الدبلوماسية المصرية تواصل جهودها الحثيثة لحشد التأييد الدولى لخطة إعادة إعمار غزة

12-3-2025 | 19:30
الدبلوماسية المصرية تواصل جهودها الحثيثة لحشد التأييد الدولى لخطة إعادة إعمار غزةقطاع غزة
أ ش أ

تواصل الدبلوماسية المصرية جهودها الحثيثة لحشد الدعم والتأييد الدولى لخطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار وتنمية غزة.

موضوعات مقترحة

ويجرى العمل - على قدم وساق - للإعداد لمؤتمر إعادة الأعمار الذي تستضيفه مصر، الذي من المرجح أن يعقد في نهاية أبريل القادم بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.

وأكدت مصادر دبلوماسية - في هذا الصدد - أنه من المستهدف عقد المؤتمر في نهاية ابريل القادم، لكن لم يتم تحديد موعده بعد، مشيرة إلى أن مصر تتواصل مع المنسقة الأممية للشئون الانسانية وإعادة الإعمار سيجريد كاخ في هذا الإطار للترتيب للمؤتمر، ومن المستهدف أن تشارك فيه الدول المانحة ومؤسسات التمويل.

ووفقا للمصادر؛ فإن خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار وتنمية غزة هي خطة متكاملة وتفصيلية متعددة المراحل تم وضعها من مجموعة من الخبراء المصريين وبُذِل جهد كبير لإعدادها.

وتتضمن الخطة حوالي 100 صفحة تشمل أدق التفاصيل والمعلومات الخاصة بالقطاع، كما أنه - إلى جانب الخطة - هناك أيضا تقرير ملحق بها يتضمن منهجية ونطاق الخطة.

وذكرت المصادر ذاتها أن نسخ الخطة تم توزيعها على القادة العرب خلال القمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر في الرابع من الشهر الجاري، وبعض السفارات بالقاهرة، حيث حظيت الخطة بزخم كبير، ورأت الدول أنه تم إعدادها بحرفية ومهنية شديدة من قبل متخصصين وخبراء.

وتستند مصر - في هذا الإطار - إلى خبرة متراكمة في مسألة إعادة إعمار غزة؛ حيث إنه في حلقات سابقة من العنف بين إسرائيل وحماس؛ ساهمت مصر بعدها في إعادة إعمار القطاع.

ووصفت المصادر، الأوضاع في غزة بأنها "كارثية"؛ حيث يوجد 2ر2 مليون مواطن فلسطيني نازح، فضلا عن مقتل واصابة أكثر من 150 ألف شخص، وتدمير حوالي 50 بالمائة من المستشفيات، وتدمير 88 بالمائة من المدارس إما بشكل جزئي أو كامل، و68 بالمائه من الأراضي الزراعية باتت غير صالحه للزراعة، وحوالي 70 بالمائة من الطرق أصبحت غير مؤهلة للاستخدام.

وتنقسم الخطة المصرية إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى "مرحلة التعافى المبكر" التى تصل تكلفتها التقديرية الى ثلاثة مليارات دولار، وتمتد بحسب التصور المصري - الذي أصبح تصوراً عربياً - إلى ستة أشهر؛ وتتضمن إزالة الركام الذي يبلغ حجمه التقديري نحو خمسين مليون طن، والتصور ليس فقط في إزالته لكن في استخدامه في إعادة تدويره؛ وإزالة الذخائر الغير منفجرة.

وبالتوازي خلال المرحلة الأولى؛ سيتم إدخال عشرات الآلاف من المنازل المتنقلة فى شكل كارافانات وخيام والتى ستتيح إيواء مليون و200 ألف فلسطيني، بالاضافة إلى اصلاح 60 ألفاً من المنازل المتضررة.

