الاستخدام الآمن للإنترنت وتجنب المخاطر النفسية للدارك ويب من منظور علم النفس الرقمي

4-3-2025 | 13:01
الاستخدام الآمن للإنترنت وتجنب المخاطر النفسية للدارك ويب من منظور علم النفس الرقميأرشيفية
الضوي احمد
يهتم علم النفس الرقمي بدراسة تأثير الإنترنت على السلوك والإدراك البشري، وبالتالي فإن الاستخدام الآمن للإنترنت لا يقتصرعلى الحماية التقنية فقط، بل يشمل أيضاً الوعي النفسي والتأثيرات الإدراكية.
موضوعات مقترحة


الدكتورة نيفين حسني، استشاري علم النفس الرقمي، توضح فى السطور التالية طريقة الاستخدام الآمن للإنترنت من منظور علم النفس الرقمي، وتجنب الوقوع فى مخاطر الدارك ويب.


 


 الوعي بالمخاطر الرقمية وتجنب الخداع الإلكتروني


تقول الدكتورة نيفين حسني يجب فهم كيفية عمل الخوارزميات التي توجه المحتوى يساعد في تجنب الوقوع في غرف الصدى (Echo  Chambers) أو الإستهداف غير الواعي بالإعلانات والمعلومات المضللة.


وتضيف كما يجب الحذر من التصيد الاحتيالي (Phishing) عبر رسائل البريد الإلكتروني أو المواقع المزيفة التي تحاول سرقة البيانات الشخصية.


 


إدارة الوقت الرقمي وتقليل الإدمان


تشدد استشاري علم النفس الرقمي على استخدام الإنترنت بشكل واعٍ يساعد على تجنب الإدمان الرقمي الذي قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، تراجع الإنتاجية، وزيادة القلق.


وتشير إلى ضرورة تطبيق تقنيات "الديتوكس الرقمي" مثل تخصيص وقت محدد يومياً لإستخدام الإنترنت والتقليل من تصفح وسائل التواصل الإجتماعي قبل النوم.


 


حماية الخصوصية الرقمية والبيانات الشخصية


وضعت الدكتورة نيفيمن حسني عدة ضوابط لحماية الخصوصية الرقمية والبيانات الشخصية هي:


تجنب مشاركة المعلومات الحساسة على الإنترنت وإستخدام إعدادات الخصوصية في مواقع التواصل الإجتماعي.


إستخدام كلمات مرور قوية وتفعيل المصادقة الثنائية (2FA) للحماية من الإختراقات.


 


تجنب المحتوى الضار والسيطرة على التأثير النفسي


الابتعاد عن المحتوى السلبي مثل الأخبار المضللة، والتنمر الإلكتروني، والمقارنات الإجتماعية غير الواقعية التي قد تؤثر على الصحة النفسية.


تطوير وعي رقمي نقدي يساعد على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمضللة، مما يقلل من التوتر والخوف الناتج عن التضليل الإعلامي.


 


 التفاعل الصحي مع الذكاء الإصطناعي والأنظمة الذكية


الحد من الإعتماد الكامل على الخوارزميات الذكية في إتخاذ القرارات الشخصية، مثل توصيات الأخبار أو مقاطع الفيديو، للحفاظ على التفكير النقدي والإستقلالية الفكرية.


التأكد من مصادر المعلومات قبل تصديقها أو نشرها، حيث يمكن للذكاء الإصطناعي نشر معلومات غير دقيقة أو متحيزة.


 


مخاطر استخدام الأفراد للدارك ويب على صحتهم النفسية


قالت استشاري علم النفس الرقمي إن الدارك ويب (Dark Web) هو جزء غير مرئي من الإنترنت يتطلب برامج خاصة للوصول إليه، وهو بيئة تحتوي على نشاطات غير قانونية وخطيرة يمكن أن تؤثر بشدة على الصحة النفسية للأفراد الذين يستخدمونه، وأوضحت أبرز مخاره فى التالي:


 


 التعرض لمحتوى صادم ومؤذٍ نفسياً


المستخدمون قد يتعرضون لمواد عنيفة أو غير قانونية مثل الجرائم، المخدرات، والتجارب البشرية غير الأخلاقية، مما قد يؤدي إلى صدمة نفسية أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).


التعرض المستمر لهذا النوع من المحتوى قد يسبب تبلد المشاعر، القلق المزمن، أو الكوابيس المتكررة.


 


 زيادة القلق والشعور بعدم الأمان


بسبب غموض البيئة في الدارك ويب، يشعر المستخدمون بعدم اليقين والخوف من الإختراقات الإلكترونية أو التهديدات الأمنية.


إمكانية التعرض للإبتزاز أو الإستهداف من قبل مجموعات إجرامية مما يزيد من التوتر والضغط النفسي.


 


الإدمان على التجربة الخطرة


بعض المستخدمين يصبحون مدمنين على الفضول الإستكشافي والتعرض للمحتوى المحظور، مما يؤثر على سلوكهم اليومي وقد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية و الإنحراف سلوكياً. 


الدراسات تشير إلى أن الإثارة الناتجة عن المخاطر العالية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة هرمون الدوبامين، مما يجعل المستخدم يرغب في تكرار التجربة حتى لو كانت ضارة نفسيا وبالتالي يصبح مدمناً لها.


 


. التأثير على القيم والسلوكيات الأخلاقية


التفاعل المستمر مع بيئات غير قانونية أو غير أخلاقية قد يؤدي إلى تطبيع الجرائم أو تقليل الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية  مما يؤدي إلى تحريف الأفكار والمبادئ ورؤية الجرائم والأفعال الغير أخلاقية أمراً عادياً ومقبولاً. ومن ثم يمكن أن يضعف القدرة على التعاطف مع الآخرين، خاصةً عند التعرض لمحتوى يرتبط بالعنف أو الإستغلال.


 


 التأثيرات على الصحة العقلية


الاستخدام المستمر للدارك ويب قد يؤدي إلى الاكتئاب، جنون الإرتياب (Paranoia) ، وزيادة مستويات التوتر والقلق. فالأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلاً في بيئات رقمية معزولة مثل الدارك ويب قد يعانون من تراجع في مهارات التواصل الإجتماعي والشعور بالإغتراب عن المجتمع.


 


كيفية تجنب المخاطر النفسية للدارك ويب؟


لتجنب المخاطر النفسية للدارك ويب قالت نيفين حسني، يجب الآتي:


تجنب الدخول إلى هذه البيئات بدافع الفضول فقط، حيث يمكن أن يكون التأثير النفسي طويل الأمد.


في حالة التعرض لمحتوى صادم، يُفضل إستشارة مختص نفسي لمعالجة الآثار النفسية المحتملة.


استخدام الإنترنت في بيئات آمنة وتعزيز الوعي الرقمي الأخلاقي يساعد في حماية الصحة النفسية.


 


أخيًرا لاستخدام الآمن للإنترنت من منظور علم النفس الرقمي يعتمد على الوعي بالمخاطر، إدارة الوقت، حماية الخصوصية، والتفاعل الصحي مع الذكاء الإصطناعي. أما الدارك ويب، فقد يكون له تأثيرات نفسية خطيرة مثل الصدمة النفسية، زيادة القلق، والتأثير على القيم والسلوكيات الأخلاقية. التوازن في الاستخدام والتوعية المستمرة هو الحل للحفاظ على الصحة النفسية في العصر الرقمي.


الدكتورة نيفين حسنيالدكتورة نيفين حسني
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة