تعد الألعاب النارية من أبرز مظاهر الاحتفال في العديد من المناسبات، مثل الأعياد الوطنية والأفراح وشهر رمضان.
موضوعات مقترحة
ورغم البهجة التي تضفيها، فإنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة على الأفراد والمجتمع. فكثيرًا ما تتحول لحظات الفرح إلى مآسٍ بسبب الاستخدام غير الآمن لهذه الألعاب، ما يؤدي إلى إصابات خطيرة، وحرائق، وأضرار بيئية.
شهدت منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة حادثة مأساوية، حيث فقد شاب بصره في عينه اليمنى نتيجة إصابة مباشرة بصاروخ ناري أطلقه الأطفال خلال لهوهم في الشارع.
كان الشاب عائدًا من عمله قبل موعد الإفطار، وفوجئ بأطفال يطلقون “صواريخ رمضان”، وعندما ألقى أحدهم صاروخًا بالقرب منه، انفجر مباشرة في وجهه، ما أدى إلى نزيف في القرنية وانفجار في عينه اليمنى، وفقدانه البصر كليًا فيها.
الألعاب النارية
أبرز المخاطر الصحية للألعاب النارية
وتتسبب الألعاب النارية سنويًا في آلاف الإصابات حول العالم، وخاصة بين الأطفال والمراهقين الذين يتعاملون معها دون إدراك لمخاطرها. وتشمل أبرز الإصابات الحروق الخطيرة، حيث تُعد الحروق من أكثر الإصابات شيوعًا، حيث تؤدي الشرارات الساخنة إلى حروق من الدرجة الثانية والثالثة، وقد تترك آثارًا دائمة على الجلد، هذا بالإضافة إلى إصابات العيون، حيث يمكن أن تسبب الألعاب النارية جروحًا في القرنية، أو تمزقًا في الشبكية، ما قد يؤدي إلى فقدان البصر جزئيًا أو كليًا، وأيضا من أبرز المخاطر الصحية للألعاب النارية البتر وفقدان الأطراف، لأن بعض الألعاب النارية تحتوي على كميات كبيرة من البارود، وإذا انفجرت في اليد، فقد تؤدي إلى فقدان الأصابع أو اليد بالكامل.
كما أن الأصوات العالية الناتجة عن الانفجارات قد تؤدي إلى تلف في الأذن الداخلية، مما يسبب فقدانًا دائمًا أو مؤقتًا للسمع، فضلا عن المشكلات التنفسية نتيجة الدخان المنبعث من الألعاب النارية، حيث يحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي، خاصة لدى مرضى الربو.
الألعاب النارية
الألعاب النارية والحرائق
كما تُعد الألعاب النارية سببًا رئيسيًا في اندلاع الحرائق، حيث يمكن أن تشتعل النيران في المنازل أو الأشجار أو الممتلكات العامة إذا تم استخدامها بشكل غير آمن.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الحرائق في بعض الدول تحدث بسبب الألعاب النارية، خاصة خلال الأعياد والمناسبات الكبرى.
اقرأ أيضا:
الألعاب النارية
التأثير البيئي للألعاب النارية
ومن جانبها، تقول الدكتورة أمل سعد الدين، رئيس شعبة البيئة بالمركز القومي للبحوث، أن الألعاب النارية لا ينتج عنها أضرار صحية فقط بل أيضا أضرار بيئية؛ حيث تحتوي الألعاب النارية على معادن ثقيلة ومواد كيميائية تسبب تلوثًا في الهواء عند انفجارها، ما يؤدي إلى مشكلات صحية، خاصة لمرضى الحساسية والجهاز التنفسي، هذا بالإضافة إلى الإضرار بالحياة البرية، لأن الأصوات العالية والانفجارات المفاجئة تؤثرعلى الحيوانات، مما يؤدي إلى حالة من الذعر قد تتسبب في هروبها أو تعرضها لحوادث قاتلة.
واستكملت، وتتسبب الألعاب النارية في ضوضاء شديدة تؤثر على الأطفال وكبار السن، وتؤدي إلى اضطرابات النوم والصداع المزمن.
الألعاب النارية
حوادث مأساوية بسبب الألعاب النارية
شهدت العديد من الدول حوادث مروعة بسبب الاستخدام غير المسئول للألعاب النارية، ومنها: في مصر، تعرض العديد من الأطفال لإصابات خطيرة بسبب انفجار المفرقعات في أيديهم خلال الاحتفالات، وكان آخرها إصابة شاب بانفجار بقرية العين بسبب الألعاب النارية بمنطقة كرداسة.
وفي الهند، تسبب احتفال ديوالي السنوي في وقوع مئات الحرائق بسبب الاستخدام العشوائي للألعاب النارية.
ونجد في الولايات المتحدة، تسجل المستشفيات آلاف الإصابات كل عام نتيجة سوء استخدام المفرقعات خلال احتفالات عيد الاستقلال.
الألعاب النارية
كيفية الوقاية من مخاطر الألعاب النارية
للحد من الإصابات والمخاطر الناجمة عن الألعاب النارية، ينصح خبراء السلامة باتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية، منها:
1- منع الأطفال من استخدامها تمامًا، وتركها للكبار فقط تحت إشراف صارم.
2- شراء الألعاب النارية من مصادر موثوقة ومرخصة، حيث إن الأنواع غير القانونية تكون أكثر خطورة.
3- استخدامها في أماكن مفتوحة بعيدًا عن المنازل والأشجار والمناطق القابلة للاشتعال.
4- ارتداء نظارات واقية والقفازات عند إشعال الألعاب النارية لحماية العينين واليدين.
5- عدم إعادة إشعال الألعاب النارية التي لم تنفجر، فقد تنفجر فجأة وتسبب إصابات خطيرة.
6- الاحتفاظ بطفايات الحريق أو دلاء الماء بالقرب من مكان إطلاق الألعاب النارية تحسبًا لأي طارئ.
وأخيرًا، رغم المتعة التي توفرها الألعاب النارية، إلا أن مخاطرها تفوق فوائدها إذا لم يتم استخدامها بحذر. فالوعي بالمخاطر واتخاذ الاحتياطات اللازمة يمكن أن يساهم في تقليل الحوادث والإصابات، وضمان احتفالات أكثر أمانًا. لذا، يجب على الحكومات والأسر تشديد الرقابة على استخدامها، ونشر التوعية حول مخاطرها، لضمان سلامة الجميع.