مع انتشار الهواتف الذكية والتطور السريع في عالم التطبيقات، برزت ظاهرة المقامرة الإلكترونية كإحدى الوسائل الترفيهية التي تجذب الملايين حول العالم.. إلا أن هذه التطبيقات، التي قد تبدو بريئة في ظاهرها، تحمل في طياتها مخاطر شرعية واجتماعية واقتصادية جسيمة، ففي الوقت الذي تَعِدُ فيه المستخدمين بالمتعة والربح السريع، يجد كثيرون أنفسهم عالقين في دوامة الإدمان والخسائر المالية الفادحة.
موضوعات مقترحة
لكن، ما الحكم الشرعي لهذه التطبيقات؟ وهل تختلف عن القمار التقليدي المحرَّم في الإسلام؟ وما تأثيرها على الأفراد والمجتمع؟ وخلال السطور التالية، نلقي الضوء على حرمانية المقامرة الإلكترونية، ومخاطرها وأثرها المدمر على المستخدمين، خاصة فئة الشباب، الذين يقعون فريسة سهلة لهذه الألعاب الرقمية المغرية.
القمار المحرم
ومن جانبه، يقول محمد عبدالعظيم الأزهري، أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن المراهنات أو المقامرة التي يجريها المشاركون على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالا في حساباتها ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط ويخسر الباقون من عين القمار المحرم.
تطبيقات المقامرة الإلكترونية
وتابع: أن القمار أو المراهنة من الميسر المتفق على حرمته شرعا، قال تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ».
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لنا: « مَنْ حَلَف فَقَالَ في حلفِهِ: بِالَّلاتِ والْعُزَّى، فَلْيقُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّه ومَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ، تَعَالَ أقَامِرْكَ فَليتَصَدَّق». يتصدق لأنه دعا غيره إلى القمار، لعل الله عز وجل يذهب السيئة بالحسنة، فكيف بمن قامر بالفعل؟
واستكمل: فالقمار أيضا أكل لأموال الناس بالباطل، وكبيرة من كبائر الذنوب. كما يعد كسب القمار مالا خبيثا ويؤثر سلبا على الدخل الأُسري والاستقرار المادي بالغرق في الديون، وما ينتج عنه من محاولات التخلص من الحياة هربا من ضغوطه ومشكلاته، وكذلك يؤثر على الاستقرار العائلي، الذي يؤثر بدوره على الأطفال، ويؤدي إلى كثرة المشكلات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق.
محمد عبد العظيم الأزهري، أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
ويؤكد أمين لجنة الفتوى بالأزهر لشريف، أنه لا شك أن المفسدة والإثم متحققان في هذه المقامرات، فقد سماها الحق سبحانه في كتابه العزيز (رجس من عمل الشيطان).
ويشير محمد عبد العظيم الأزهري أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بينما تروج تطبيقات المقامرة الإلكترونية لنفسها كوسيلة للترفيه، إلا أن واقعها يحمل مخاطر جسيمة، تتطلب تدخلاً سريعًا من الجهات التنظيمية والمجتمعية، متسائلا: هل ستتمكن القوانين والرقابة من الحد من هذه الظاهرة، أم أنها ستظل فخًا رقميًا يبتلع المزيد من الضحايا؟