والآن مع فاصل من الابتهالات يقدمها لنا.. جرجس!

16-3-2025 | 14:35
والآن مع فاصل من الابتهالات يقدمها لنا جرجسالميتهل جرجس أشرف
ميادة حافظ
الشباب نقلاً عن

أعشق النقشبندى والفيومى والهلباوى... و"مولاى" هو الابتهال الأقرب لقلبى

موضوعات مقترحة
أحفظ الأذان وأسماء الله الحسنى وبعض سور القرآن الكريم بالتجويد
تربيت على يد "أم محمد" صديقة والدتى... ونشأتى سمحت لى بتقديم الابتهالات دون تعارض مع دينى
 
قد لا تجد هذه المساحة من الود والمحبة بين نسيج المجتمع المصرى في أي دولة أخرى، فالترابط بين المسلمين والمسيحيين يجعلنا نحتفل معا في المناسبات والأعياد المختلفة، ويعد "جرجس أشرف" مثالا حيا لتلك المحبة والأخوة، حيث يجيد تقديم الابتهالات والتواشيح الدينية الإسلامية في المناسبات المختلفة بإحساس صادق تعبيرا عن محبته لأصدقائه المسلمين ومشاركته لهم في مناسباتهم الدينية، في الحوار التالى تفاصيل أكثر عن رحلة جرجس مع الإنشاد الدينى.

 

بداية
جرجس أشرف، عمره 27 عاما، من محافظة قنا، تخرج في كلية العلوم ويعمل حاليا بشركة أدوية، يتحدث عن بدايته مع الإنشاد الدينى قائلا: عندما كنت فى المرحلة الابتدائية كنت معروفا بحبي للموسيقى والغناء، وشاركت كثيرا فى حفلات المدرسة، وذات مرة قامت المدرسة بتشكيل فريق كورال استعدادا للمشاركة فى احتفالات العيد القومى لمحافظة قنا، وبعد تجربة كل الأصوات وقع الاختيار علىّ لأداء أغنية وطنية هى "وقف الخلق"، من هنا بدأت رحلتى المشاركة في مسابقات وزارة التربية والتعليم وحققت مراكز متقدمة على مستوى الإدارات التعليمية وأيضا على مستوى الجمهورية، وفى إحدى المرات قدمت أغنية "طلع البدر علينا" فى احتفالات المولد النبوى الشريف وكان ذلك فى حضور مدير الإدارة التعليمية الذى أثنى بشدة على صوتى وأدائى لكنه تعجب بعدما علم أن اسمى "جرجس"، وبعد ذلك بدأت أهتم بالأغانى الدينية الإسلامية وخصوصا أغنية باسم يوسف "يارب العالمين" التى انتشرت فى تلك الفترة وكان يرددها كثيرون .

 

رأى الأهل
وعن مدى تقبل أهله وأصدقائه لفكرة تقديم الابتهالات والأناشيد الدينية الإسلامية، يوضح جرجس قائلا: نشأت فى أسرة منفتحة ومتعددة الثقافات تتقبل الآخر بشكل واضح، وتربيت على أننا جميعا فى مصر إخوة ونسيج واحد لا فرق بين مسلم ومسيحى، فكلنا فى النهاية نعبد الله الواحد، كما تربيت على أيدى أقرب صديقة لوالدتي هي "أم محمد"، وكنا نتبادل معها التهانى والهدايا ونحتفل معا بالأعياد والمناسبات، كما أن الغالبية العظمى من أصدقائى المقربين من "المسلمين"، لذلك سمحت لى نشأتى بذلك دون أى تعارض مع دينى، لذلك عندما بدأت فى تقديم الابتهالات وجدت تشجيعا من الأهل والأصدقاء مما ساعدني على تقديم الإنشاد بمحبة وإحساس صادق .

 

شهر رمضان
وعن ارتباطه بشهر رمضان يقول جرجس: أنتظر شهر رمضان كل عام فهو من الشهور المفضلة بالنسبة لى، خاصة وأن العديد من ذكريات الطفولة لدى مرتبطة بهذا الشهر الجميل، فأشعر ببهجة وسعادة بمجرد أن أرى الشوارع امتلأت بالزينة والفوانيس، وكذلك مدفع الإفطار الذى أنتظره يوميا مع أصدقائى المسلمين لتناول الطعام والاستمتاع بحالة الهدوء والجو الروحانى الجميل الموجود فى هذا الشهر .
ويضيف جرجس: أتذكر أن بداية تعمقى فى الإنشاد الدينى كانت من خلال إحدى حفلات الإفطار بشهر رمضان وأنا بالمرحلة الإعدادية، حيث قمت بإعداد "ميدلى" يشبه ما قدمه الموسيقار ياسر عبد الرحمن فى فيلم "حسن ومرقص" من خلال دمج ترانيم قبطية مع تواشيح إسلامية أبهرت الحضور بشكل واضح، كما أنه من أكثر الشهور التي أقدم فيها ابتهالات وتواشيح دينية خلال حفلات الإفطار وبالخيام الرمضانية التي يتم دعوتى لها بشكل متكرر على مدار الشهر.

