيد هنداوي يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، وأيمن منصور يوم الجمعة.
وفيما يخص برنامج صلاة التراويح سيتم إطلاقه بالمديريات الإقليمية في عدد من المساجد كبرى، منها مسجد أبو بكر الصديق بالإسماعيلية، ومسجد البحر بدمياط، ومسجد الفتح بالزقازيق، ومسجد الأحمدي بطنطا، ومسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بدسوق، ومسجد سيدي طلحة بكفر الشيخ، بمشاركة نخبة من القراء.

صورة تعبيرية
 


وبالنسبة للأنشطة الدعوية تنطلق الملتقيات الفكرية الرئيسة يوميًّا بعد صلاة العشاء بمسجد الإمام للأئمة، وبعد صلاة الظهر بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها- أو مسجد السيدة زينب -رضي الله عنه- للواعظات، بإشراف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والقطاع الديني بالوزارة.
كما تنظم الوزارة الملتقيات الفكرية في المديريات بمشاركة الأئمة والواعظات، إذ يعقد 27 ملتقى فكريًّا بعد صلاة العشاء و21 ملتقى بعد صلاة الظهر بمختلف المحافظات، كما تطلق مجالس الإقراء في 62 مسجدًا أسبوعيًّا عقب صلاة العصر لقراءة كتاب "الروض الأنف في شرح السيرة النبوية".

صورة تعبيرية


وسيتم تفعيل البرنامج التثقيفي للطفل يوم الخميس من كل أسبوع بعد صلاة العصر في 21467 مسجدًا، كما تطلق المنبر الثابت يومي الاثنين والأربعاء في 1320 مسجدًا عقب صلاة العصر، وتنظم ندوة "عقيدتي" في كل يوم أربعاء بالمساجد الكبرى بالقاهرة والجيزة والقليوبية.
وتقام ندوات مجالس العلم والذكر في يوم الخميس من كل أسبوع في 3006 مساجد عقب صلاة العصر، وتطلق القوافل المشتركة بين الأوقاف والأزهر في يوم الجمعة في 20 مسجدًا أسبوعيًّا بمشاركة خمسة وعاظ من الأزهر وخمسة أئمة من الأوقاف في كل مديرية.

صورة تعبيرية


وتم تخصيص قوافل للواعظات في عشرة مساجد أسبوعيًّا، وتنظم دروسهن الدعوية في 1660 مسجدًا أسبوعيًّا، إضافة إلى ندوات الصحة الإنجابية التي تعقد بالتنسيق مع وزارة الصحة، وندوات القصور الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة، وندوات التربية والتعليم في المدارس، وندوات وزارة التعليم العالي في الجامعات، بالإضافة إلى الدروس المنهجية للأئمة في 4000 مسجد يوميًّا بعد صلاة العصر، وللواعظات في 360 مسجدًا أسبوعيًّا، كما يتم تنظيم صالون "حدوتة رمضانية" يوميًّا بالحديقة الثقافية للأطفال بالقاهرة.

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية


وهناك درس العصر للأئمة يوميًّا في جميع المساجد، ودرس السهرة عقب صلاة التراويح، وخاطرة التراويح في جميع المساجد، لتقديم محتوى دعوي ثري يعزز الفهم الصحيح للدين ويسهم في نشر القيم الإسلامية السمحة.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة