تقدم "بوابة الأهرام" لجمهور قرائها ومتابعيها على مدار شهر رمضان المبارك تفسيرا مبسطا لبضع آيات من القرآن الكريم، واليوم يفسر الدكتور أحمد السيد السعيد الواعظ بالأزهر الشريف معني مفتاح الخير والبركة في قوله تعالى ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾.
موضوعات مقترحة
وتُعَدُّ هذه الآية الكريمة بوابة الدخول إلى رحاب القرآن العظيم، فلا تخلو سورة منها إلا "التوبة"، وقد استُفْتِحَ بها المصحف لتكون فاتحة كل عمل صالح، ودليلًا على التوكل على الله في كل شأن.
الفوائد المستنبطة:
وجوب استحضار اسم الله في بداية الأعمال تَبَرُّكًا واستعانة.
مع التأكيد على الرحمة الإلهية المتكررة في كلمتي "الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ" كما أن ارتباط العبد بربه في كل فعل يُعَزِّز مفهومَ العبودية الحقة.
الدلالات اللغوية:
"بِسْمِ" جاءت بصيغة الإلصاق، أي استفتاحًا واستعانةً وقُرْبًا.
و"اللَّهِ" هو الاسم الأعظم الجامع لكل صفات الكمال.
و"الرَّحْمٰنِ" صيغة مبالغة تدل على شمول الرحمة، و"الرَّحِيمِ" تدل على استدامتها للمؤمنين.
التفسير العام والإجمالي:
هذه الآية تعكس مدى العناية الإلهية بالخَلْق، فهي تُذَكِّرُنا بأنَّ الله باسْمِه الجامع لكل الصفات هو المنبع لكل رحمة، وأن كل عمل يُبتدأ باسمه يكون في طريق الصلاح والقبول.
الدلالات الإعجازية:
تكرار البسملة في بداية كل سورة يُثْبِت مركزيةَ الرحمة في الدين الإسلامي.
والتناسبُ بين "الرَّحْمٰنِ" و"الرَّحِيمِ" يدل على إحاطة الرحمة بكل تفاصيل حياة الإنسان.
الرد على شبهة:
قد يزعم بعضُ الناس أن الإسلام دينُ قسوة، لكن افتتاح أعظم كتاب بهاتين الصفتين يؤكد أن الرحمة هي الأصل، وأن التشريعات الإسلامية كلها تدور حول تحقيق الخير للإنسان.
ختامًا:
حين نبدأ يومنا وأعمالنا بِذِكْر الله، فإننا نستشعر مَعِيَّتَه، ونُدْرِك أن رحمته تغمرنا، فتمتلئ قلوبنا طمأنينة، ونُوْقِن أن طريق الخير مُمهَّدٌ أمامنا إن التزمنا بمنهجه القويم.