 

ردود أفعال
وعن ردود الأفعال التى يتلقاها جرجس من الجمهور عند تقديم الأناشيد الدينية الإسلامية يقول: المجتمع فى محافظة "قنا" ذو طبيعة قبلية، ويضم تنوعا كبيرا لذلك تعرضت فى بداياتى للدهشة من البعض لكن في معظم الأوقات كنت أجد دعما وتشجيعا من الناس، ولن أنسى نظرات التعجب والاستغراب من مدير الإدارة التعليمية عندما قدمت أغنية "طلع البدرعلينا" خلال احتفالات المولد النبوى، وحتى الآن لم أفهم إن كان متعجبا من شدة إتقانى لأداء الأغنية أم مصدوما من فكرة أن مسيحيًا يؤدي الإنشاد الإسلامي، وتكرر الأمر عندما شاركت بإحدى حفلات جمعية الشبان المسلمين بقنا حين تمت دعوتى بصحبة عدد من القيادات الكنسية لحضور حفل إفطار رمضانى، وفجأة طُلب مني أداء ابتهال "مولاي"، وعندما أنشدتها فوجئت بسعادة وتصفيق حار من الجميع.

 

إحساس صادق
وعن كيفية تقديمه للتواشيح والابتهالات الإسلامية بإحساس عال، يوضح جرجس أن الإنشاد الدينى عموما يشمل الترانيم والتواشيح والابتهالات وجميعها عبارة عن  مناجاة لله تعالى والتقرب إليه بالذكر والتسبيح، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، وبالتالى يستشعر كل كلمة ينطقها ونجح فى توصيل الإحساس بكلمات التواشيح والابتهالات للجمهور.
وعن أهم المنشدين والمبتهلين الذين يستمع إليهم ويردد ابتهالاتهم، يؤكد جرجس أنه من عشاق الشيخ سيد النقشبندى والمبتهل الشيخ محمد الفيومى والمبتهل الشيخ محمد الهلباوى، أما عن أكثر الابتهالات التى يحبها ويرددها فى كل الحفلات والمناسبات التى يشارك فيها هي "مولاى" و"زدنى بفرط الحب" و"النفس تشكو"، كما يؤكد أنه يحفظ الأذان عن ظهر قلب و يردده بدقة شديدة، كما يعشق أسماء الله الحسنى ويحفظها منذ طفولته، ويحفظ عددا من سور القرآن الكريم بالتجويد .

مبادرة "واحد"
وعن مبادرة "واحد "التى أسسها جرجس فى عام 2019 يقول: أسست المبادرة بهدف غرس قيم التعايش السلمي بين القبائل في قنا، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، واستهدفت المراهقين لأنهم يعيشون أكثر مرحلة عمرية حساسة يتم خلالها غرس كل المفاهيم الهامة التى قد تستمر معهم طوال حياتهم، واستخدمنا الفن كوسيلة لتعزيز التعايش داخل المجتمع، وقمنا بتدريب الشباب على المسرح وإنتاج عروض مسرحية تعبر عن قيم الأخوة والمحبة بين كل فئات المجتمع، والحمد لله حازت المبادرة على اهتمام الجميع وساهمت فى نشر قيم إيجابية مهمة والتأثير على تفكير الشباب والمراهقين.

 

هدف
ويوضح جرجس أنه يقدم الإنشاد الدينى كهواية بشكل تطوعي بهدف إدخال السعادة على أصدقائه المسلمين ومشاركتهم في احتفالاتهم ومناسباتهم المختلفة، ولا يجد أي مشكلة في ذلك، فهو ينشد لله وحده وهذا لا يتعارض مع العقيدة المسيحية، فالغالبية العظمى من التواشيح والابتهالات لاترتبط بعقيدة بعينها، فهدفه الأساسى هو الاستمتاع بالروحانيات وليس إثارة الجدل، ويتمنى جرجس أن تدوم المحبة والأخوة بين الجميع.

 

مواهب متعددة
ويوضح جرجس أنه متعدد المواهب، فهو لا يقدم فقط الإنشاد الدينى الإسلامى من تواشيح وابتهالات، لكنه يشارك أيضا فى الترانيم بالكنيسة منذ طفولته حيث تعلم الألحان القبطية التى تعتمد على النغمات الفرعونية القديمة وهو ما ساعده كثيرا فى حفظ الأداء اللحنى بشكل دقيق، كما يعشق القراءة ويحب الاستماع إلى تجويد القرآن الكريم مما يساعده فى تحسين أدائه الصوتى ومخارج الألفاظ، كما يتقن جرجس العزف على الأورج والبيانو والعود، هذا بالإضافة إلى هواية التمثيل حيث قدم العديد من العروض المسرحية ويشارك مؤخرا في ورشة "ابدأ حلمك" التى تنظمها وزارة الثقافة لإعداد الممثل الشامل الذى يتقن التمثيل والعزف والغناء والاستعراض .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة