مسجد زغلول.. حصن المقاومة وجوهرة العمارة الإسلامية في رشيد | صور

3-3-2025 | 13:34
مسجد زغلول حصن المقاومة وجوهرة العمارة الإسلامية في رشيد | صورمسجد زغلول
البحيرة - ياسر شميس

في قلب مدينة رشيد، الواقعة على ضفاف النيل بمحافظة البحيرة، يتربع مسجد زغلول كشاهدٍ صامد على عصورٍ مضت، حاملاً بين جنابته قصصًا من العزة والمقاومة. 

موضوعات مقترحة


مسجد زغلول

تاريخ مسجد زغلول في البحيرة

يعود تاريخ هذا الصرح العريق إلى أيام المماليك، حين أُسس في القرن الرابع عشر الميلادي (785 هـ/ 1383 م)، ليصبح لاحقاً أحد أكبر وأعرق مساجد المدينة، ومنارةً معماريةً وتاريخيةً تجمع بين روائع العمارة الإسلامية وأمجاد النضال ضد الاحتلال.


مسجد زغلول

تصميم مسجد زغلول في البحيرة

بدأت رحلة بناء المسجد في العصر المملوكي، حيث شُيد الجزء الشمالي الغربي بتصميم مستطيل، يضم صحناً مكشوفاً وأروقةً محاطةً بأعمدة من الرخام والجرانيت تحمل عقوداً مدببة، تضفي عليه طابعاً مهيباً. 


مسجد زغلول

وكانت مئذنته الغربية، التي لم يبقَ منها سوى قاعدتها بعد تدميرها على يد القوات البريطانية عام 1807م، تاجاً يعانق السماء، معلنةً عظمة البناء.

توسعات مسجد زغلول في البحيرة

ومع مرور الزمن، شهد المسجد توسعاتٍ كبرى، ففي عام 956 هـ/ 1549 م، أمسك الحاج علي زغلول بزمام التجديد، مضيفاً خمس بلاطات جنوبية ومداخل جديدة، إلى جانب محرابٍ وسبيلٍ وكتابٍ في الزاوية الشمالية الغربية؛ ليمنح المسجد رونقاً جديداً يعكس ازدهار العصر العثماني. 


مسجد زغلول

ثم جاءت المرحلة الثالثة على يد الحاج محيي الدين عبد القادر، الذي أضاف القسم الشرقي بصحنه وأروقته، ومئذنةً شرقيةً بطوابقها الخمسة المثمنة، تتوجها خوذة بصلية تتألق كجوهرة عثمانية.

ومعمارياً، ينقسم المسجد إلى قسمين، يفصل بينهما جدار من الطوب، الجزء الغربي بصحنه السماوي وأعمدته الرخامية، والجزء الشرقي الذي جرى ترميمه عام 1982م بنفس الأناقة. 

ويزين المسجد محرابان، أحدهما شرقي نصف دائري مزخرف بالطوب المنجور، والآخر غربي بعقد منكسر، إلى جانب منبر خشبي فاخر، ودكة المبلغ المذهبة، التي تحمل أثر الحاج محيي الدين عبد القادر.


مسجد زغلول

ليس مسجدًا فقط.. بل قلعة للمقاومة

لكن المسجد لم يكن مجرد حجرٍ وتصميم، بل كان قلعةً للمقاومة؛ حيث واجهت رشيد في عام 1807م حملة فريزر البريطانية، ومن بين جدران هذا المسجد انطلقت شرارة النضال بقيادة الشيخ حسن كريت؛ حيث تجمع الأهالي والمجاهدون في المسجد، ليصدوا المحتلين ويسطروا انتصاراً باهراً، جعل المسجد هدفاً للقصف والدمار، لكنه ظل صامداً كرمزٍ للتحدي.


مسجد زغلول

مسجد زغلول يواجه تحديات الزمن

ورغم صموده، لم يسلم مسجد زغلول من عوامل الزمن وارتفاع المياه الجوفية، فتهاوت قبابه وأعمدته. 

لكن في عام 2006م، تدخل المجلس الأعلى للآثار بمشروع ترميم طموح، أعاد بناء العناصر بموادها الأصلية، ورفع الأرضية، ليعود المسجد إلى الحياة، وافتتحت مرحلته الأولى عام 2018م، كأيقونةٍ تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتجدد.


مسجد زغلول

مسجد زغلول

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: