«لن أعيش في جلباب أبي».. نوستالجيا حاضرة وشخصيات وأحداث مثيرة للشغف| صور

10-3-2025 | 18:41
;لن أعيش في جلباب أبي; نوستالجيا حاضرة وشخصيات وأحداث مثيرة للشغف| صورلن أعيش في جلباب أبي
سارة نعمة الله

لا يزال سحر دراما مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" يعيش في وجدان وذاكرة الجمهور المصري، الذي ارتبط بالعمل خلال عرضه في التسعينيات من القرن المنصرم، دراما حاضرة بجميع شخوصها وتفاصيلها وأداء أبطالها الذي أسس لنجومية كلٍّ منهم.

موضوعات مقترحة

ورغم عدد من الأعمال التي حاولت تكرار فكرة "الدويتو" الفني الممتع بين النجم الراحل نور الشريف والفنانة عبلة كامل من ناحية، أو تلك التي حاولت تقديم صورة "المعلم" في أعمال رفعت شعار "الشعبي" عنوانًا لها، فإنها جميعًا لم تفلح في الوصول إلى درجة النجاح والتركيبات المجتمعية والنفسية التي قدمها المسلسل الأكثر شهرة في الدراما المصرية، والذي لا تزال حلقاته عند إعادة عرضها تحقق أعلى نسب المشاهدة، بل تتصدر "الترند" في بعض الأحيان، وأبرزها "حلقة فرح سنية" التي خرجت كترند أكثر من مرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أسباب عديدة جعلت من مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" نجاحًا استثنائيًا، في مقدمتها ما يلي:

عبد الغفور البرعي

نجح النجم الراحل نور الشريف في رسم ملامح مغايرة ومختلفة لكاركتر "الرجل العصامي"، حيث اقترب من خلال شخصية الحاج "عبد الغفور البرعي" من شريحة اجتماعية ليست بقليلة، ربما ندرت الأعمال التي سلطت الدراما عليها الضوء في تلك المرحلة، حيث نموذج الرجل الذي يبدأ حياته من الصفر ويخلق نموذجًا معدوم الوجود، وصولًا به إلى عالم غني بالتفاصيل والأحداث على صعيد العمل والحياة الأسرية.

كذلك، يتقارب كاركتر "عبد الغفور" مع مزاجية الكثير من شريحته المجتمعية أو حتى الرجال الذين لديهم القناعات الشخصية نفسها، كأنه يترك للفتاة الحرية في استكمال التعليم والزواج، لكنه لا يفسح مجالًا لآخر، هذا بخلاف طريقة حديثه وهوايته المفضلة في شرب الأرجيلة "الشيشة"، وكيف أنه لا يستطيع مواصلة يوم عمله أو التواجد في مناسبة ما بدونها، مثل فرح ابنته عندما ذهب زوج شقيقته لإحضارها إليه في الفندق المقام به الفرح.

عبلة كامل

تبقى شخصية "فاطمة كشري" واحدة من أكثر الشخصيات تميزًا وإتقانًا في مشوار النجمة عبلة كامل، من خلال أدائها البسيط والتلقائي، الذي جعلها شخصية شديدة القرب من كثير من الأمهات المصريات، ليس بالضرورة في ارتداء الملابس والمجوهرات، ولكن في قناعاتها وتفكيرها، حيث تربط جميع الأحداث بفكرة الاهتمام بالطعام، سواء عند استقبال ضيف أو التفكير في فرح ابنتها، وغيرها.

كاركتر مثير لمحمد رياض

يبقى محمد رياض "عبد الوهاب" نموذجًا لا يختفي بتقادم أو حداثة الزمن، الشاب المتذبذب بين هذا وذاك، الذي يريد دائمًا البحث عن ضالته بعيدًا عن جلباب والده، لكنه يجد ذاته منطويًا بداخله مع نهاية الأحداث، فرغم التكنولوجيا واختلاف المرحلة الزمنية، يبقى هذا النموذج موجودًا في كل عائلة مصرية، يحيرها ويثير قلقها إلى أن يحقق ذاته.

وبالتوازي مع نموذج "عبد الوهاب"، يقابله حنان ترك "نظيرة"، أصغر أفراد العائلة التي تتمتع باللباقة في الحديث والرؤى والفكر، ما يجعل شقيقاتها الكبار ينصتن إليها بشغف. فتاة تعرف مصيرها جيدًا، وتسير بخطوات متأنية ومدروسة، وهو نموذج آخر يتواجد في أغلب العائلات المصرية.

علاقة حب استثنائية

تتمتع شخصية "الحاج عبد الغفور البرعي" بقدر كبير من البهجة والرومانسية البسيطة، التي جمعت بينه وبين شريكته "فاطمة كشري – عبلة كامل"، علاقة تؤكد على قصة كفاح زوجين معًا، وحبهما وتقديرهما كلٌّ منهما للآخر، حتى في لحظات الغضب، ما جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمون مقاطع كثيرة من مشاهده الطريفة عبر صفحاتهم، ويعلقون بها على أحداث حياتهم الخاصة أو على بعض الأمور الحياتية بشكل عام.

يبقى نجاح "لن أعيش في جلباب أبي" دراما استثنائية وحالة خاصة في الدراما المصرية، عملًا بقي حاضر الذكر في عقول المشاهدين في رمضان من كل عام، ونظرًا لتغير طبيعة الزمن والتركيبات الاجتماعية، لن نستطيع تكرار مثل هذا النموذج مجددًا، ليبقى "نوستالجيا" نحب أن نذهب في نزهة إليها بين الحين والآخر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة