مخاوف المستخدمين تُجبر موزيلا على التراجع.. تعديلات جذرية في شروط فايرفوكس

2-3-2025 | 12:47
مخاوف المستخدمين تُجبر موزيلا على التراجع تعديلات جذرية في شروط فايرفوكسمتصفح الإنترنت فايرفوكس
عمرو النادي

في استجابة سريعة لموجة من الانتقادات، قامت شركة موزيلا، المطورة لمتصفح فايرفوكس، بتحديث شروط الاستخدام للمرة الثانية خلال أسبوع، بعد اعتراضات على صياغة واسعة بدت وكأنها تمنح الشركة حقوقاً شاملة على جميع البيانات التي يرفعها المستخدمون عبر المتصفح، حسبما أفاد موقع thehackernews التقني المتخصص.

موضوعات مقترحة

التعديلات الجديدة على شروط الاستخدام

أوضحت الشروط المحدثة أن موزيلا تحصل فقط على الحقوق اللازمة لتشغيل فايرفوكس، وتشمل معالجة بيانات المستخدمين كما هو موضح في سياسة الخصوصية الخاصة بفايرفوكس. كما تؤكد البنود الجديدة أن الشركة لا تمتلك أي حقوق ملكية على المحتوى الذي يدخله المستخدمون.

وكانت الصيغة السابقة، التي بدأ تطبيقها في 26 فبراير، قد تضمنت نصاً أكثر شمولية أثار جدلاً، إذ جاء فيه:

"عندما تقوم بتحميل أو إدخال معلومات عبر فايرفوكس، فإنك تمنحنا ترخيصاً غير حصري وخالٍ من العوائد لاستخدام تلك المعلومات لمساعدتك على التنقل والتفاعل مع المحتوى عبر الإنترنت وفقاً لاستخدامك للمتصفح."

استجابة موزيلا للمخاوف

أوضحت موزيلا أن الغرض من تحديث الشروط هو تقديم توضيح أكبر حول كيفية عمل فايرفوكس، إلا أن الصياغة الأولية تسببت في حالة من القلق لدى المستخدمين. وقال أجيت فارما، نائب رئيس المنتجات في موزيلا:
"كنا نسعى لأن نكون أكثر وضوحاً بشأن كيفية تشغيل فايرفوكس، لكننا أدركنا أن ذلك خلق بعض الالتباس والمخاوف لدى المستخدمين."

وأكدت الشركة أنها لا تبيع بيانات المستخدمين ولا تتاجر بها، لكن بعض التشريعات تُعرّف مصطلح "البيع" بطرق مختلفة تشمل أشكالاً متعددة من تبادل البيانات مقابل منافع مالية أو غير مالية، مما استدعى إعادة صياغة بعض البنود لضمان الامتثال القانوني.

مشاركة البيانات مع الشركاء

أشارت موزيلا إلى أنها تجمع بعض البيانات وتشاركها مع شركائها من خلال الإعلانات الاختيارية على صفحة "علامة تبويب جديدة" والاقتراحات المدفوعة في شريط البحث، وذلك بهدف الحفاظ على استدامتها التجارية.

أما فيما يتعلق بالدردشة مع روبوتات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية، والتي يمكن تشغيلها عبر الشريط الجانبي في فايرفوكس، فقد أكدت موزيلا أنها لا تصل إلى محادثات المستخدمين، لكنها تجمع بيانات فنية تتعلق باستخدام هذه الميزة، مثل عدد مرات اختيار كل مزود خدمة وعدد مرات استخدام الاقتراحات وطول النص المحدد.

وقال فارما:
"عندما نشارك البيانات مع شركائنا، فإننا نبذل جهداً كبيراً لضمان إزالة أي معلومات قد تُعرّف هوية المستخدم، أو مشاركتها بشكل مجمّع، أو معالجتها من خلال تقنيات تحافظ على الخصوصية مثل (OHTTP)."

الجدل حول تتبع الإعلانات وسياسات الخصوصية

يأتي الجدل حول شروط استخدام فايرفوكس في وقت تواجه فيه جوجل تدقيقاً متزايداً بشأن سياسات تتبع الإعلانات الجديدة التي أطلقتها في 16 فبراير 2025، والتي تسمح باستخدام عناوين IP لتحديد المستخدمين عبر المنصات دون الحاجة إلى إعادة تعريف هويتهم مباشرة.

وقد وصفت هيئة تنظيم المعلومات في المملكة المتحدة (ICO) هذه التغييرات بأنها "غير مسؤولة"، مشيرة إلى أن الشركات التي تستخدم تقنيات تتبع المستخدمين ستحتاج إلى إثبات امتثالها لقوانين حماية البيانات، بما في ذلك تقديم الشفافية الكاملة، والحصول على موافقة صريحة، وضمان معالجة البيانات بطريقة عادلة، بالإضافة إلى احترام حقوق المستخدمين مثل الحق في حذف بياناتهم.

مستقبل الخصوصية الرقمية

مع تصاعد الجدل حول سياسات الخصوصية الخاصة بالمتصفحات وشركات التكنولوجيا الكبرى، يبقى السؤال حول مدى قدرة المستخدمين على التحكم في بياناتهم الرقمية. ويبدو أن المنافسة بين الشركات ستدفعها إلى تبني سياسات أكثر وضوحاً وشفافية، خاصة في ظل الضغوط التنظيمية المتزايدة حول العالم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة