مفاتيح الموهبة في "قلبي ومفتاحه"

10-3-2025 | 13:12

قد يظل الفنان يمثل ويمثل حتى ينتهي به العمر بحصيلة من الأعمال التي تشابهت أدواره فيها، دون أن يترك بصمة حقيقية. وهناك أمثلة كثيرة لممثلين خرجوا من مسيرتهم الفنية بلا شيء يُذكر، بينما هناك آخرون يمتلكون الموهبة والقدرة على اتخاذ قرارات جريئة للتغيير. فليس بالضرورة أن يكون الممثل هو البطل الأول في العمل، بل الأهم أن يكون هو البطل الأول في قلوب الجمهور وعلى السوشيال ميديا، وقد يصبح "تريند" رغم أنه ليس بطل المسلسل ولم تتم كتابة الدور خصيصًا له.

في مسلسلات رمضان هذا العام، تم إعادة اكتشاف بعض الممثلين وكأنهم يظهرون لأول مرة، رغم تاريخهم الحافل وأدوارهم المهمة. وهذا ما حدث في مسلسل "قلبي ومفتاحه"، حيث اعتاد المخرج تامر محسن أن يبهرنا بإعادة اكتشاف النجوم والممثلين. على سبيل المثال، أشرف عبد الباقي، الموهوب جدًا، لم يكن بالشخصية التي اعتدنا رؤيته بها، فقدّم دور "شناوي" بأسلوب جديد، كما فاجأنا محمود عزب في دور "نصر"، صاحب مطعم الطعمية، إذ قدم أداءً مميزًا بعد سنوات من عمله كمنولوجست وممثل.

جرأة تامر محسن في اختيار الممثلين ليست جديدة عليه، فقد شاهدناها في أعماله السابقة مثل "هذا المساء"، "تحت السيطرة"، "لعبة نيوتن" و"فقرة الساحر". وفي هذا المسلسل، قدّم كل الشخصيات بشكل متقن، فبرز أداء محمد دياب المتألق دائمًا، وآسر ياسين، وبالطبع مي عز الدين التي راهنت على دورها وكسبت الرهان.

بساطة الفكرة كانت أحد أسباب نجاح المسلسل، فقد كتبته مها الوزير بالتعاون مع المخرج تامر محسن، فكرة اعتمدت على حبكة مضافًا إليها بهارات مقبولة، تعتمد على الحب والانفصال وسوء الفهم كعناصر أساسية للتشويق. حيث تدور القصة حول سيدة مطلقة تبحث عن محلل للعودة إلى زوجها من أجل ابنها الصغير، فتلتقي بسائق يعمل في أحد تطبيقات النقل الخاص، وهو غير متزوج، فتقترح عليه الزواج لحل أزمتها دون أن تكشف له السبب الحقيقي. يتم الزواج والطلاق كما خططت، لكنها تجد نفسها لاحقًا بحاجة إلى ذلك الشخص.

لم تكن القصة الأكثر إبهارًا بين أكثر من 40 مسلسلًا يُعرض في رمضان، لكن طريقة تقديم تامر محسن للشخصيات جعلت من كل واحد منها بطلًا رئيسيًا. على سبيل المثال، الأم التي لعبت دورها سما إبراهيم كانت نجمة في أدائها البسيط، وأحمد خالد صالح تألق في دوره، وعايدة رياض أدهشتنا كعادتها، كما برز أسامة أبو العطا بملامحه وأدائه المختلف، وسارة عبدالرحمن التي عادت بعد تألقها في "سابع جار" وقدّمت شخصية جديدة كابنة لأشرف عبدالباقي.

تميزت شخصيات أخرى في الحلقات، ما أعطى نكهة خاصة لدراما إنسانية لفتت انتباه الكثيرين، خاصة أن العمل مكثف في 15 حلقة فقط، مما يجعل المشاهد بعيدًا عن الملل، إذ إن القصة لا تحتمل أكثر من ذلك.

وبعد مرور أسبوع على عرض الحلقات، أصبح واضحًا أننا أمام عمل أسري لم يتضمن مشاهد فجة أو عبارات خارجة، مما يجعله يستحق تقييمًا جيدًا جدًا، وقد يكون من أهم مسلسلات رمضان هذا العام، إذا ما قورن بالأعمال الأخرى، سواء تلك التي تمتد لـ30 حلقة أو 15 حلقة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة