قال أداما ديانج، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة سابقًا ومستشار مجلس حكماء المسلمين، أن دولة البحرين شهدت، لحظة فارقة فى تاريخ العلاقات الإسلامية، وذلك خلال مؤتمر الحوار الإسلامي الذي جاء نتيجة للنداء الذى وجّهه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال مؤتمر الحوار الإسلامى فى المنامة يوم 3 نوفمبر 2022، لأجل حوار بين العلماء البارزين فى المدارس الفكرية الإسلامية.
موضوعات مقترحة
وأكد «ديانج»، في مقالة له، أن هذا الحوار قد أصبح في أواخر فبراير 2025 واقعاً ملموساً، حين اجتمع علماء دين بارزون من مختلف التقاليد الإسلامية فى نقاشات معمقة ومثمرة، في مملكة البحرين أثناء مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي" والذي أقيم برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تحت شعار "أمَّة واحدة... مصير مشترك واحد"، وأسفرت نتائجه عن توصية ملموسة بإنشاء مجموعة من الخبراء لمواصلة هذا المسار وضمان تطبيقه العملى.
وشدد مستشار حكماء المسلمين، على أن مؤتمر البحرين يعد بداية فصل جديد محتمل فى تاريخ الإسلام، مشيدا بجهود شيخ الأزهر في إنجاح هذا الحوار، قائلا: «لا يمكن إنكار شجاعته وحكمته فى إطلاق هذه المبادرة»، وتأكيده على أن الخلافات بين السُّنة والشيعة، وغيرها من المذاهب الإسلامية، هى خلافات مصطنعة أكثر من كونها اختلافات جوهرية فى العقيدة، وأنها ناتجة عن تلاعب سياسى وتاريخى أكثر من كونها انقسامات دينية.
وأضاف «ديانج»، أن الإمام الأكبر أكد فى خطابه، خلال المؤتمر، أن الإسلام لا يميِّز بين سنّى وشيعى، وأن المبادئ المشتركة التى تجمع المسلمين أهم بكثير من أى خلافات فرعية. كما ذكّرنا بأن أول دستور وضعه النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، فى المدينة كان قائماً على مبدأ عدم التمييز، وأن هذا ينبغى أن يكون نموذجاً للمجتمعات الإسلامية اليوم التى تواجه توترات طائفية تفاقمت فى بعض الأحيان إلى نزاعات مسلحة.
وكشف «ديانج» عن أن ما يميِّز هذا الحوار عن المحاولات السابقة فى التقريب بين السُّنة والشيعة هو التزامه بالتحول إلى خطوات عملية، موضحا أن توصية إنشاء مجموعة من الخبراء تُمثل تحولاً من مجرد نقاشات نظرية إلى إجراءات ملموسة تهدف إلى تحقيق السلام والفهم المتبادل.
ودعا «ديانج» إلى إشراك الأجيال الجديدة فى هذه النقاشات والمبادرات، وأن تتضمن المناهج التعليمية أمثلة تاريخية ناجحة عن التعايش بين المذاهب الإسلامية المختلفة، مع التركيز على القيم المشتركة بدلاً من نقاط الخلاف، والنظر إلى التنوع داخل الإسلام باعتباره مصدر قوة وليس سبباً للفُرقة، وأن تمتد الوحدة الإسلامية إلى ما هو أبعد من العلاقات بين السُّنة والشيعة، لتشمل جميع المجتمعات الإسلامية حول العالم.
وقال «ديانج»، يجب أن تكون هذه المبادرة مدعومة بسياسات ملموسة ومبادرات محلية فى الدول ذات الأغلبية المسلمة، كما ينبغى أن تشارك المساجد والجامعات والمؤسسات المجتمعية بفعالية فى تعزيز الحوار وضمان وصول رسالة الوحدة إلى جميع فئات المجتمع، كما يجب ألا يظل الحوار مجرد مؤتمر عابر، بل يجب أن يصبح عملية مستمرة تشكل وعى الأجيال القادمة، وأن يكون حجر الأساس لحركة مستدامة نحو الوحدة.