أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يأتي ضمن استراتيجيات الاحتلال لممارسة الضغوط السياسية، خاصة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار واقتراب انعقاد القمة العربية الطارئة.
موضوعات مقترحة
وأوضح سلامة، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحرك بأريحية كبيرة مدفوعًا بدعم داخلي ودولي، حيث يسعى لتحقيق مكاسب سياسية تخدم أجندته الانتخابية، فضلًا عن تلقيه دعمًا أمريكيًا مكثفًا، سواء عبر صفقات السلاح التي بلغت 12 مليار دولار أو عبر مواقف سياسية تمنحه مساحة أوسع للمناورة.
وأشار إلى أن نتنياهو يحاول عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتطلب انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، إذ يسعى إلى فرض شروط أمنية وتصعيد ميداني يضمن بقاء الاحتلال في القطاع، في محاولة لتحقيق أهداف تتعلق بالتمدد الاستيطاني وتنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين، التي تعود إلى الرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
الدور المصري مستمر رغم العراقيل
وأكد سلامة أن مصر مستمرة في جهودها السياسية والدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية، حيث أعلنت الانتهاء من خطة إعادة إعمار غزة، بالتزامن مع استمرار المساعي لإدخال المساعدات والمعدات اللازمة للقطاع رغم العراقيل الإسرائيلية.
وشدد على أن القيادة المصرية تتبنى نهج الأفعال وليس الأقوال، حيث وضعت خطوطًا حمراء حالت دون تنفيذ مخططات التهجير، كما بادرت برؤية متكاملة للإعمار كخطوة عملية لمواجهة محاولات تفريغ القطاع من سكانه.
القمة العربية وأهمية المخرجات التنفيذية
وفيما يتعلق بالقمة العربية الطارئة المرتقبة، شدد سلامة على ضرورة أن تخرج بنتائج تنفيذية ملموسة، تتضمن إجراءات بجدول زمني واضح، مع توحيد الموقف العربي واستخدام أوراق الضغط المتاحة لمواجهة المخططات الإسرائيلية، خاصة في ظل استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
وأضاف أن القضية الفلسطينية لم تعد مجرد خيار سياسي، بل باتت قضية وجودية تمس الأمن القومي العربي، مما يستدعي موقفًا حاسمًا لمواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف الاستقرار في المنطقة.
د. حسن سلامة: مماطلات إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة متوقعة