الإرهاب الإلكتروني.. حرب خفية في الفضاء الرقمي ومصر تتصدى بالردع والتكنولوجيا

7-3-2025 | 13:32
الإرهاب الإلكتروني حرب خفية في الفضاء الرقمي ومصر تتصدى بالردع والتكنولوجياالإرهاب الإلكتروني
الضوي أحمد

يؤكد الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة الاستشارية العليا للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، أن الفضاء الرقمي أصبح ميدانًا جديدًا لمواجهة التحديات الأمنية، حيث تستغل الجماعات الإرهابية والمتطرفة التكنولوجيا والإنترنت لتنفيذ أجنداتها التخريبية، مما يجعل مواجهة الإرهاب الإلكتروني أولوية قصوى للدول الساعية للحفاظ على استقرارها.

موضوعات مقترحة

وأوضح أن الإرهاب الإلكتروني يعتمد على تقنيات متطورة وأدوات حديثة، أبرزها اللجان الإلكترونية التي تُستخدم لبث الشائعات، وتضليل الرأي العام، والتأثير على الاستقرار الداخلي للدول، إلى جانب محاولات تجنيد الشباب عبر الإنترنت، مستغلين ضعف الوعي الرقمي لديهم.

الإرهاب الإلكتروني وآلياته الحديثة في استهداف الدول والمؤسسات

الإرهاب الإلكتروني هو استخدام التكنولوجيا والفضاء الرقمي لشن هجمات ضد الدول والمؤسسات والأفراد بهدف إحداث ضرر سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي. وتتنوع أساليب هذا النوع من الإرهاب، بدءًا من نشر الأخبار المزيفة والشائعات، مرورًا بعمليات التجسس والاختراق، وصولًا إلى الهجمات السيبرانية المدمرة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية مثل أنظمة الطاقة والمياه والاتصالات.

وأشار الدكتور وليد حجاج إلى أن الجماعات الإرهابية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التشفير لتجنب المراقبة الأمنية، مما يجعل مواجهتها أكثر تعقيدًا، مؤكدًا أن المؤسسات الحكومية والاقتصادية تواجه هجمات سيبرانية متكررة تهدف إلى سرقة البيانات أو تعطيل الخدمات، فضلًا عن محاولات هذه الجماعات لاستقطاب المؤيدين عبر خطاب الكراهية والتحريض ضد الحكومات والمؤسسات الرسمية.

استراتيجية الدولة في التصدي للإرهاب الإلكتروني وتعزيز الأمن السيبراني

وأوضح الدكتور وليد حجاج أن الدولة تتبنى خطة متكاملة لمكافحة الإرهاب الإلكتروني تعتمد على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني، ورصد الأنشطة المشبوهة على الإنترنت، وتقوية التشريعات المتعلقة بالجرائم الإلكترونية.

الرصد والتتبع الإلكتروني

تعمل الأجهزة الأمنية على استخدام تكنولوجيا متقدمة لرصد وتتبع النشاطات المشبوهة عبر الإنترنت، سواء من خلال تحليل المحتوى الرقمي أو مراقبة الحسابات الوهمية التي تنشر الأكاذيب. كما يتم التعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى لإزالة المحتوى الإرهابي بسرعة ومنع انتشاره.

تعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية

تحصين البنية التحتية الرقمية يعد من أهم الأسلحة في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، حيث تعمل الدولة على تأمين شبكات المعلومات وتعزيز أنظمة الحماية الإلكترونية في المؤسسات الحكومية والخاصة لمنع أي محاولات اختراق أو تجسس.

التوعية الرقمية وبناء حائط صد مجتمعي ضد التطرف الإلكتروني

الوعي المجتمعي يشكل حاجزًا قويًا أمام محاولات الجماعات الإرهابية لاختراق العقول، لذلك يتم تنفيذ حملات توعوية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتعريف المواطنين بخطورة المعلومات المضللة وكيفية التحقق من الأخبار قبل تصديقها أو مشاركتها.

التعاون الدولي لمواجهة تهديدات الإرهاب السيبراني العابر للحدود

نظرًا لأن الإرهاب الإلكتروني لا يعترف بالحدود، أصبح التعاون بين الدول والمنظمات الدولية ضروريًا لمكافحته. وأكد الدكتور وليد حجاج أن الحكومات تعمل على تبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية وتنسيق الجهود لمواجهة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنية التحتية العالمية.

التشريعات.. السلاح القانوني لمكافحة الجرائم الإلكترونية

وأشار الدكتور وليد حجاج إلى أن القوانين والتشريعات أصبحت ركيزة أساسية في محاربة الإرهاب الإلكتروني، حيث تضع الدول أطرًا قانونية صارمة لملاحقة الجرائم الإلكترونية وفرض عقوبات مشددة على المتورطين فيها.

أبرز التشريعات لمكافحة الإرهاب الإلكتروني

قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية تتضمن عقوبات رادعة لمن يرتكب جرائم الاختراق الإلكتروني أو ينشر محتوى إرهابيًا أو يروج لأفكار متطرفة. كما تعمل الحكومات على وضع قوانين لحماية بيانات المستخدمين من الاستغلال من قبل الجماعات الإرهابية أو الجهات المشبوهة. بالإضافة إلى ذلك، يتم التنسيق مع شركات التكنولوجيا الكبرى لإزالة المحتوى الإرهابي ومنع استخدام الإنترنت كمنصة لنشر الفكر المتطرف.

وتشمل التشريعات أيضًا تشديد العقوبات على التمويل الإلكتروني للإرهاب، حيث تسعى الدول إلى تتبع مصادر التمويل غير المشروعة التي تعتمد عليها الجماعات المتطرفة لتنفيذ عملياتها.

التحديات التي تواجه جهود مكافحة الإرهاب الإلكتروني

رغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات تعيق عملية المواجهة، أبرزها التطور المستمر في تقنيات الاختراق، حيث تستخدم الجماعات الإرهابية وسائل متطورة مثل التشفير والتزييف العميق لإخفاء أنشطتها. كما أن الطبيعة العالمية للفضاء الرقمي تجعل من الصعب السيطرة الكاملة على المحتوى الإرهابي المنتشر عبر منصات متعددة في دول مختلفة.

المجتمع شريك أساسي في مواجهة الإرهاب الإلكتروني

لا تقتصر مواجهة الإرهاب الإلكتروني على الحكومات فقط، بل تلعب المجتمعات دورًا رئيسيًا في حماية الفضاء الرقمي. وأكد الدكتور وليد حجاج أن المواطنين يمكنهم المساهمة في التصدي لهذا التهديد من خلال التحقق من المعلومات قبل مشاركتها عبر الإنترنت لمنع انتشار الأخبار الكاذبة، والإبلاغ عن الحسابات المشبوهة التي تنشر محتوى إرهابيًا أو تحريضيًا.

الإرهاب الإلكتروني لم يعد تهديدًا افتراضيًا، بل أصبح خطرًا حقيقيًا يهدد المجتمعات ويتطلب استجابة قوية تشمل الجوانب الأمنية والتشريعية والتوعوية لمواجهته بفعالية.


وليد حجاجوليد حجاج
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: