قبل زمن الـ AI.. كيف نجح طارق علام في اختبار ذكاء وسرعة بديهة المصريين في «كلام من دهب»؟

7-3-2025 | 16:43
قبل زمن الـ AI كيف نجح طارق علام في اختبار ذكاء وسرعة بديهة المصريين في ;كلام من دهب;؟ طارق علام
سارة نعمة الله

"كلامنا كلام بسيط..من غير تعقيد.. نقابل أصحاب الحظ السعيد.. يفوزوا بجوائز من دهب".. كلمات بسيطة بقيت محفورة في ذاكرة المشاهد المصري، الذي كان يحرص دائمًا على مشاهدة برنامج الإعلامي الشهير "كلام من دهب" في العاشرة مساءً خلال أيام شهر رمضان الفضيل.

موضوعات مقترحة

على مدار سنوات طويلة بدأت في تسعينات القرن المنصرم، قدم التلفزيون المصري واحدًا من أنجح برامج المسابقات الشهيرة “كلام من دهب” والذي قدم حالة استثنائية في تاريخ برامج المسابقات التي طاف فيها مقدمها بين شخوص المجتمع المصري وأحياء القاهرة الكبرى باحثًا عن إجابات للفوازير التي كان يقدمها وسط ضحكات المارة في الشارع وعفويتهم وتلقاءيتهم في البحث عن إجابة االفوازير.

كاريزما قريبة من المجتمع

كان واحدًا من أسباب نجاح برنامج "كلام من دهب" مقدمه الإعلامي طارق علام، والذي نجح في أن يكون ضيفًا خفيفًا وصاحب حضور خاص لدى جمهوره في رمضان من كل عام مما جعل رحلة برنامجه تستمر على مدار أكثر من عشر سنوات .

كان مقدم البرنامج يتمتع بخفة الظل، ويتحدث بطريقة تحمل كثير من اللباقة واللياقة في طرح الأسئلة وإلقاء الدعابة اللطيفة “غير الجارحة” مع المارة خلال تسجيله معهم ويزيد على ذلك طريقة ملابسه “كاجوال” التي أقترب فيها من تركيبة المجتمع المصري في تلك المرحلة حيث كان يرتدي “قميصًا وبنطلونًا جينز وفي بعض الأحيان جاكت جلد” وهي ملابس تشبه الشباب وأصحاب الجيل الثلاثيني والأربعيني حينها، يضاف إلى ذلك اختياره في الفواصل بعض الأغاني الساخرة التي كان يعلق بها على إجابات ضيوفه بشكل كوميدي للدرجة التي كانت تجعل من يحالفهم الحظ بالظهور معه، عدم وضع هذه أغنية ساخرة على إجابتهم بالحلقة وسط ضحكاتهم. 

اختيار الأماكن 

ذكاء طارق علام لم يجعله فقط يبتكر فكرة الفوازير وطرحها في شكل برنامج تكون جائزته جنيهًا من الذهب، ولكن في اختياره لفكرة التصوير بالشارع في الهواء الطلق دون الاستعانة بأجواء الأستديو، ما يحمل معه كثير من التحرر والتلقائية في الحصول على مواقف طريفة والكشف عن سرعة البديهة، والأهم من ذلك رغبة الإعلامي طارق علام في منح الجائزة لعدد من الحالات الإنسانية الكادحة التي يقوم بالتصوير معها في الشارع.

وفي إحدى المرات قام الإعلامي بسؤال رجل عجوز يقوم ببيع البخور والسواك عن فزورته، وبدى الرجل في حالة بائسة نظرًا لإنفاقه على 7 أبناء، وسط محاولات الدعاء للإعلامي ليقوم الأخير بتسهيل الإجابة عليه وبالفعل يفوز ويمنحه جنيهًا دهبيًا.

يُضاف إلى ذلك التصوير الخاطف والسريع الذي كان يقوم به فريق العمل، فكان من الممكن أن يقوم طارق علام بإخراج يديه بالميكروفون وهو داخل سيارة بالتوازي مع سيارة آخرى "ميكروباص" تحمل عدد كبير من الركاب ليطرح عليهم سؤاله.

البرنامج أيضًا كان يشارك في دعم كثير من الحالات الإنسانية والحرجة كما قاد كثير من حملات التبرعات بالدم وغيرها من الأمراض ما كان إنعكاسًا لفكرة دوره الذي يمزج بين عدة أدوار إعلامية فيما يتعلق بصناعة المحتوى الترفيهي والإنساني.

طارق علام والذكاء الاصطناعي 

كانت فكرة برنامج "كلام من دهب" سابقة لأوانها بعقود زمنية حيث كانت تحمل ابتكارًا في تقديم فوازير تعتمد على اختبار الذكاءوالقدرات العقلية وسرعة البديهة قبل زمن “الذكاء الاصطناعي” الحالي والذي كان من الممكن إذا كان حاضرًا في تلك المرحلة سيحمل إسهامات قوية في إعداد مثل تلك الفوازير ما يدل على ذكاء صناع هذا المشروع وإخلاصهم لفكرته وإعداده الذي من المؤكد أنه كان يتم التحضير لكل موسم منه بأشهر طويلة.

يظل برنامج "كلام من دهب" الذي استمر تقديمه في الفترة من 1992 إلى 2004م، واحدًا من أنجح البرامج المصرية الرمضانية التي قدمت ونالت شهرة في الوطن العربي، كما حصد العديد من الجوائز بصفته واحدًا من أفضل البرامج العربية التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي. 


كلام من دهب طارق علام بياخد كل يوم اتنين جنيه هيقبض كام في الشهر؟ إيه الشيء اللي بتمسكه بايدك

كلام من دهب طارق علام إيه اللي بيجي في الدقيقة مرتين وفي القرن مرة واحدة؟
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: