16-3-2025 | 12:34

بينما تشرق الشمس فوق نهر النيل في يوم المرأة المصرية، يلهمني التزام مصر بتمكين المرأة، الذي رأيته متمثلا في عزيمة النساء والفتيات اللاتي قابلتهن خلال زياراتي في أماكن مختلفة من القاهرة إلى صعيد مصر منذ وصولي هنا قبل سبعة أشهر. فقصصهن تثبت أن الحفاظ على التقدم في مجال المساواة بين الجنسين أمر بالغ الأهمية. ويفخر صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) بشراكته مع الحكومة المصرية لضمان عالم يكون فيه كل حمل مرغوبًا فيه، وكل ولادة آمنة، ويتم تحقيق إمكانيات كل شاب وشابة.

في عالم غير مستقر، ملئ بالصراعات، والضغوط الاقتصادية، وتغير المناخ، والجدل حول الأولويات، تواجه النساء والفتيات خطرًا أكبر في التهميش. ومع ذلك، تظل مصر ثابتة في حماية حقوقهن وتشجيع مشاركتهن الفعالة من أجل التغيير الدائم. من المطمئن أن نرى موقف مصر الواضح: هذه الحقوق غير قابلة للتفاوض، فإنها حجر الزاوية للتقدم.

يتعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الجهات الحكومية بما في ذلك وزارات الصحة والسكان، والشباب والرياضة، والتعليم، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، بالإضافة إلى المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، كما يعمل جنبًا إلى جنب مع الوكالات الأممية الأخرى مثل اليونيسف، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وغيرهما، لمواجهة التحديات مثل ختان الإناث، وزواج الأطفال، والعنف ضد المرأة، بينما نعمل معًا لتعزيز الصحة الإنجابية، والمساواة بين الجنسين، وفرص الشباب بما يتماشى مع رؤية مصر في دمج الحماية الاجتماعية في التنمية الوطنية؛ لضمان ألا تُترك أي فتاة أو امرأة خلف الركب.
في محافظة الجيزة، واجهت سيدة مضاعفات خطيرة أثناء حملها الأول، لكنها وجدت الدعم في وحدة الرعاية الصحية الأولية المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الصحة والسكان، حيث تلقت المشورة والرعاية لتخطيط مستقبلها.
كما واجهت دينا من قنا صعوبة في قبول الأعراف والأدوار الاجتماعية التي كانت تفضل شقيقها عليها. اليوم، تعمل دينا كمتطوعة مع مبادرة شمندورة، وهي مبادرة شبابية تستخدم الموسيقى لرفع الوعي وتعزيز الحوار بين الشباب حول قضايا الصحة الإنجابية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.

وتدير شيماء من سوهاج ورش حكي تسمح للناجيات من العنف مشاركة تجاربهن. وهي جزء من حاضنة الابتكار الاجتماعي التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والتي تستخدم الحلول الإبداعية لمواجهة الممارسات الضارة.

بينما نجد زناتي، والد لبنتين من أسيوط، الذي اختار أن يحمي بناته من ختان الإناث بعد انضمامه إلى جلسات توعية موجهة للرجال والفتيان حول مكافحة ختان الإناث وأشكال أخرى من العنف ضد النساء والفتيات.

هذه القصص ليست مجرد حكايات عن الصمود؛ بل هي دعوة للعمل. التغيرات العالمية تذكرنا بأن الحفاظ على التقدم يتطلب دعمًا مستمرًا. تقليص الموارد المالية الممنوحة من جانب بعض القوى الكبرى يعرض المكاسب التي حققتها مصر في مجال الصحة والمساواة للخطر، ويقوض عقودًا من إنجازاتنا التعاونية.

بعيدًا عن حدود مصر، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان جهود الحكومة في مساعدة النساء والفتيات اللاجئات اللاتي تركن خلفهن نزاعات إقليمية، من خلال توفير خيارات صحية، ورعاية نفسية وخدمات أخرى في المساحات الآمنة المتواجدة في المحافظات المختلفة. 

للقطاع الخاص فرصة فريدة أيضًا لتعزيز هذا العمل، من خلال شراكتنا في ابتكار وتوسيع الحلول التي تمكّن النساء والفتيات.

في يوم المرأة المصرية، نلتف حول رؤية مصر -مدعومين بشركائنا - لضمان حقوق كل امرأة وفتاة. أدعو الشركات للاستثمار في هذه المهمة، ليس كعمل خيري، بل كمحفز للمجتمعات والاقتصادات المزدهرة. إن إنجازات مصر تثبت أن تمكين النساء والفتيات يعود علينا جميعًا.

معًا، ومن خلال قيادة مصر، يمكننا بناء مستقبل تزدهر فيه كل امرأة وفتاة، بغض النظر عن التحديات المقبلة.

ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة