استعرض الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، خلال جلسة "تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة تعاطي المخدرات" ضمن فعاليات الدورة الـ68 لاجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات، تجربة مصر الرائدة في الحد من الطلب على المخدرات من منظور حقوق الإنسان.
موضوعات مقترحة
وجاءت مصر ضمن ست دول فقط تم اختيارها عالميًا لعرض تجاربها في هذا المجال، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والسويد، وتركيا، والأردن، وسلوفينيا، وسط إشادة واسعة من ممثلي الدول والمنظمات الدولية المشاركة.
الإستراتيجية المصرية لمكافحة الإدمان.. نموذج رائد
أشار الدكتور عمرو عثمان إلى أن صندوق مكافحة الإدمان يمثل الآلية الوطنية الرئيسية للحد من تعاطي المخدرات في مصر، من خلال خدمات وقائية وعلاجية مبنية على الأدلة العلمية ومتوافقة مع مبادئ حقوق الإنسان. ولفت إلى أن الإستراتيجية الوطنية المصرية لمكافحة المخدرات، التي أُطلقت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تنفَّذ بالتعاون مع الوزارات والهيئات المختلفة، وتركز على:
• التوعية والوقاية المبكرة عبر المؤسسات التعليمية والشبابية.
• إشراك الأسرة في الوقاية والاكتشاف المبكر، مع استهداف المناطق الأكثر عرضة للمخدرات.
• تهيئة بيئة تعليمية ورياضية تعزز رفض ثقافة التعاطي.
• تصحيح المفاهيم المغلوطة حول المخدرات عبر المؤسسات الدينية.
• توفير خدمات علاجية مجانية وسرية، خاصة في المحافظات التي تعاني من قلة الطلب على العلاج.
مبادرات شبابية لمكافحة الإدمان
أكد الدكتور عثمان أن التجربة المصرية لا تقتصر على التوعية فقط، بل تتبنى نهجًا متكاملًا للوقاية عبر تعزيز المهارات الحياتية للشباب، حيث قام الصندوق بتكوين شبكة من 34 ألف متطوع مدرب على تنفيذ برامج الوقاية القائمة على الأدلة العلمية. كما تنفذ الدولة المصرية برامج وقائية خاصة بالفئات الأكثر ضعفًا، وتركز على المناطق السكنية الجديدة، لضمان توفير بيئة خالية من المخدرات.
العلاج والتأهيل.. نهج شامل لإعادة الإدماج
في إطار التزامها بحقوق الإنسان، أنشأت مصر 34 مركزًا علاجيًا بالتعاون مع الجهات المعنية، وفق المعايير الدولية، وتستقبل هذه المراكز أكثر من 170 ألف مريض سنويًا بسرية تامة.
كما تمتد التجربة المصرية لما بعد العلاج عبر برامج إعادة التأهيل والدمج المجتمعي، التي تشمل:
• الدعم النفسي والاجتماعي.
• التدريب المهني والتمكين الاقتصادي للمتعافين.
• مكافحة الوصمة الاجتماعية التي تواجه المتعافين من الإدمان.
إشادة دولية بالتجربة المصرية
حظيت التجربة المصرية بإشادة كبيرة من ممثلي الدول والمنظمات الدولية المشاركة في الاجتماعات، وبرزت كواحدة من النماذج الرائدة على المستوى الإقليمي، حيث بدأت العديد من الدول، مثل الإمارات، والسعودية، والعراق، والسودان، وسلطنة عمان، في الاستفادة من خبرات صندوق مكافحة الإدمان المصري لوضع استراتيجيات مماثلة.
عرض عالمي لجهود مصر في فيينا
يشارك صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في اجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات بفيينا، حيث يضم جناح المعرض المصري داخل مقر الأمم المتحدة منتجات المتعافيات من الإدمان، مثل الإكسسوارات والمشغولات اليدوية، ضمن برنامج “سر الصنعة” بالتعاون مع مبادرة حياة كريمة، والذي يهدف إلى تدريب المتعافيات على الحرف المهنية لتمكينهن اقتصاديًا.
كما يتضمن المعرض عرضًا لـ7 أبحاث وتقارير علمية حديثة تعزز تجربة الصندوق في بناء سياسات مكافحة المخدرات بناءً على التقييم العلمي المستند إلى الأدلة.
مصر تدعم الجهود الدولية في مكافحة المخدرات
أكد الدكتور عمرو عثمان في كلمته على التزام مصر بتعزيز التعاون الدولي لمكافحة المخدرات، مشددًا على أهمية تبني نهج يرتكز على حقوق الإنسان لضمان الحد من الإدمان وحماية الفئات الأكثر ضعفًا.
وتأتي هذه المشاركة في إطار حرص مصر على تبادل الخبرات الإقليمية والدولية، وتعزيز دورها كدولة رائدة في مكافحة تعاطي وإدمان المخدرات.
نحو مستقبل خالٍ من الإدمان
بفضل جهودها المستمرة في الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل، تمكنت مصر من تحقيق نقلة نوعية في مجال مكافحة الإدمان، مما جعل تجربتها نموذجًا يُحتذى به إقليميًا ودوليًا.
ومع استمرار التعاون مع المنظمات الدولية، تواصل مصر تقديم نموذج شامل لمكافحة تعاطي المخدرات، قائم على العلم، والحقوق، والتنمية المستدامة.
مصر تستعرض تجربتها في مكافحة الإدمان
مصر تستعرض تجربتها في مكافحة الإدمان