السفارة الصينية لدى مصر: لا فائز في الحرب الجمركية والتعاون يمثل الحل الوحيد لجميع القضايا الكونية

13-3-2025 | 15:08
السفارة الصينية لدى مصر لا فائز في الحرب الجمركية والتعاون يمثل الحل الوحيد لجميع القضايا الكونيةالحرب الجمركية
محمد المعصراوى

أكدت الصين أنها والولايات المتحدة، كونهما أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم، فيجب التعايش بشكل سلمي، وعلى الحكومة الأمريكية أن تحترم الحقائق، وتتوقف عن تسييس قضيتي الفنتانيل والتجارة، وتتشاور مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة، لمعالجة الانشغالات لكلا الجانبين.

موضوعات مقترحة

جاء ذلك فى بيان للسفارة الصينية بالقاهرة اليوم الخميس، حيث أوضح المتحدث باسم السفارة تشو شياو تشونغ، أنه في الآونة الأخيرة، فرضت الحكومة الأمريكية رسوما جمركية إضافية بنسبة 20% على المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة بذريعة ما يسمى بـ"الفنتانيل". 

وقال إن ذلك لا يشكل تشويها خطيرا للحقائق فحسب، بل يعد مثالا واضحا لنزعة الأحادية والحمائية. 

كما أوضح أنه في مواجهة الاتهامات الباطلة والضغوط التجارية من الجانب الأمريكي، اتخذت الصين الإجراءات المضادة بحزم، حفاظا على حقوقها ومصالحها المشروعة، الأمر الذي يعكس التزامها بالمبادئ والخط الأحمر في الشؤون الدولية. 

وقال إنه في الحقيقة لا تعود جذور مشكلة الفنتانيل في أمريكا إلى الصين، بل إلى الولايات المتحدة بالذات. فوفقا لإحصاءات الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، إن الولايات المتحدة هي أكبر منتج ومستهلك لمواد الفنتانيل على مستوى العالم، حيث يستهلك سكانها الذي يشكل 5% من سكان العالم حوالي 80% من المواد الأفيونية عالميا. 

وقامت وكالة باستطلاع رأي أكثر من  3000 أسرة أمريكية حول الفنتانيل، ورأت الغالبية العظمى أن المسؤولية الرئيسية عن هذه المشكلة تقع على عاتق عصابات المخدرات والمدمنين والحكومة الأمريكية. 

وأضاف البيان أن الأمة الصينية عانت تاريخيا من ويلات المخدرات، فيكره الشعب الصيني المخدرات بشدة. وظلت الصين تكافح تهريب وتصنيع المخدرات بحزم، وتتخذ سياسات مكافحة المخدرات الأكثر صرامة وشمولا في كل أنحاء العالم. كما تهتم الصين بتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، حيث تعاونت بشكل معمق مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول في مكافحة مواد الفنتانيل ومكوناتها الأولية، وحققت نتائج ملموسة. في عام 2019، أصبحت الصين أول دولة في العالم تُدرج جميع مواد الفنتانيل في قائمة المراقبة استجابة لطلب الجانب الأمريكي.

وشدد المتحدث باسم السفارة على أن تذرّع الولايات المتحدة بالفنتانيل لفرض رسوم جمركية إضافية على الصين يمثل انتهاكا خطيرا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويفسد العلاقات الاقتصادية والتجارية الطبيعية بين البلدين، ويخل باستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، ويعيق التنمية الاقتصادية العالمية، ويضر بمصالح الشعب الأمريكي والشركات الأمريكية. 

وأوضح أنه خلال السنوات الخمس الماضية، اضطرت الشركات الأمريكية لرفع الأسعار وقبول الأرباح المنخفضة وخفض الأجور وتسريح العمال بسبب الرسوم الجمركية الإضافية. 

وأضاف أن المستوردين الأمريكيين تحملوا في الواقع معظم تكاليف هذه الرسوم الجمركية، وقاموا بتمريرها إلى المستهلكين الأمريكيين. في هذا السياق، بعد إعلان الجانب الأمريكي قبل أيام عن فرض الرسوم الجمركية الإضافية، انخفضت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في سوق الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ.

وأشار تشو شياو تشونغ فى البيان إلى الأسئلة الخمسة التى طرحها وزير الخارجية الصيني وانغ يي للولايات المتحدة خلال مؤتمر صحفي قبل أيام: يجب على الولايات المتحدة أن تراجع نتائج الحروب الجمركية والتجارية في السنوات الأخيرة، هل تقلص العجز التجاري أم لا؟ هل ازدادت القدرة التنافسية للصناعات الأمريكية أم لا؟ هل تحسنت مشكلة التضخم أم لا؟ هل تحسنت حياة المواطنين أم لا؟ 

وقال شياو تشونغ إن هذه الأسئلة تشبه مرآة تعكس الثمن الباهظ الذي دفعته الولايات المتحدة في الحرب التجارية، وتطلق نداء إلى المجتمع الدولي مفاده: لا فائز في الحرب التجارية، والحل الوحيد لجميع القضايا الكونية يكمن في التعاون. 

وأضاف أن الصين ظلت تهتم بتنمية نفسها مهما تغيرت الأوضاع الدولية. وتعمل بحزم على تحقيق تنمية عالية الجودة وانفتاح عالي المستوى، حيث نظمت معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصين الدولي لسلاسل التوريد لسنوات عديدة متتالية، ومنحت معاملة التعريفة الجمركية الصفرية لجميع المنتجات القادمة من الدول أقل نموا الـ43 التي أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين، وخفضت المستوى الجمركي للصين إلى مستوى قريب من الدول المتقدمة، وألغت جميع القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع. 

كما أشار المتحدث في هذا السياق، إلى "تقرير الانفتاح العالمي 2024" والذى أكد على ارتفاع مؤشر انفتاح الصين بنسبة 11.89% بالمقارنة مع ما كان عليه في عام 2008. 

وقد وقعت الصين 23 اتفاقية للتجارة الحرة مع 30 دولة ومنطقة، بصفتها الشريك التجاري الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة. 

وفي عام 2024، ارتفع حجم الاقتصاد الصيني إلى مستوى جديد، وبقيت الصين كمحرك مهم لنمو الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يثبت أن المحاولات الأمريكية لاحتواء الصين ومضايقتها تبوء بالفشل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: