تناول برنامج "ساترداي نايت لايف" الساخر اللقاء المثير للجدل والمشادة الكلامية الحادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي بطريقة كوميدية ساخرة ولعب دور ترامب الممثل جيمس أوستن جونسون في حين ظهر مايك مايرز في دور إيلون ماسك وبالعودة إلى المشهد السريالي الذي حدث في البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضي على الهواء مباشرة، ومن داخل المكتب البيضاوي وقعت مشادة كلامية بين جي دي فانس نائب الرئيس ودونالد ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي في سابقة لم تحدث من قبل وعلى الهواء مباشرة، ألقت الضوء على خلاف وهوة كبيرة بين أمريكا واوكرانيا، وأثارت التساؤلات بشأن المرحلة المٌقبلة، تحت أنظار روسيا المتفائلة والأوروبيين المذهولين، وبدأت نبرة التخاطٌب ترتفع بين ترامب وزيلينسكي منذ أسابيع لا سيما مع وصف الرئيس الأمريكي للرئيس الأوكراني بأنه "ديكتاتور" قبل أن يٌقلّل من شأن تعليقه دون أن يتراجع عنه خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يخفي ترامب إعجابه به، ويخشى زيلينسكي هو وحلفاؤه الأوروبيون دفع ثمن التقارب المتسارع بين واشنطن وموسكو؛ إذ يسعى بشدّة للحصول على ضمانات أمنية في حال وقف الأعمال العدائية وهو ما ترفٌض الولايات المتحدة منحه إياه حتى الآن وتزايدت هذه المخاوف بشكل خاص بعد الاجتماع الذي عُقد في الرياض بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا في الرياض، في لقاء غير مسبوق منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل 3 أعوام وكان اللقاء إشارة بدء مباحثات لإنهاء الحرب من دون دعوة كييف أو الأوروبيين..
ويتملّك إدارة ترامب شعور بأنّ أوكرانيا ليست "ممتنّة" للولايات المتحدة التي قدّمت لها مساعدات عسكرية ضخمة في مواجهة روسيا في عهد الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن، وجاء اللوم الذي أطلقه جاي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي بهذا الشأن خلال اللقاء ليُشعل فتيل النقاش المٌحتدم أمام وسائل الإعلام، وبعدها بدقائق أكد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أنّ الرئيس الأوكراني يمكنه أن يعود "عندما يكون مستعدًا للسلام"، كما دعا وزير الخارجية ماركو روبيو زيلينسكي إلى الاعتذار..
ومما لا شك فيه أن أداء ترامب ونائبه في المكتب البيضاوي غير مسبوق؛ وبالنظر إلى مواقف الرئيس ترامب المعروفة بشأن الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا والسردية التي روّج لها للحرب الروسية على أوكرانيا، ويرفض ترامب تحميل موسكو مسئولية هذا النزاع وهذه الحرب، وينتقد الجانب الأوكراني أن الطريقة التي مارس من خلالها الأمريكيون ضغوطا عليهم والمصطلحات التي استخدموها للتحدّث عن زيلينسكي وأوكرانيا وموقفهم من المفاوضات وتقييمهم للحرب الروسية-الأوكرانية..
وأن كلّ ما تقدّم يٌظهر أنّ هذا الانقسام وهذا الانفجار كان سيحدث عاجلا ًأم آجلاً.. وللحديث بقية