قدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، بيانًا افتتاحيًا أمام مجلس المحافظين في فيينا، تناول فيه أحدث التطورات المتعلقة بالأمن والسلامة النووية في العالم، مع التركيز على أوكرانيا، إيران، وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى جهود الوكالة في دعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
موضوعات مقترحة
مع دخول النزاع المسلح في أوكرانيا عامه الرابع، أكد غروسي أن الوضع في المنشآت النووية الأوكرانية لا يزال خطيرًا. وأوضح أن فرق الوكالة تواصل تواجدها في جميع المحطات النووية الأوكرانية رغم التحديات المتزايدة، مشيرًا إلى أن الهجمات الأخيرة ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية للطاقة الكهربائية، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار إمدادات الطاقة النووية. كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء الهجوم بطائرة مسيرة على منشأة تشيرنوبل في يناير، الذي تسبب في أضرار جسيمة دون حدوث تسرب إشعاعي.
وفيما يتعلق بإيران، كشف غروسي عن زيادة في مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ليصل إلى 275 كغم، محذرًا من أن إيران تظل الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصب اليورانيوم بهذا المستوى، ما يثير مخاوف جدية بشأن طبيعة برنامجها النووي. وأعرب عن أسفه لعدم إحراز تقدم في تنفيذ البيان المشترك بين الوكالة وإيران، داعيًا طهران إلى التعاون الفوري لحل القضايا العالقة وضمان امتثالها الكامل لاتفاق الضمانات.
كما أشار غروسي إلى استمرار كوريا الشمالية في تشغيل مفاعلها النووي في يونغبيون، مع وجود مؤشرات على استعداد بيونغ يانغ لإجراء عملية إعادة معالجة جديدة لاستخراج البلوتونيوم. وأكد أن تطوير بيونغ يانغ لقدراتها النووية يمثل انتهاكًا صارخًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، مجددًا دعوته لكوريا الشمالية للعودة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها النووية.
وعلى صعيد الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، استعرض غروسي مبادرات الوكالة لدعم الطاقة النووية في الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن عدد المفاعلات النووية العاملة عالميًا بلغ 417 مفاعلًا في 31 دولة، توفر نحو 10% من إجمالي الكهرباء في العالم. كما أعلن عن عقد مؤتمر دولي حول الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية في ديسمبر المقبل لتعزيز التكامل بين التقنيات الحديثة والقطاع النووي.
واختتم غروسي بيانه بالتأكيد على أهمية التمويل المستدام لأنشطة الوكالة، مشيرًا إلى أن الميزانية المقترحة للعامين 2026-2027 تحافظ على النمو الصفري الحقيقي رغم التحديات المالية. كما أعرب عن تطلعه إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن النووي وتحقيق التقدم في القضايا العالقة لضمان الاستخدام الآمن والسلمي للطاقة النووية في جميع أنحاء العالم.