مشهد عبثى يتكرر من موسم لآخر بانسحاب جديد، كان بطله هذه المرة فريق الأهلى اعتراضًا على إصرار اتحاد الكرة على إسناد مباراته أمام الزمالك فى الأسبوع الأول من الدور الثانى من مسابقة الدورى لطاقم تحكيم مصرى بقيادة السكندرى محمود بسيونى، رافضًا مطالب رابطة الأندية بإسنادها لطاقم حكام أجنبى يرفع الحرج عن الجميع، بعد موسم هو الأسوأ فى تاريخ التحكيم المصرى مع بطولة الدورى، لتواصل الكرة المصرية دفع الثمن من سمعتها وهيبتها ومستقبلها.
ليس مهمًا حصر مرات الانسحاب لكل فريق، ولا يعنى الكثيرين من كان صاحب السبق فى الانسحاب، وكيف أن الزمالك فى آخر موسمين انسحب مرتين، الأولى فى واقعة الأوتوبيس الشهيرة، والثانية فى الموسم الماضى اعتراضًا على ترتيب المباريات.. لكن الأهم هى الصورة التى تناقلتها مواقع العالم، وتحدثت فيها عن مشهد الانسحاب الذى لا يحدث إلا فى الدورى المصرى، وفى وجود رئيس الاتحاد الدولى إنفانتينو الذى يزور القاهرة، ومعه وفد من مسئولى الفيفا لحضور انتخابات الكاف التى يخوضها هانى أبوريدة.
علامات استفهام تدور حول صراع من نوع خاص ظهر بين مسئولى اتحاد الكرة ورابطة الأندية، ومحاولة كل منهما فرض سيطرته وهيمنته على مقاليد الأمور، فأصبح كل منهما يحاول فرض كلمته على الطرف الآخر، وتهميش دوره دون أى اعتبار للوائح أو القوانين التى تحكم العلاقة بينهم.. هانى أبوريدة صاحب الخبرة والتاريخ الطويل فى مصر وأفريقيا والفيفا، وأحمد دياب الذى اقتحم الكرة المصرية وشغل منصب رئيس رابطة الأندية لأول مرة وأثبت نجاحات.. علاقة قوية ومصالح مشتركة ظلّت قائمة حتى وقت قريب.. كان فيها أبوريدة هو الطرف الأقوى وصاحب اليد العليا فى تحريك الأمور أيام مجلس جمال علام، سواء بخلق المشكلات أو إيجاد الحلول لأطراف وأندية داخل المنظومة.. مع تغير الأوضاع واختلاف المصالح أصبحت هناك رغبة من أبوريدة فى فرض أحمد مجاهد كرئيس لرابطة الأندية، التى باتت لوائحها تحول دون إمكانية استمرار أحمد دياب لدورة ثالثة.
سيناريو تنصيب مجاهد رئيسًا لرابطة الأندية وتعويضه عن منصب المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، الذى ذهب لمصطفى عزام كان هو المحرك الأساسى للخلافات بين رابطة الأندية واتحاد الكرة، رغم أن لكل منهما اختصاصاته التى لا تتعارض مع الآخر، فاتحاد الكرة يهيمن على لجنة الحكام وتعيين المباريات، بينما رابطة الأندية تسيطر على لجنة المسابقات، وتضع جدول المباريات الذى شهد لأول مرة هذا الموسم طفرة فى المواعيد والمؤجلات، خاصة فى الدور الأول للمسابقة، قبل أن ينقلب الأمر بإعلان جدول الدور الثانى الذى دار حول موعد إعلانه وترتيب مواجهاته غضب الأندية وشكوكها، خاصة مسألة الذكاء الاصطناعى التى أعلن عنها رئيس الرابطة فى تصريحاته المتضاربة.. مباراة القمة كانت الضحية للصراع بين الطرفين، فرابطة الأندية ليس من حقها التدخل فى طلب حكام مصريين أو أجانب للمباريات، لكن محاولة أحمد دياب فى إحراج اتحاد الكرة كانت وراء مطالبته بطاقم تحكيم أجنبى لمباراة الأهلى والزمالك مستغلاً سوء المستوى للتحكيم فى المسابقة، رغم أن لائحة الأندية تنص على أنه فى حالة مطالبة النادى صاحب الملعب الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبى لإحدى مبارياته عليه أن يتقدم بطلب قبل المباراة بأسبوعين وسداد المقابل بالعملة الصعبة فى خزينة الاتحاد.