حذر وزير الخارجية الصيني، وانج يي، اليوم الجمعة، من أن تحسن العلاقات مع اليابان لا يعني أنه يمكن لطوكيو استخدام تايوان لإثارة الاضطرابات في المنطقة.
موضوعات مقترحة
وأشاد وانج بـ"الاتجاه الإيجابي للتحسن والتطور" في العلاقات مع اليابان، لكنه أشار إلى أن هناك أشخاصًا في اليابان يتواطؤون سرًا مع قوى "استقلال تايوان" -وذلك وفق ما نقلته صحيفة سوث تشينا مورننج بوست الصينية.
وقال وانج:"نريد تحذير هؤلاء الأشخاص بأنه بدلًا من الترويج لفكرة 'إذا حدثت مشكلة في تايوان، فستحدث مشكلة في اليابان'، فمن الأفضل أن يتذكروا أنهم إذا استخدموا تايوان لإحداث المشاكل، فإنهم في الواقع يتسببون بمشاكل لليابان نفسها".
واحتلت اليابان تايوان بعد الحرب الصينية-اليابانية الأولى عام 1895 لكنها انسحبت منها بعد هزيمتها في الحرب الصينية-اليابانية الثانية عام 1945، عندما تم إرجاع الجزيرة إلى الصين التي كان يحكمها آنذاك حزب الكومينتانج. ثم اندلعت حرب أهلية استمرت أربع سنوات بين الكومينتانج والحزب الشيوعي الصيني، انتهت بفرار الكومينتانج إلى تايوان.
وتعتبر بكين تايوان جزءًا من الصين وتسعى لإعادة توحيدها، بالقوة إذا لزم الأمر. وعلى الرغم من أن معظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا تعترف بتايوان كدولة مستقلة، فإن واشنطن تعارض أي محاولة لضم الجزيرة بالقوة وتلتزم بتزويدها بالسلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحسين العلاقات بين بكين وطوكيو يمكن أن يساعد في تقليل حالة عدم اليقين التي تواجهها اليابان في علاقتها مع واشنطن. فقد أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أقل من شهرين على توليه ولايته الثانية، قلقًا في آسيا من خلال فرضه تعريفات جمركية على الحلفاء والخصوم على حد سواء، بالإضافة إلى خلافاته مع الناتو حول الالتزامات الدفاعية في أوكرانيا.
والتقى رئيس الوزراء الياباني، شينجيرو إيشيبا، بترامب في واشنطن الشهر الماضي، ورغم أن المحادثات اعتُبرت مؤشرًا إيجابيًا على العلاقات الأمريكية-اليابانية، فإنه لم يتضح بعد مدى التزام ترامب بتحالفات بلاده في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وكرر ترامب دعوته لحلفائه في المحيط الهادئ لتحمل المزيد من أعباء الإنفاق الدفاعي، كما وصف معاهدة الدفاع بين الولايات المتحدة واليابان بأنها غير متكافئة. ووفقًا لهذه المعاهدة، يتوجب على الولايات المتحدة الدفاع عن اليابان في حال تعرضها لهجوم، كما يُسمح لها بإنشاء قواعد عسكرية هناك. وتدفع اليابان نحو ملياري دولار سنويًا لدعم تكاليف تمركز القوات الأمريكية.
ودعا إلبرج كولبي، الذي رشحه ترامب لمنصب نائب وزير الدفاع للسياسات، اليابان إلى زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز خطط طوكيو الحالية لرفع ميزانيتها العسكرية إلى 2% بحلول عام 2027.
وردًا على ذلك، قال إيشيبا إن اليابان ستحدد ميزانيتها بنفسها دون أن تخضع لإملاءات الآخرين، غير أن العلاقات بين الصين واليابان ظلت متوترة بسبب تاريخ الحرب بينهما، بالإضافة إلى تحالف طوكيو مع واشنطن لمواجهة الأنشطة العسكرية الصينية في المنطقة.
وفي العام الماضي، انضمت اليابان إلى حلفاء الولايات المتحدة في إرسال سفن عبر مضيق تايوان، مما أثار اعتراضات شديدة من بكين.
كما زار مسؤولون يابانيون تايوان بانتظام، وكان من بينهم يويتشيرو تاماكي، زعيم حزب الشعب الديمقراطي، الذي التقى بالزعيم التايواني وليام لاي تشينج-تي الشهر الماضي.
ومع ذلك، هناك إشارات على تحسن العلاقات، ففي نوفمبر الماضي، التقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، مع إيشيبا على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بيرو، حيث وصف العلاقات الصينية-اليابانية بأنها تمر بـ"مرحلة حاسمة من التحسن والتطور".