وتركز المرحلتان الثانية والثالثة من الخطة على إعادة الإعمار، حيث إن المستهدف خلال المرحلة الثانية - المقدر تنفيذها خلال عامين - بناء 200 ألف وحدة سكنية دائمة واستكمال ازالة الذخائر غير المنفجرة، والبدء في عملية البنية التحتية، لافتة إلى أن المستهدف من المرحلتين الثانية والثالثة هو بناء 460 ألف وحدة سكنية (200 ألف في المرحلة الثانية و200 في الثالثة؛ بالإضافة إلى 60 ألف وحدة من المنازل المتضررة)؛ وذلك لاستيعاب مليونين و700 ألف فلسطيني.

كما سيتم في الوقت نفسه إصلاح وتطوير البنية التحتية؛ بما في ذلك إقامة ميناء بحري تجاري وآخر للصيد، ومطار وإعادة شبكة الطرق بشكل كامل، المستشفيات والمدارس والوحدات الصحية وإصلاح حوالي 20 ألف فدان من الأراضي الزراعية، لافتة إلى أن الخطة الزمنية لخطة إعادة الإعمار هي خمس سنوات بتكلفة إجمالية 53 مليار دولار مستهدف من الدول المانحة والمؤسسات المالية التى ستسهم في التمويل.

وقالت المصادر إنه من المتصور أن يبدأ الإعمار من محور صلاح الدين ليمتد إلى مناطق سكنية مختلفة في خمس قطاعات في غزة (رفح، خان يونس، دير البلح، غزة وشمال غزة).

وأضافت المصادر أن مصر طرحت هذه الخطة على القمة العربية، وتم اعتمادها كخطة عربية متكاملة، كما جرى اعتمادها خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بجدة، كما أن العديد من الدول الغربية وكذلك الممثلة العليا للشئون السياسية والامنية بالاتحاد الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي أعلنت بشكل رسمي تأييدها ودعمها للخطة، وكذا الامين العام للامم المتحدة.

وأشارت إلى أن الخطة بدأت بخطة مصرية وانتقلت لتصبح عربية، ونحن الآن في إطار أن تتبلور لتصبح خطة دولية؛ إذ أن مصر حريصة على حشد الدعم الدولي للخطة، مبرزة الدور الذي تقوم به سفارات مصر بالخارج في هذا الصدد؛ حيث تتواصل بشكل مستمر مع دول الاعتماد في الخارج.

وأكدت المصادر الدبلوماسية، على استمرار العمل للحشد للخطة، مشيرة إلى الجهد الدبلوماسي المهم والكبير الذي بذل خلال الايام الماضية.

ولفتت المصادر ذاته إلى أن التعامل مع الجانب الأمريكي - في هذا الإطار - هو تعامل "بناء ومهم" وإيجابي خلال الفترة الماضية؛ حيث تواصل وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي مع المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أطلع على خطة إعادة الإعمار، مشيرة إلى أن كان قد تم اطلاع الجانب الأمريكي وبعض الدول الأخرى على محتوى الخطة، والإشارات تعكس الانفتاح على النظر فى تفاصيلها.

وذكرت أن القمة العربية التي عقدت بالقاهرة أكدت - في أحد عناصرها - أن اللجنة الوزارية العربية الاسلامية ستقوم بإيفاد وفود للخارج، والترتيبات تجرى الآن، ولم تتحدد بعد الدول التي ستقوم الوفود بزيارتها، لكنها ستشمل العواصم الكبرى؛ بما فيها واشنطن وذلك لحشد التأييد وعرض الخطة بشكل متكامل.

وأكدت الحرص أن تكون خطة إعادة الإعمار هي خطة جامعة وتحظى بتأييد دولي كامل، مشددة على أن الهدف في النهاية هو إبقاء الشعب الفلسطيني في أرضه واستعادة الحياة الكريمة للمواطنين الفلسطينيين.

وأضافت أنه بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية، مشيرة إلى أن هناك - بالتوازي مع الخطة - المسار السياسي للدفع باتجاه تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تسوية نهائية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة