تقدم "بوابة الأهرام" على مدار شهر رمضان المبارك، سيرة مختصرة لعدد من النساء في عهد النبي صلوات الله عليه وسلامه، وفي حلقة اليوم، نتعرف على سيرة عطرة لامرأة عظيمة من تاريخنا الإسلامي، وهى السيدة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها.
موضوعات مقترحة
تقول عنها وفاء عز الدين الواعظة بالأزهر الشريف: إنها صحابية جليلة من أهل المدينة ذات أصل عريق ونسب رفيع ينتهي نسبها إلى بني النجار اللي شهد ليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخير.. أكتر حاجة ميزتها شخصيتها المتميزة فقد عرفت بالتضحية والشجاعة والصبر والإقدام فكانت مثالًا وقدوة للنساء في كل عصر.. إنها الصحابية الجليلة( نَسيبة بنت كعب المازينة الأنصارية وكانت تشتهر بـ"أم عمارة").
سخرت نَسيبة طاقتها لخدمة الدين من بداية دخولها الإسلام، فكان شغلها الشاغل وهمها الكبير خدمت الدين ونشرة.
ولم يقتصر دور هذا الصحابية على أن تنشر دين الله عز وجل وتجاهد وتضحي بل أدركت أن رسلتها ستكون قاصرة وسطحية بدون أسرتها فسعت بكل ما لديها لتربية أبنائها.
وأحسنت.. فقد ملئت قلوبهم إيمان.. وصدورهم شجاعة وسواعدهم قوة .. فكانت بحق نعم المربية.
وأما عن قصة إسلامها رضي الله عنها ..فقد كانت نسيبة ضمن وفد الأوس والخزرج في بيعة العقبة الثانية اللي كانت بعد سنة من بيعة العقبة الأولي اللي بايع فيها النبي صلى الله عليه وسلم ١٢ رجل من سكان يثرب وارسل معهم النبي صلى الله عليه وسلم مُصعب بن عُمير رضي الله عنه ليًقرأهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقهم في الدين.
وفي يثرب دعا مصعب بالحكمة والموعظة الحسنة فأسلم على يده كثير من أهل يثرب من بينهم نسيبة بنت كعب وزُوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب وعبد الله.
وبعد البيعة ذهبت نُسيبة إلى يثرب تترقب مجىء النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة وبعد مجيئه صلي الله عليه وسلم واظبت على حضور مجالس العلم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما نادي منادي الجهاد في غزوة أحد خرجت رضي الله عنها مع زوجها وأولادها لتشارك في هذه الغزوة.. ولكن ماذا تفعل هذه المرأة إذا دارت الحرب واشتدت؟ فالسيدة نسيبة تتحدث بنفسها فتقول:
خرجت إلى جبل أحد ومعى سِقاء أريد أن أسقي به المجاهدين في سبيل الله وكانت الغلبة عندما وصلت للمسلمين فلم يمضي سوى وقت قليل حتى انهزم المسلمون..
ولما حدث هذا القيت السقاء واخذت ابحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فوجدته ومعه القليل من الصحابة يدافعون عنه صلي الله عليه وسلم فشددت علىّ ثيابي .. وامسكت بالسيف أقاتل دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فقد كانت رضي الله عنها تخاف على النبي صلى الله عليه وسلم من السهام والنبال التي تنهال عليه من كل جانب فوقفت امام النبي صلي الله عليه وسلم لتفديه بروحها..
فقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:" ما ألتفتُ يمينًا أو يسارًا إلا وأنا أراها تُدافع دوني".
يا لها من امرأة عظيمة دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاعًا مستميتًا عجز عنه الرجال فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَمَقَامُ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ مَقَامِ فُلانٍ وَفُلانٍ ".
عاشت السيدة نسيبة وهي تنتظر اليوم الذي تلتقي فيه بالاحبة في جنات الفردس، فلم يطل ذلك اليوم، ولما جاء وقتها فاضت روحها إلى خالقها وتركت لنا سيرة عطرة خالدة على مر التاريخ.